في خطوة أخرى للمجموعة الوطنيّة للسياسات الثقافيّة في العراق، أقامت مؤخّراً في مقهى كالتوري بالسليمانية، ندوة جديدة بعنوان "الثقافة العراقيّة.. خطابات وهويّات"، من أجل توسيع مدى المعرفة بالمشروع والاستماع لملاحظات المثقفين الكرد عن الخطوات المقبلة وبا
في خطوة أخرى للمجموعة الوطنيّة للسياسات الثقافيّة في العراق، أقامت مؤخّراً في مقهى كالتوري بالسليمانية، ندوة جديدة بعنوان "الثقافة العراقيّة.. خطابات وهويّات"، من أجل توسيع مدى المعرفة بالمشروع والاستماع لملاحظات المثقفين الكرد عن الخطوات المقبلة وبالأخص المتعلّق منها بموضوعة "التشريعات الثقافيّة".
قدّم الندوة للجمهور الشاعر طيب جبار معرّفاً بطبيعة عمل المجموعة وما تسعى إليه، ثمّ افتتح الحديث الناقد السينمائي علاء المفرجي، مبيّناً مبررات تشكيل المجموعة ضمن سياقها العابر للإطار المحلي، باعتبار إنّ هناك مجموعة للسياسات في العالم العربيّ، لديها فروع في أكثر من بلد عربيّ، وهدفها الأساس تقديم تصوّرات ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها الوسط الثقافيّ، ضمن محاور أساسيّة (البحث في سبل دعم الإنتاج الإبداعي، والتأسيس لبيئة قانونية للعمل الثقافيّ).
وأوضح المفرجي: "إنّ المجموعة بعد مؤتمرها التأسيسي ببغداد، ومن ثمّ ندوتها التعريفيّة الأولى في ميسان، جاءت إلى السليمانية لما فيها من نخبة ثقافيّة وحضور واضح للثقافة في الأحياء والشوارع والمقاهي، إضافة إلى وجود حركة للنشر وتسويق الكتاب وإن تعرضت إلى الاهتزاز الآن بسبب الوضع الاقتصادي".
وذكر أخيراً: "التواجد هنا بين مثقفي السليمانية؛ للخروج بحصيلة أكثر إلماماً بالثقافة العراقيّة وخطاباتها وهويّاتها المتنوّعة، وأن نسمع ملاحظات أكثر كي تدرج ضمن الاستبيان المرتقب للمجموعة".
بعدها أشار الشاعر حسام السراي إلى ما تواجهه المجموعة من صعوبات توقعتها مسبقاً، ومنها "إنّها ليست- مثلما يعتقد البعض- منظّمة أو تجمّعا لإقامة أنشطة ثقافيّة وأدبيّة، وإنّما جماعة ضغط من أجل تقديم أفكار، تحرّكت في العاصمة ووجهت مقترحاتها إلى أمين بغداد بشأن تسمية بعض الشوارع بأسماء مبدعين روّاد مثل مظفر النواب وضياء العزاوي وصلاح القصب، كما إنّها تريد أن يكون هناك تنسيق وتشاور بشأن عمل المجموعة المقبل الذي هو الأهم".
وذكر السراي: "نحن ندرك إنّ الواقع العراقيّ كلّه واقع محبط بالضدّ من الثقافة أو التفكير بخطوة إلى الأمام، لكن هل نظل ننتظر استقرار الأوضاع ثم نبحث في أمور وملفات معطلة ولا يجري الحوار بشأنها وفي مقدمتها البيئة القانونية المناسبة للعمل الثقافيّ".
ونوه إلى أن "المجموعة بعد التعريف بأهدافها تتوجه الآن للاستعداد إلى مؤتمر ثقافي عام فيه عدة ورش عمل، تكون مواد للحراك المقبل على مستويات ثقافية (بين التجمعات والنخب الثقافية) وتشريعية أيضاً".
وفسح المجال أمام عدد من المداخلات، إذ تساءل الكاتب والمترجم عبدالله طاهر البرزنجي عن هوية مؤسسة المورد الثقافي الداعمة لمثل هذه المجموعة، وتمنّى مدير البيت الثقافي في أربيل دلير علي حمه بأن يكون هناك إلزام لبرلمان إقليم كردستان لتطبيق ما يتحقق في بغداد، وإن على المجموعة التفكير بالمحافظات الكردستانية، وتحدث مدير عام مديرية الثقافة في السليمانية بابكر دزه ئي عن الفضاء السياسي الذي لا يسمح للمثقف بالعمل، في حين أكد الصحافي والكاتب مشرق عباس إن "الوضع القانوني للمثقف تعوزه أدوات ضغط بصرف النظر عن ظروف البلد التي يتعرض إليها المثقف، مع ضرورة ترميم القطيعة الثقافية واللغوية التي نشعر بها مع أصدقائنا في كردستان.
وأجاب المفرجي والسراي عن المداخلات والأسئلة بمزيد من الإيضاح والشرح، ومنها إنّ الجهد تراكمي يتطور بوجود تضامن واسع، وإن "المورد مؤسسة اقليمية داعمة للحراك الثقافي المستقل في العالم العربي".
