اعلن مؤخرا عن صدور كتاب يضم آخر ما كتبه الاديب الالماني غونتر غراس الذي رحل عن عالمنا في نيسان الماضي، ويقع الكتاب الذي صدر باللغة الالمانية في 176 صفحة ويضم نصوص عدة في النثر والشعر وعددا من الرسوم التوضيحية، وقد انتهى الكاتب منه قبل ايام من وفاته،

اعلن مؤخرا عن صدور كتاب يضم آخر ما كتبه الاديب الالماني غونتر غراس الذي رحل عن عالمنا في نيسان الماضي، ويقع الكتاب الذي صدر باللغة الالمانية في 176 صفحة ويضم نصوص عدة في النثر والشعر وعددا من الرسوم التوضيحية، وقد انتهى الكاتب منه قبل ايام من وفاته، و المفارقة التي يبعثها صدور هذا الكتاب في مثل هذا الوقت ،هو ان المانيا تواجه مسألة المهاجرين الى اراضيها ، والاديب غونتر غراس يوجه في كتابه هذا انتقادات لاذعة لأسلوب تعامل الحكومة الالمانية مع قضية المهاجرين،عنوان الكتاب باللغة الالمانية (VonneEndlichkait) وعنوانه هذا باللهجة الالمانية الشرقية، ويمكن ترجمتها (عن نهايات ومحدودية الاشياء) وقد تحدث ناشر الكتاب بحماسة عنه كونه حدثاً أدبياً مهماً.كان الاديب الالماني غونتر غراس تجسيدا للضمير الأخلاقي في ألمانيا، وعلى مدى حياته الطويلة عالج هذا الكاتب طائفة واسعة من الموضوعات بدءاً من الشعور بالذنب الذي تجلى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية الى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وحتى الى حين وفاته في نيسان من هذا العام لم يخفت تصميم غونترغراس على إثارة الجدل.

في كتابه الأخير، الذي صدر في ألمانيا مؤخرا، يصدر الاديب الحائزعلى جائزة نوبل تحذيرا شديدا إزاء ارتفاع الكراهية واعمال العنف تجاه اللاجئين عند المواطنين الالمان. وفي واحدة من القصائد التي يتضمنها كتابه الاخير يعرب عن أسفه لأن الألمان الذين كانوا هم انفسهم في وقت ما لاجئين، يظهرون نفس المستوى من عدم التسامح تجاه اللاجئين الذين كانوا هم أنفسهم قد تعرضوا اليه في السابق.
فقد كان هناك الملايين من الألمان النازحين من شرق ووسط أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويكتب غراس في قصيدة له بعنوان كراهية الأجانب، لقد قوبلوا بصرخات من الناس " عودوا الى المكان الذي جئتم منه" وذلك عندما حاولوا الاستقرار في أجزاء أخرى من ألمانيا. "لكنهم بقوا،" يواصل المؤلف القول ،والان تطبق نفس المعاملة والرفض للأجانب الذين جاءوا من اماكن بعيدة أبعد من تلك التي جاء منها الالمان.وانه لتوقيت غريب، ان يصدر عمل لغونتر غراس بعد وفاته في نفس الأسبوع،الذي تشهد فيه ألمانيا جدلا محموما حول ما إذا كان ينبغي ألا ينظر الى اللاجئين من شمال أفريقيا والبلقان كنازحين.
ومؤخرا،اثار الجدل كاتب عمود بارز ومدون مشهور من المانيا حين اقترح في برنامج تلفزيوني حواري ان تتم الاشارة الى اللاجئين بوصف "النازحين". وقد وصف أحد المشاركين في الحوار وهو وزير الداخلية الاقتراح بأنه "إهانة".
وشهدت ألمانيا موجة من الهجمات على منازل اللاجئين هذا العام. وفي فترة 12 شهرا حتى حزيران من هذا العام، تلقت البلاد 296710 طلبا من طلبات اللجوء، وهو الأكثرعددا من أية دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي.
لكن أزمة اللاجئين ليست هي الموضوع السياسي الوحيد الذي تناوله غونتر غراس في مجموعته الاخيرة من القصائد والنصوص النثرية، والتي ظهر معظمها مع رسومات توضيحية. ففي قصيدته (ماما) شن هجوما غاضبا على المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي "تثرثر كثيرا ولا تقول شيئا "،والتي وقعت في فخ جماعات الضغط التي تسعى للحصول على الارباح وتقوم "بابتزازها، كما تفعل عصابات المافيا".
وفي احد نصوص كتابه يعلن غراس الذي كان يدعم بشكل فعال الحزب الاشتراكي الديمقراطي طيلة حياته،عن اسفه لدخول حزبه في ائتلاف مع الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل.
وفي نص قصير آخر يشكو غراس من أن الإنترنت قد جعلنا سنبتعد عن مشاكل العالم الحقيقية. ويكتب: "إن القنابل التي تنفجر يوميا في العراق والجثث التي تصطف تحت اوراق الصحف تظهر وكانها ليست سوى ألعاب كمبيوتر.
وقد نال كتابه الاخير اصداء ايجابية إلى حد كبير، وفي جزء كبير منه يتحدث غراس عن نهايات الاشياء وعن افكاره الشخصية حول الموت .
هنا كقصيدة عن كفاحه وهو يتقدم في العمر لأجل ان لا يفقد حاسة السمع ،وتأملات في صوت سعاله وقطعة نثرية حول كيفية قيامه بتخويف أحفاده بالسن الحقيقي الوحيد المتبقي عنده،ويشرح ذلك برسم صورة شخصية مفزعة.
وفي واحدة من فقراته الصريحة، فان الكاتب يجعل من غليونه الذي اشتهر به رمزا للعجزالجنسي في سن الشيخوخة،ويكتب قائلا: "أذهب الى عملي مع غليون محشو ولكن من دون نار تشعله".
في كتابه يتحدث غراس عن افغانستان والازمة المالية في اوروبا ،الى جانب حديثه عن نهايات العمر، وتصف الرسوم التي تشكل نصف الكتاب التي يدعوها بالخربشات،تصف حال الكآبة التي كان يعيشها في أخريات عمره.