TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > جواسيس القنبلة الذرية : عائلة روزنبرغ

جواسيس القنبلة الذرية : عائلة روزنبرغ

نشر في: 21 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

بعد تأثره لمحاكمة جوليوس وإيثيل روزنبرغ في عام 1971، اصدر إيل دوكتورو رواية ستؤكد الدليل المؤكد للموضوع.  بعد ان غادر جوليوس المحكمة الفيدرالية، إثر توجيه التهمة اليهما، بالتجسس بدأت الصحف تتناول قضيتهما ومنهم – سام جورديسون ، في الكتابة ع

بعد تأثره لمحاكمة جوليوس وإيثيل روزنبرغ في عام 1971، اصدر إيل دوكتورو رواية ستؤكد الدليل المؤكد للموضوع.  بعد ان غادر جوليوس المحكمة الفيدرالية، إثر توجيه التهمة اليهما، بالتجسس بدأت الصحف تتناول قضيتهما ومنهم – سام جورديسون ، في الكتابة عنهم. ويقول "كان غريباً ان الجو كان ساخناً، في ذلك الصيف، عندما تم صدور الحكم ضدهما، بالموت بالصعقة الكهربائية وتساءلت مع نفسي، لماذا أنا في نيويورك؟!" 

وهكذا تبدأ رواية سليفيا بلاث التي صدرت عام 1963 بعنوان "ارتجاج الجرس". وهذه الجملة إفتتاحية ملفتة للنظر وهي ايضاً تبدو خاطئة ايضاً بالدرجة نفسها، وتلك الجملة تضع الرواية في موقع معين او هي العودة الى صيف عام 1953 والحرب الباردة، عندما الأجواء هيستيرية.
وكان الحكم قد نُفـذ بجوليوس وإيثيل روزنبرغ في التاسع عشر من حزيران عام 1953، وكان ذلك لليوم تأريخ زفافهما، قبل 14 عاماً، وقبل بضعة ايام من ذلك التأريخ كانا قد ودّعا طفليهما، ميشيل وروبرت، وكان احدهما في العاشرة من عمره والآخر في السادسة وكان الوالدان آنذاك في مرحلة الشباب، أحبّا بعضهما، ولكن مصيرهما كان بشعاً.
والراوي في رواية "أرتجاج الجرس" يقول "لم يهمني الأمر بشيء، ولكنني لم استطع منع نفسي من التفكير في كيفية حدوث ذلك الأمر، أن يحرما أحياء حتى أعصابهما".
وفي كتاب "دانيال" يجد القارئ الصفحات الاربع الاولى تثير الألم، عندما يصف دانيال إعدام والديهما. وكان على والدته دخول الغرفة بعد تنظيفها من آثار والده، بعد تنفيذ الاعدام فيه.
وكان على والدته الجلوس على الكرسي نفسه الذي كان يشغله قبل قليل زوجها، وكانت رائحة الموت واضحة في الغرفة.
وكان عليها تحمّل الاربطة التي شُدت بها والتي كانت تشد زوجها قبل قليل، وعليها ايضاً تحمل التيار الكهربائي وتتحمله، بعد ان فشلت التجربة الاولى، ويعود القائم بالعملية بإعادة تثبيت الجهاز وسحب المفتاح الكهربائي الى الأسفل مرة اخرى، وثبتت درجة اعلى من الفولتات.
إن مشهدا مخيفا يؤثر حتى في الأقوياء، لأنه كان حقيقياً، وفي عام 1971 كتبت نيويورك تايمز في صفحة (عرض الكتب) ان الكتاب الذي اصدره دانيال، قفز في الحال الى الدرجة الاولى، كما ان دانيال نفسه، قفز الى الامام بين الكُتـّاب الأميركيين.
ويقول دوكتورو: ان قضية "روزنبرغ" تثير جسراً من التوتر الحاد ما بين الحقيقة والخيال". فنحن نعرف والدي دانيال اسميهما بول وراشيل او جوليوس وإيثيل روزنبرغ.
ان المشهد الوحشي، لا يشبه ما نعرفه حالياً حول إعدام الزوجين، وان كانت اعصابك قوية، تقدر ان تنظر الى قسم من وصف شاهد عن إيثيل روزنبرغ "ماتت بصورة أقسى وأشد" من زوجها وقد فشلت العملية الاولى، ولكن تبديل "سويج" الكهرباء، تحولت ايثيل الى ريشة مدخنة وشبح يتصاعد من رأسها وارتفع عاليا حيث السقف الذي يتدلى منه سلك كهربائي وفي نهايته ضوء. وعلى الرغم مما رأى الشاهد، فان مَن كانوا معه يعتقدون انه يشيد بعدالة موتها.
والمعاصرون له يتفقون معه "جواسيس يموتون على الكراسي"، وكان روزنبرغ اتهم بتسليم بعض الاشياء الى الاتحاد السوفييتي ساعدته على صنع القنبلة الذرية، وقال القاضي خلال المحاكمة، انهما ساعدا في اندلاع الحرب الكورية، وحكمه مهـد الطريق لـ "مكارثر" وكان الأمر كارثة لليساريين الأميركيين – وللعدالة.
ولكن بعض الناس لم يتفقوا مع ذلك الامر ومنهم – المفكر الفرنسي "جون بول سارتر"، الذي أعلن احتقاره للمحاكمة.
وفي خلال كتابة إبل دوكتورو، هذا الكتاب، كان فكرة سارتر قد انتشرت واصبح آل روزنبرغ ضحايا الموت بالكهرباء، وضحايا الهيستيريا والخوف، بعد انتاج الاتحاد السوفييتي القنبلة الذرية، وهذه التطورات هي التي – كما يقال – لم تتم محاكمة (آل روزنبرغ بعدالة).
ويقول دوكتورو إن آل روزنبرغ او على الأقل بول جوليوس ، جاسوسين.
كانت المحكمة قد عقدت ولكن توجيه تهمة الخيانة والتجسس، لم تكن كاملة ويقول ايضاً ان إيثل ربما كانت بريئة وتوفيت من أجل زوجها وتقيدها بالمبادئ.
وبعد توالي الاعوام، تحولت هذه الفكرة الخيالية الى حقيقة، في عام 1995، توجهت الاصابع الى روزنبرغ، الذي كان قد اعتبر بريئاً بالنسبة للكثيرين، ولكن أحد السجلات السوفييتية، اكد ان جوليوس روزنبرغ كان جاسوساً. وفي العام نفسه سمح له الاطلاع على الارشيف السري وسِجل روزنبرغ، يشير الى كونه رئيس حلقة تجسسية، مع ان زوجته تبدو بريئة.
وكانت المحاكمة مسرحية هزلية، وقد تم الحكم على الزوجين إثر دليل قدمه شقيق إثيل – ديفيد غرين غلاس، الذي اعلن بعد مرور نصف قرن، انه كان كاذباً في ادعائه، وان زوجته هي التي كانت ترسم المخططات والتي كانت ترسل الى الاتحاد السوفييتي وتم الكشف مؤخراً كي يعترف زوجها بجريمة ولكن إثيل وقفت بجوار زوجها، حتى النهاية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram