اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "بالروح بالدم"

"بالروح بالدم"

نشر في: 19 أكتوبر, 2015: 09:01 م

منذ زمن لم أسمع نكتة جديدة، اللهم إلا بعض القفشات التي أصبحت ثقيلة الظل من كثرة تكرارها، ولأننا شعب لا يحب النكتة ونصنف باعتبارنا آباء شرعيين للحزن والعويل، لهذا أصبحت أحلى نكاتنا هي التي تدفعنا الى البكاء على حالنا المضحك، أو الضحك على واقعنا المبكي، وعلى الرغم من أننا عشنا السنوات الأخيرة في أزمات اقتصادية واجتماعية مؤلمة، ودعونا من الأزمات السياسية، فقد تعودنا عليها وأدمناها منذ زمن بعيد، ورغم تصاعد الغضب على الفساد في الشهور الأخيرة، وصراخ الناس وتظاهراتهم لم نسمع نكتة جديدة تخفف قليلا من هول المواقف المتناقضة والمشاهد المتقطعة التي تحاصرنا من كل مكان.
حتى جاء الأمس فقط، ووصلتني نكتة جديدة، لكنها مؤلمة وجارحة، وهي تختصر الواقع الذي نعيشه في كلمات، وتؤكد أننا لا نزال بخير وقادرين على السخرية من أنفسنا، فلا شيء يهدد الأمن القومي ويفقد هذا الشعب واحدة من أهم خصوصياته، مثل عدم مقدرته أو توقفه عن السخرية. تقول النكتة: ان مجلس النواب صوت امس، على رفض استقالة النائب عن ائتلاف دولة القانون حسن السنيد.
ولأننا لا نعرف من هو السيناريست الذي يتحكم في البرلمان العراقي ويصوغ له المواقف المتناقضة والمشاهد المتقاطعة، فإننا ندرك جيدا أن هناك سيناريو لو وضعت تفاصيله متجاورة نستطيع ان نجيب على سؤال يحير العراقيين وهو: الى أين نسير؟
فلنتابع بقليل من الهدوء بعض ما حدث في العراق: بعد سقوط الموصل بساعات شاهدنا رئيس لجنة الامن النيابية حسن السنيد وهو يمسك بمنظار عسكري وكأنه يراقب مجريات المعركة، ولا اريد ان اثقل عليكم بالحديث عن التصريح الناري الذي اطلقه آنذاك من ان الساعات القادمة ستشهد اندحار داعش وان ثمار النصر ستقطف قريبا.
ثمة أشياء علينا نحن الكتاب ان نذكر الناس بها مرة ومرتين وعشر، ولهذا تجدني مضطرا لأكرر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات اصحاب الفخامة والمعالي.
قبل اكثر من شهرين كتبت في هذا المكان عن المقولة العظيمة التي اطلقها محافظ النجف "لؤي الياسري" من ان فتاة النجف لن تصبح مثل فتاة بغداد فتلبس "بنطلون" تحت العباءة، "أجاركم الله" بعدها تتذكرون ماذا حصل ، المحافظ نفسه "بلع" تصريحه المستفز واخذ يحدثنا عن نظريته في اقامة الدولة المدنية التي من شروطها ان لا تعرض في شوارعها اعلانات بها صورة مطرب، ارجو ان تنتبهوا معي مطرب وليست مطربة.
ربع العراقيين ينامون في الخيام وتقتلهم زوارق الموت، ونحن نهتف بالروح بالدم لحسن السنيد، ونعتبر ظهور مطرب في لوحة اعلانية رجس من عمل الشيطان، مشاهد عبثية لا وجود لها في أي مكان آخر من الأرض، سوى البلدان التي لاينام شعبها ، الا وهو يضع صورة حسن السنيد تحت " المخدة " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram