روما- عرفان رشيددان أمين سر الدولة في حاضرة الفاتيكان (رئيس الحكومة) الكاردينال تارتشيسيو بيرتيوني ما يتعرّض إليه المهاجرون الأجانب في جنوب إيطاليا من استغلال اقتصادي واجتماعي، وطالب بالتخلي عن أي سلوك عنيف لمواجهة المشاكل. جاء ذلك في معرض تعليقه على أحداث العنف والمصادمات التي اندلعت الخميس الماضي بين مئات من المهاجرين (غير القانونيين) ورجال الشرطة
والتي أفضت إلى جرح وإصابة ٦٦ شخصاً، من بينهم ثلاثون أجنبياً و ١٩ من رجال الشرطة والكارابينييري إضافة إلى ١٧ من سكان المدينة،  وتوقيف ما يربو على عشرة من المهاجرين. وقال الكاردينال بيرتوني  أن الفاتيكان (قلقة) بالذات حول ( ظروف العمل السيئة التي يتعرّض إليها المهاجرون في الجنوب) والتي تتمثّل في إخضاعهم إلى ساعات عمل طويلة تصل في بعض الأحيان إلى ١٨ ساعة في اليوم مقابل مبالغ زهيدة يقتطع منها وكلاء توفير العمّال نسباً عالية تصل إلى ٣٠-٤٠ في المائة في بعض الحالات. تصريحات الكاردينال بيرتوني جاءت على هامش قدّاس كنسي أقامه بمناسبة افتتاح السنة القضائية في مقاطعة كلابريا، وهي المقاطعة التي شهدت المصادمات وتستضيف أكبر عدد من المهاجرين الأجانب (غير الشرعيين) العاملين في مجالات الفلاحة اليدوية وجني الثمار. وقال بيرتوني بأن الأحداث التي وقعت في كلابريا (روزارنو) مؤخراً (تثير القلق والخشية لدى الجميع، وبالذات الأوضاع السيئة التي تُفرض على المهاجرين، الذين، بالرغم من كل ذلك، يقدّمون خدمة كبيرة إلى الزراعة وإلى المجتمع المحلي هناك). واعتبر بيرتوني أن (الحل في هذا الإطار يكمن في نهضة حياة وفق أسس الحق) وأضاف (أعتقد بأن النشيد ٧١ من الإنجيل يدعو بوضوح إلى احترام الحق والعدالة، ويطالب بمساعدة الجميع على الفعل بشكل إيجابي واحترام القوانين وبالعمل على وفق الحق واحترام العيش المسالم والتوافق).)من جانبها أمرت وزارة الداخلية الإيطالية بنقل أعداد من هؤلاء المهاجرين إلى مدن أخرى بغية التخفيف من تأثيرات الأحداث الأخيرة ولغرض السيطرة على الأوضاع قبل تكرارها المحتمل. وتشير أنباء من مدينة جويا تاورو أن التوتر عاد إلى المدينة بسبب جرح مهاجرين بإطلاقات بندقية صيد أحدهما في وضع حرج. في غضون ذلك قامت الشرطة بنقل ٢٥٠ من المهاجرين إلى مراكز تجميع المهاجرين في مدينتي كروتوني وسيديرنو. وفيما يظل في المصنع القديم الذي اتخذه المهاجرون مكاناً لسكناهم، ما يربو على ٥٠٠- ٦٠٠ شخص، بادر بعض المهاجرين بالابتعاد من روزارنو والبحث عن مدن إقامة أخرى، وأعرب البعض منهم عن مخاوفهم وأن (الحياة هنا لم تعد تُطاق). وأبدت بعض الأوساط مخاوفها أن تكون عمليات النقل الخطوة الأولى في سلسلة من إجراءات طرد المهاجرين وإعادتهم إلى أوطانهم الأصلية قسراً، إلاّ أن مندوب جمعية (ليبيرا) المعنية بأوضاع المهاجرين، الأب بينو ديماسي أكد أنه حصل على (تطمينات رسمية أن لا أحد من هؤلاء المهاجرين، بمن فيهم المتواجدين بشكل غير قانوني، سيُطرد قسراً من إيطاليا) وأكدت إدارة شرطة كلابريا هذا الموقف..