TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > يحبونه لأنه كتب عنهم بصدق.. الشيشان يخلدون تولستوي بإقامة متحف له

يحبونه لأنه كتب عنهم بصدق.. الشيشان يخلدون تولستوي بإقامة متحف له

نشر في: 10 يناير, 2010: 05:19 م

ترجمة: نجاح الجبيلي أعيد مؤخراً افتتاح متحف مخصص لليو تولستوي في قرية في الشيشان حيث قضى فيه سنواته المؤثرة ككاتب في خمسينيات القرن التاسع عشر و حذر من خطر رحلة روسيا لترويض هذه المنطقة العنيدة في شمال القفقاس.
يقع المتحف في "ستاروغلادوفسكايا" وهي مستوطنة قوزاقية سابقة استخدمت كقاعدة عسكرية خلال الحملات القيصرية ، وقد بقي سالماً لأكثر من حربين حديثتين – بدءاً من 1994 حتى 1999- اندلعتا في هذه الجمهورية الروسية و دمرت المنطقة بشكل كبير.وقد تم افتتاح المتحف في 10 كانون الأول 2009 في بناية جديدة بمساعدة رمضان أ.قادروف رئيس الشيشان القوي حليف الكرملين الذي يفتخر بالمشاريع التي تؤكد نهوض هذه الجمهورية من الخراب، وفلاديمير تولستوي حفيد تولستوي الأكبر ومدير عزبة "ياسنايا بوليانا" التي يمتلكها تولستوي في منطقة "تولا" قرب موسكو.  وقال مدير المتحف سلافيدي زاغيبوف بأن مبلغاً قدره 3.4 مليون دولار قد خصص لإعادة بناء المتحف قد جاء من مؤسسة قادروف الشخصية. وفي اليوم نفسه أعيد في الشيشان بناء متحف آخر مخصص لميخائيل ليرمنتوف الشاعر الروسي الذي عاش في القرن التاسع عشر والمعروف بوصفه للقفقاس.  وقد بدأ مشروع متحف تولستوي حين طلب حفيد تولستوي المساعدة من الرئيس الشيشاني. وخطط لإعادة البيت المدرسة في بداية القرن العشرين حيث كان المتحف مقاماً فيها قد تم توسيعها وكانت النتيجة بناية جديدة. وقال السيد تولستوي في مقابلة بالتلفون:" أعده من واجبي المساهمة". وأضاف أن متحف ياسنيا بوليانا سوف يعمل على خلق معرض دائم للمؤسسة المجددة في "ستاروغلادوفوسكا" لتضم نسخاً ذات نوعية ممتازة من وثائق الأرشيف التي تتعلق بأعمال تولستوي وحياته.ويهدف المتحف أيضاً إلى تصوير حياة الشيشان في الزمن الذي سكن أثناءه تولستوي فيها.وكان تولستوي يحظى بإعجاب كبير في الشيشان حتى أن هناك قرية سميت "تولستوي-يورت". وقد زار فلاديمير تولستوي لأول مرة "ستاروغلادوفوسكا" في عام 2000 وهي تبعد 50 ميلاً من غروزني العاصمة الشيشانية.وقال:" زرت المتحف في تلك اللحظة وقد أدهشني تماماً. إنه المتحف الوحيد في منطقة الشيشان الذي لم يغلق وعمل خلال الحرب كلها. والنصب المقام لتولستوي في الساحة المخصصة لهذا المتحف لم يتعرض للتدمير. وقد وقف الوقت كله. بالطبع هذا يتعارض كلياً مع ما رأيته في ذلك الوقت في العاصمة غروزني حيث تم تحطيم المتحف الوطني وتعرض للنهب والسلب".وكان على فلادمير أن يأتي ليرى المكان حيث قضى تولستوي ما يقارب ثلاث سنوات في خمسينيات القرن التاسع عشر وهو يعيش بين القوزاق الذين كانوا حينئذ في حالة نزاع مع الشيشان وكتب هناك رواية "الطفولة" وهو العمل الذي جلب له الشهرة. وتجربته هناك تشربت وأنتجت قصصاً أخرى مثل "القوزاق" و"الغارة" و "الحاج مراد" مع حس بالمكان وفهم القوزاقيين الذين أعيد الاهتمام بهم بعد أن أصبحت روسيا متورطة جداً هناك بأعمال العنف مرة أخرى في تسعينيات القرن العشرين.في قصة "الحاج مراد" كتب تولستوي عن جماعة شريرة تمتاز بالقسوة ووصف حنق الشيشانيين على الجنود الروس:" لم يكن بغضاً، لأنهم لم يعتبروا أولئك الكلاب الروس بشراً؛ لكن كان الاشمئزاز والنفور والارتباك من القسوة الحمقاء لتلك المخلوقات إذ أن الرغبة بإبادتهم – مثل الرغبة في إبادة الفئران والعناكب السامة أو الذئاب- كانت غريزة طبيعية تتعلق بحفظ الذات ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram