TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سجناء أبرياء

سجناء أبرياء

نشر في: 18 أكتوبر, 2015: 09:01 م

التصريحات المتواترة المنشورة عبر الصحف والفضائيات ، على لسان المتحدث الرسمي للسلطة القضائية ، الأستاذ عبدالستار البيرقدار ، حول إخلاء سبيل اكثر من اربعة عشر الف موقوف ومحتجز .. تستدعي وقفة جادة ونظرة ثاقبة لاحتواء تداعياتها الكارثية وضرورة إعادة النظر في طرق ووسائل التوقيف والاحتجاز !
تضمن التصريح : انه تم الإفراج عن ما يقارب الألف محتجز لم تثبت إدانتهم مما نسب إليهم ، الرقم المعلن يغطي الشهر الماضي فقط !!
نواصل قراءة تصريح السيد البيرقدار ، اما مجموع من أُطلق سراحهم حتى الآن ، وخلال الأشهر الماضية فيبلغ (١٤٣٦٧) والمحاكم تعمل بانسيابية عالية لحسم اكبر عدد من الدعاوى المعروضة امامها .
يااااااه .
الرقم الهائل أعلاه ، خلال مدة قصيرة ليس رقما يُستهان به او يمكن تجاهله او يغض الطرف عنه ،الطامة الكبري أن كثيرين من المطلق سراحهم أبرياء ، سيقوا بالظن او الكيد او الشبهة ، وفي آحسن الأحوال إحتجزوا : سهواً او غلطاً بالاسم او اللقب او الكنية .
ما الذي يعوض الموقوف البريء الذي لم يرتكب جناية او جنحة او حتى مخالفة ، عن فترة توقيفه ولو لشهر واحد ، فما بالك بسنة او سنوات ؟! كيف نرد له اعتباره المنتهك ؟ وما مصير من تركهم خلفه — بلا عائل او معيل — ؟
وما الذي — وهذا بالغ الخطورة — يشفيه من الشعور ( الطبيعي ) بالغبن والحيف غير الرغبة العارمة بالانتقام؟
…………
خبر إطلاق سراح الموقوفين الأبرياء ، عاد بي القهقرى لهوس قديم ، اعتراني في اوائل الثمانينيات ودفع بي لزيارة سجناء الأحكام الثقيلة في سجن ابو غريب وسجن النساء وإصلاحية الأحداث . لاستباق فترة إطلاق السراح والبحث عن سُبل ووسائل تأهيل المطلق سراحهم . بإعادتهم للعمل وتخليصهم من صفة : سجين سابق ، وتحسين حال عائلته المتشرذمة بعد سجنه .
# برغم أن إطلاق سراح الموقوف البريء والمحتجز بالظن او الكيد او الشبهة ، غاية سامية بحد ذاتها ، إلا أن الغاية النبيلة القصوى تتجلى في : كيفية احتواء السجين البريء ، نفسيا واجتماعيا واقتصاديا ، بعد إطلاق السراح ّ وزجه ثانية كعنصر فاعل في مجتمعه...
وبغير هذا … تكون جنايتنا عليه مضاعفة ، لقد احتجزناه — بريئاً — بالشبهة او الظن او الكيد ، وحرمناه من فرصته للعيش حراً ،سوياً لنخلق منه كائناً حاقداً ، ساخطاً ، لا منتمياً ، لنرقبه مجرماً حقيقياً ، لا مكان له إلا خلف القضبان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram