الشارع العراقي يتداول مصطلح "56 " في اشارة مختزلة مختصرة الى شخص يمتلك موهبة كبيرة في الاحتيال والنصب على الاخرين ، احيانا يطلق عليه وصف نصاب رسمي ابو التريشة ، لتحذير عباد الله من الوقوع بشباكه ، فهو يزعم بانه يستطيع انجاز اصعب معاملة رسمية بأجراء اتصال هاتفي مع مسؤول ، ميدان نشاطه في اماكن متعددة قرب المحاكم ومراكز الشرطة ودوائر حكومية معروفة تجبر مراجعيها على رؤية نجوم الظهر قبل انجاز معاملاتهم ، يدعي ابو التريشة امتلاكه شبكة علاقات واسعة مع متنفذين بإمكانهم تحويل الهور الى مرق بجرة قلم .
خدمات "النصاب الرسمي" طبقا للوصف الشعبي الشائع ، يقدمها لقاء مبالغ مالية ، احيانا تكون بالعملة الصعبة ، يقسم بان حصته منها قليلة جدا مقارنة بما يتقاضاه اخرون سهلوا على بركة الله ورسوله انجاز معاملة المراجع ، اصحاب المواهب من فئة" 56" يسخرون حاستهم السادسة لاصطياد الزبائن ، الصفقة بين الطرفين لا تحتاج الى وسطاء ، وانما الى منح الثقة المطلقة والسقف الزمني المحدد ليحرك النصاب شبكة علاقاته ليتسلم الزبون معاملته منجزة بالكامل تصل الى منزله اثناء تناول الفطور مع ام العيال مطلع الاسبوع المقبل ، لكن مع مرور الايام يصل ابو العيال الى قناعة بانه وقع ضحية نصب واحتيال ،فيضطر الى تقديم شكوى في اقرب مركز للشرطة لمقاضاة من وجه له ضربة قاضية ببوري على اليافوخ .
نشاط النصابين امتد الى المشهد السياسي ، منهم من شغل مناصب ومواقع في الحكومة، حمل حقيبة وزارة سيادية او خدمية فاستحق لقب صاحب المعالي ، اصدار مذكرات قبض بحق مسؤولين سابقين وحاليين بتهم ارتكاب جرائم فساد مالي واداري وسرقة المال العام ، يشير الى ان النصابين من فئة "56" حققوا حضورهم في الجهاز التنفيذي ،اما كيف حصل هؤلاء على مناصبهم فيعود السبب الى منح رؤساء الكتل النيابية حق طرح مرشحين لشغل الوزارات في الحكومات المتعاقبة طبقا للاستحقاق الانتخابي ، في الدورة السابقة قال زعيم سياسي انه منح شخصا حقيبة وزارة الزراعة لامتلاكه مزارع وحقول تسمين العجول ، على هذه القاعدة تقاسم الساسة الحقائب الوزارية ، منهم من باعها بملايين الدولارات ، بحسب تصريحات اعضاء في مجلس النواب ، طرحوها عبر وسائل الاعلام حين عصف الخلاف بائتلافاتهم لا سباب تتعلق بالخروج من المولد بلا حمص .
يتطلع العراقيون الى تفعيل دور القضاء في ملاحقة النصابين على المستوى السياسي ، خصوصا من حصل على منصبه بالعملة الصعبة ، لأنه سيبذل جهوده النضالية لاسترجاع امواله بارقام مضاعفة خلال وجوده في المنصب، لذلك احتل العراق مراتب متقدمة في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم بفضل وجود نصابين من فئة" 56" لهم من النفوذ والتأثير في جعل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي يصيح ويستريح لعله يحصل على دعم الشركاء والحلفاء لإجراءاته الاصلاحية ، ودمتم للنضال .
صاحب المعالي" 56"
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2015: 09:01 م