اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرئيس وصحافة إخوان الـ "صفا"

الرئيس وصحافة إخوان الـ "صفا"

نشر في: 18 أكتوبر, 2015: 06:01 م

نشرت بعض الصحف العراقية في عددها ليوم امس وعلى صدر صفحاتها الاولى خبرا يقول ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم التقى احد مسؤولي الصحيفة صاحبة الخبر، مع صور "باسمة" تخبرنا ان ليس في الامكان احسن مما كان، صحف معينة تكرر في كل مرة وفقط، وكل لقاء وانتم طيبون، قرأت الخبر غير مرة وانا ابحث عن بقيته: ماذا عن باقي الصحف؟ ولماذا في كل مرة الرئيس يختار اشخاصا بعينهم؟ لا شيء..
كل ما يثار في مثل هذه الاحاديث وما يُثار حوله، لا يعنينا ولا اعتقد أنه سوف يعنينا ذات يوم. ولأسباب لا حصْر لها، أهمها اننا نرفض ان يدار المكتب الاعلامي بهذه الطريقة المحزنة.
سيقول قارئ كريم حتما: ان اختيار الصحف التي يلتقي بها الرئيس شأن يخص مكتبه الاعلامي، وليس شأنكم! لاياسيدي انه شأننا جميعا، لكن الدعوة لا تعنينا ولا اعتقد أنها سوف تعنينا، لانها قدمت لنا اكثر من مرة ولم نستجب لها لأسباب لا حصْر لها، أهمها اننا نرفض ان يتحول مكتب رئيس الجمهورية الى عائلة تضم الأحباب والأصحاب بيدها مقاليد ومفاتيح المكتب الرئاسي، ويأخذ رأيها في كل صغيرة وكبيرة، وان تمتلئ مكاتب الرئاسة بجيش من المعارف، وحين نكتشف ان رئيس الجمهورية يختار مندوبا للاعلانات مستشارا إعلاميا له، يصبح الأمر مثار تساؤل واستغراب.
لم يسئ إلينا أننا لم نلتق الرئيس بحضور "مندوبه الاعلاني" لأننا واثقون من أن السيد المندوب وضع معايير ومستويات لالتقاط صورة "باسمة" مع السيد الرئيس، كما أننا واثقون من كوننا لا نصل إلى هذه المرتبة. وإذا كانت أربع صحف فقط هي التي يوليها الرئيس رعايته، فان هذا يدل على ان السيد "المندوب الاعلاني" لا يتساهل في المعايير والمقاييس ونوعية الضيوف!
ربما فات السيد الرئيس ان الإعلام تطور، كسلاح، تطورا جذريا عندما تحول من المجاملة والطبطبة على الأكتاف إلى كشف الحقائق.. من الصحّاف وعلوجه، إلى المصارحة، لكن يبدو ان مكتب الرئيس مصر على ان يبقى الإعلام يعيش في عصر قناة اخبار الساعة التاسعة، لم يتبلغ المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية حتى الآن أن الإعلام قد دخل عصر الحقائق، وأن مندوبي صحافة الحزب الواحد أصبحوا شيئا سقيما من ماضٍ سقيم..
نتذكر ان الرئيس جلال طالباني استعان بعدد من خيرة الكفاءات في إدارة مكتبه الرئاسي، أعلى شأن الاعلام، وعزَّز موقع المثقفين، وعندما غادر الرئاسة، كنا نتمنى ان يكون خليفته بمثل سيرته المهنية.. ولكن يبدو ان المقارنة في هذا المجال لا تصح.
التحدي اليوم أمام الرئيس معصوم، في الاستفادة من التجارب الناجحة وليس في نقل التجارب من الفاشلين، في ادراك ان العراقيين اعطوه الرئاسة ولم يعطوه العراق..
ياسيادة الرئيس.. لم نعد نتحمل أن تكون لنا مؤسسات تدار بالفاشلين والانتهازيين. لم نعد نتحمل أن تكون هموم مسؤولينا، تتعلق بامتلاك صلاحيات على البشر، بدل إصلاح أحوال البلاد.
سامحني يا سيادة الرئيس، نريد نظاما، الرئيس فيه هو الضامن للجميع، ينصت لصوت الناس، لا لوشوشات "مندوبي الاعلان ."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram