العراقي البسيط الأصيل غير المؤدلج ، براء من تهمة ألصقت به ظلما وعدوانا .
العراقي الذي رضع الاضطراب منذ ولادته ، وجرب شظف العيش طفلا ، وذاق الهوان صبيا ، ورافق الموت شابا ، وتعرض للأهوال وهو رجل ، يخفي مواجعه إذ يسمع من يصمه بوصمة العدوانية او الوحشية ، دون احتراز .
منذ سقوط بغداد تحت سنابك جنود هولاكو ، مرورا بمن حكموا بأنفسهم او بالنيابة — وحتى هذي الساعة ، من سلاجقة وبويهيين وجلائريين وصفويين ، وعثمانيين ، وصولا لزمن الحصار ، والاحتلال ( التحرير ) وما بعد التحرير (الاحتلال )… تلك وهذي الحقب كتبت بخطوط عريضة نوازع الإنسان العراقي ورسمت ملامحه ، ووسمته ورسخت ملامح شخصيته المتميزة التي يصعب عليه خلع جلبابها ، بيسر او دونما منغصات .
بلى :لا نكران بالمطلق ،، ولا التسليم بالمطلق ،، إن العراقي ، وهو نتاج بيئته — كما يعرفه الدكتور علي الوردي — مزدوج الشخصية : متقلب المزاج ، حاد الطبع ، ملول ،كسول ، شغول ، نافد الصبر ، سريع الغضب ، سريع الرضى ، مسالم محارب ، متسرع الأحكام ، سلس القياد .صعب الانقياد ،
هل من سبيل لتقييم العراقي دون شطط ؟ لتقويم النظرة الحولاء التي وصمت العراقي بالعدوانية دون النظر والتمعن بما لاقاه من أحوال وأهوال ؟
إن رفع إصبع الاتهام - بوجه العراقي - دون دراية ودراسة مستفيضة ، ليس دليلا دامغا على وحشية العراقي ونزعته الدموية ،، ماذا نقول عن الشعوب والإدارات السياسية التي نحرت حكامها على مرأى ومسمع ؟؟ … نقرأ:
المسالم ، المهاتما غاندي ،، الهند — رجل السلام الكونت برنادوت : السويد ،، الملك فيصل آل سعود : المملكة العربية السعودية،،محمد مصدق : إيران ،،رياض الصلح وأنطوان سعادة : لبنان ،، الملك عبد الله : الأردن ،،محمد بوضياف ، الجزائر ، انور السادات : مصر ….. القائمة طويلة .. وربما ستطول !!
لا نجاة من حكم القدر إن حم . ولا منجاة من هيمنة مراكز القوى المبثوثة بين كرسي الحكم والمقصلة .
إعلان براءة من تهمة
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2015: 09:01 م