برغم أن الدوري العراقي انطلق منذ اسابيع قليلة إلا أنه بدأ يمتعنا بفنون الإثارة والتشويق لكل ما هو غريب ومستحدث محلياً لأسلوب عمل وفكر بعض إدارات الاندية المشاركة فيه أما مَن يظن أن حديثنا يتعلق بالامتاع الكروي فأنا اعتذر له مقدماًً وأقول: ببساطة لا حديث عن تطوّر ورُقي بالأداء لكل أنديتنا طالما أن المنظومة الإدارية للكرة العراقية من قمة الهرم الى القاع لا تمتلك القدرة والرغبة ولا الرؤية الصائبة في كيفية النهوض بالواقع البائس الذي نعيشه حتى أصبحنا نستجدي الفوز على منتخب تايوان مع جُل احترامنا له ونشكك في إمكانية تحقيقه!
قبل ايام كنت أُطالع معلومات تخص إقالة بعض المدربين لمختلف الأندية حول العالم وبالطبع فإن المنطقة العربية تشهد ازدهاراً كبيراً في سوق تدوير المدربين وسرعة إقالتهم حتى باتت عند بعض الاندية موظة تستقطب الأنظار أما لتغطية فشلها أو لكسب الشهرة بأقصر الطرق بينما في أوروبا فإن عملية إقالة المدربين تمر بمخاض عسير بعد أن يوضع بميزان حساس لقراءة كفاءته وقدرته على إحداث نقلة في الأداء التكتيكي حاضراً أو مستقبلاً.
أما أنديتنا فقد اختصرت المسافات وتفوقت على الجميع حينما تنازلت عن كل الاسباب وتمسكت بمفهوم جديد يُحدد أُسس علاقتها مع المدربين وهو شرط ( تحقيق الفوز) ولا غيره وإلا فإن أمر إبعاده لا يتعدى تصريح روتيني يمجّد بكفاءة الإدارة بسرعة معالجة وضع الفريق وتشخيصها الخلل بتغيير الملاك التدريبي .. أما دراسة واقعها المزري من ملاعب بائسة وخواء خزائنها وعدم امتلاكها لرؤية فنية لمستقبل أنديتها فتلك أمور خارج عن حساباتها!
دعونا نستعرض بعض ما تردد من اخبار عن دورينا...نادي أمانة بغداد يتفاوض مع حيدر محمود لقيادة الفريق خلفاً للمدرب احمد خلف وقد تبدو المسألة طبيعية بعد النتائج السيئة لكن ما هو غير منطقي أن الإدارة أكدت على أن قرار إقالة مدربها الكروي تم اتخاذه قبل مباراة النادي مع الميناء إلا ان الفوز الذي تحقق أجّل قرار الإقالة ثم أُثير الموضوع بعد الخسارة امام الحدود! ولنتصور عملية التقييم والإقرار على امكانية وكفاءة المدرب كيف يتم الوقوف عليها ؟
في خبر آخر نادي الشرطة يمنح مدرب الفريق حكيم شاكر فرصة أخيرة في مباراته القادمة لتحقيق الفوز امام نادي امانة بغداد كشرط لاستمراره في مهمته..وبذات الوقت يدخل في مفاوضات مع المدرب قحطان جثير لتولي المهمة خلفاً لحكيم شاكر.. ولا نعرف كيف سيتم حسم الموضوع لو حقق نادي الشرطة الفوز في تلك المباراة، هل سيتم إقالته أم سيبقى المدرب الجديد يتنزه في أروقة النادي لحين حصول أول إخفاقة؟!
فوضى فكرية وتخبط إداري يُنذر بما هو أسوأ في قادم الايام طالما أن المؤسسة الكروية المتمثلة بالاندية واتحاد الكرة لا يحملون جينات التطور وليس بينهم روابط مشتركة تعمل على تدعيم العمل المتبادل بالاستشارة ونقل الخبرات والمراقبة والتدقيق ، نحن بحاجة الى دماء شابة جديدة نقية اليد ومحصنة بلقاح حب الوطن تتصدى لمهمة رسم طريق جديد لفلسفة قيادة وإدارة الملف الكروي بكل مفاصله عبر التشجيع والمطالبة بضرورة فسح المجال لهم للمشاركة في المسؤولية والتخطيط وتهيئتهم كقادة رياضيين للمستقبل.
أنديتنا وجينات التطور
[post-views]
نشر في: 19 أكتوبر, 2015: 09:01 م