العموداتي المخضرم سمير عطا الله شكا قبل أيام تدخل القراء في ما يكتبه واطلاق بعضهم الأحكام على مواقفه من خلال قراءة عمود واحد له. انها مشكلة نعانيها نحن كتاب الأعمدة اليومية جميعا.
بكل بساطة، ومن دون اية مقدمات، هاجمتني قارئة كريمة في رد لها تحت واحد من أعمدتي. هجومها: انني لم انتقد الآخرين مثلما انتقد المالكي وحددت اسم صدام حسين! واضح ان هذه القارئة من النوع الذي يجهل سيرة مهنية طويلة لكاتب عمرها أكثر من 30 عاما، قضّى معظمها في انتقاد صدام ومصائبه. ربما الذي قرأته هو اول عمود لي وقع تحت عينيها فهدّت عليّ من دون تحسّب.
نعم للقارئ كامل الحق ان ينقد أي كاتب او يتفحص سيرته او ينبش في تاريخه، لكن هذا يصبح اعتداءً وليس ظلماً فقط لو ان القارئ اكتفى بمقال واحد او مقالين للكاتب. اننا بكل جرأة نقول هناك بيننا نحن المثقفين، إن صح الوصف، كثير من الطائفيين. وهؤلاء يحصلون على آلاف من اللايكات وجموع غفيرة من المعجبين والمعجبات. فمن هم هؤلاء الذين يلتفون حولهم، أليسوا طائفيين مثلهم؟ طيور وتقع على أشكالها، قاعدة.
مصيبة القارئ الطائفي او العنصري انه يبحث عن كاتب يشتغل لحسابه ليشفي ما بداخله من غرائز أدمنت على كره الذي من غير طائفته. لا يهمني إن بحث لو لم يبحث فهذا أيضا جزء من حقه، لكنه حين يفرض عليّ ان أكون طائفيا وعنصريا مثله فهذا تدخـُّل لا يقل بشاعة عن تدخـُّل دول في دعـم داعش!
لهذا الطائفي الحق أن يراسلنا ويفرض علينا "أجندته" العقلية لو اننا بعثنا له ما نكتب على صندوق حسابه الخاص. هنا نعرف ان مَن يطرق الباب يأتيه الجواب، لكننا ننشر آراءنا في جريدة جماهيرية مفتوحة صفحاتها للجميع. القارئ الكريم له الحق أن لا يقرأ الذي لا يعجبه وله الحق أيضا ان ينقد ما نكتبه، لا بـل ونأمل في ذلك ونطمح اليه، لكن ان يطالبنا بشتم فلان او علان كي يفوّخ دودته الطائفية، فهذا أمر مرفوض جداً لأنه دعوة صريحة لنشر روح البغضاء والكراهية. ويا بُعـدِهم.
ليس من حقِّ القارئ الكريم
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
مصطفى
احترامي الكبير للاخ الكاتب وللصحيفه المحترفه لما ينشر فيها من اخبار وتحليل وثقافه ربما نفتقده في صحف كثيره لكن ديمقراطيتنا الجديده التي افرزت لنا الطائفيه بابشع اشكالها على عكس ديمقراطية العالم التي تثقف قبول اراء الغير برحابة صدر ومناقشتها اما ان تقبله
مصطفى
احترامي الكبير للاخ الكاتب وللصحيفه المحترفه لما ينشر فيها من اخبار وتحليل وثقافه ربما نفتقده في صحف كثيره لكن ديمقراطيتنا الجديده التي افرزت لنا الطائفيه بابشع اشكالها على عكس ديمقراطية العالم التي تثقف قبول اراء الغير برحابة صدر ومناقشتها اما ان تقبله