TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جاري.. رئيس الجمهورية

جاري.. رئيس الجمهورية

نشر في: 19 أكتوبر, 2015: 09:01 م

نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي، طلبت مجلة اسبوعية عربية تصدر في لندن من مدير مكتبها في بغداد، اعداد تقرير بإجراء لقاءات مع جيران رئيس الجمهورية لنشره في ملف يتناول انطباعات جيران الرؤساء العرب، كيف يتعاملون معهم وما طبيعة العلاقة بينهم، المهمة في العراق صعبة، تحتاج الى موافقات جهات امنية، لكنها انجزت بطريقة لبت رغبة المجلة، لاسيما ان جيران الرؤساء العراقيين، يرفضون الحديث خشية التعرض لعواقب وملاحقة امنية، المشاركة العراقية في الملف اقتصرت على اجراء لقاء مع سيدة كبيرة في السن تسكن في حي المعتصم بمنطقة المأمون بجانب الكرخ، بيتها يجاور منزل اتخذه رئيس النظام السابق صدام حسين قبل انتقاله الى حي التشريع المعروف باسم المنطقة الخضراء الحالية، حديث السيدة كان عموميا، يخلو من اية معلومات تفصيلية عن طبيعة العلاقة بين الجارين، باستثناء تبادل التحيات الصباحية.
وصل عدد المجلة الى بغداد عن طريق سائقي سيارات نقل المسافرين بين العراق والاردن، متضمنا ملفا موسعا مصحوبا بصور اشخاص المتحدثين جيران الرؤساء العرب، مكاتب المجلة في العواصم العربية، صورت شقق ومنازل الرؤساء قبل وبعد توليهم المنصب، من صنعاء تحدث فلاح تقع ارضه بجوار مقر الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قال انه تلقى عرضا لشراء ارضه مقابل مبلغ ضخم، لكنه رفض ذلك، واصر على البقاء، علاقته بالرئيس اليمني تعززت مع مرور الزمن، وكان الحديث بينهما يدور عادة حول قضايا عامة تتعلق بزراعة الارض ورعاية الابقار، اما احاديث الآخرين عن جيرانهم الرؤساء العرب فتطرقت الى ذكر اسماء بنات وابناء الرؤساء وزوجاتهم، وتنفيذ رغبات الجيران في بعض القضايا حين تقع ضمن صلاحية الرئيس.
هدف المجلة من نشر الملف هو لغرض المقارنة بين جيران الرؤساء العرب مع نظرائهم في دول اوروبية، خارج المنطقة العربية، كبار المسؤولين يستقلون حافلات النقل العام للوصول الى مكاتبهم، منهم من يستخدم دراجته الهوائية في التنقل من دون الاستعانة بأفواج الحماية،نتيجة المقارنة سيتوصل اليها القارئ العربي، فتترسخ في ذهنه قناعة اكيدة بان الفرق شاسع جدا يحتاج الى سنوات طويلة لتقريب المسافة.
أعلنت الحكومة الحالية انها ستعمل على فتح الطرق والشوارع المغلقة في احياء متفرقة من العاصمة بغداد، تضم مقار احزاب ومكاتب زعماء سياسيين وكبار المسؤولين، بعد مرور اكثر من شهر لم يلمس البغداديون تطبيقا على الارض، مازالت احياؤهم تخضع لاحتلال الاحزاب المتنفذة، وليس ثمة امل في امكانية رفع الحواجز، جيران المسؤولين في الكرادة والجادرية وشارع فلسطين، يواجهون يوميا مضايقات يومية اثناء الخروج والعودة الى منازلهم، لا احد منهم يتصور في يوم ما ان صاحب المعالي استخدم الستوتة ليصل الى مكتبه الواقع في المنطقة الخضراء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram