TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن الماله تالي

عن الماله تالي

نشر في: 20 أكتوبر, 2015: 09:01 م

لي صديقة من قبل أيام فيسبوك ثم صار هو الذي يجمعنا اليوم. ضحكت في وقتها عندما طلبت صداقتي. كيف يطلب صديقك بالواقع صداقتك في عالم افتراضي؟ هذه تحيرني وابلعها من باب للضرورة احكام. من بين طباع هذه الصديقة الحلوة انها تداهمني برسائل قصيرة وكأنها برقيات. كلها أسئلة سريعة وتناشدني بجواب أسرع. آخرها أمس: شنو معنى "ماله تالي" في "لتعاشر البذات والماله تالي"؟ يا صديقتي انه باختصار: الذي لم يكن ثم كان. شكرتني وبسرعة البرق ردت: فعلا هوّه هيج. لم اسألها عن الذي تقصد او بالأحرى نسيت ان أسأل لأني انشغلت بصور وأسماء الذين لعبوا بالعراق على هواهم وهم بلا اول.
ابحثوا في تاريخ أي حرامي من حرامية ما يسمى بعد التغيير فان وجدتم لهم أولا في ذاكرتكم او ذاكرة اهلكم، اشتموني. من صاحبنا أبو "ما ننطيها" وانتم نازلين الى مبتكر نظرية "التفريخ السيادي".
مشكلة هذا النوع من البشر انه مرعوب من ماضيه فيجهد نفسه في شخبطة مستقبل الناس. تزداد البلوى حين يطيح بيده المال العام ثم السلاح ثم الكرسي. هنا يصبح مثل "المسودن وبيده فاله".
عقدته ان الناس تعرف انه بلا ماض. حتى الذين يلتفون حوله ويصفقون له يدرك في قرارة نفسه انه لولا السلطة التي في يده لما اشتروه بفلس. يكاد يسمع انفاسهم تقول عكس السنتهم: كذّاب.
وترى الذي بلا أول يلهث مستعجلا بحثا عن تال. فان صادف وحقق إنجازا صغيرا يكبر في عينه ويتصور انه قلب الدنيا ولم يقعدها. في الحقيقة قد يكون ما انجزه لا يتعدى انجاز ذلك الذي فعلها في سوق الصفافير.
والذين ليس لهم تال قد تجدونهم في كل مكان وزمان. في الادب والثقافة والصحافة مثلما تجدون منهم اكواما في البرلمان والوزارات والسفارات. لا يحزنكم بقاؤهم جاثمين على صدر الوطن وصدوركم. تذكروا انهم بلا اول فحتما سينتهون الى بلا تال. لقد حزن قبلكم شاعرنا الكبير كاظم الركابي يوما فقال:
آنه أول من رچه عيونه اعله عينك وانت تالي
وآنه أول من أخذ جدمه اعله بابك وانت تالي
وآنه أول من كلت چلمة حبيبي وانت تالي
تالي غيري يصير الأول وآنه تالي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram