قميصُنا
ليس لهُ مقاسٌ
أسْرينا بهِ محمّلاً بعرقِ الوجَعِ نهاراً
حتّى إذا ما حلّ اللّيْلُ
سجدَ عليهِ نبيٌّ
يكْتبُ آياتهِ
مُرتّلًا ما تسْمعهُ السّماءُ من أفْواهِنا
عرَقُنا
قضيْنا إلى بلْدانِنا
<div style="directi
قميصُنا
ليس لهُ مقاسٌ
أسْرينا بهِ محمّلاً بعرقِ الوجَعِ نهاراً
حتّى إذا ما حلّ اللّيْلُ
سجدَ عليهِ نبيٌّ
يكْتبُ آياتهِ
مُرتّلًا ما تسْمعهُ السّماءُ من أفْواهِنا
عرَقُنا
قضيْنا إلى بلْدانِنا
ندورُ في الشّوارعِ
نحْملُ أزْرارَ ثوْب وليّنا، الجّوعِ
أتانا قدْرتنا على المضيّ
حتى إذا ما جعَلنا نلوذُ بالشّكْرِ
كانت الأشْجارُ مثْمرةً
لها حلاوةُ الوعْدِ
أحْسنت روحَها كلّما نفضْنا عنها
إساءات عوْراتِ الملوك
حبالُنا
حينَ رددْنا عليها مرّةً أخْرى
تركْنا الجسْرَ
والشّمْسُ تضْحكُ
ونحنُ نلمُّ القميصَ عليها
تاركينَ لوْنَ البياضِ، ذاكرةَ محْنةٍ مرّت
وكانت آجرًا للطّريق
حتى إذا ما كانَ اللّيْلُ لنا والنّهارُ لدنانِ العرقِ
تعلّمنا عدّ السّنينِ
ولم يتْعبنا الحِساب
مبْتغينَ فضْلَ البلادِ
لترْفعنا مقامًا لربّنا
مياهُنا
تغْسلنا
وقد ألْزمتْنا الحروبُ
كلّ لنا طائرهُ
يحْسب قطراتِ الدّمِ على القمْصانِ
ولا نزرُ وازرةَ الجّروحِ على الأنينِ
ولا قرأْنا على النّبي سورةَ يأْسنا
وإذا أردْنا أن نُعيدَ قُرانا
جاءَنا المتْرفونَ يسْرقونَ الخيوط
تاركينَ على الحبالِ فسْقهم
وعيونُنا ترْنو للحْظةِ تدْميرهم
وأيْدينا ترْفعُ آياتِ ما أهْلكوا في القرونِ
حملت سفينةُ إنْقاذِنا كلّ التأريخ
وما اسْتوت على البَصر
صلاتُنا
لنأتي ذا الرّحْمةِ منا ركْعتينِ
والآباءُ الباحثونَ عن لحْطةٍ، نخْفضُ لهم رؤوسنا
وأيْديهم مرفوعةً للسّماء
باسطينَ أصابعهم لجمْعِ ما يجْمع
من عرقِ القمْصان
بلادي
الآمنة بالحروبِ
القارئةُ لأناشيدِ الدّمِ
الصارخةُ بأقْوالٍ لم تمْنح سوى لذّةِ الفتْنةِ
لا نريدُ قتْلَ أوْلادنا
ربّنا يرْزقُ القميصَ لوْنهُ
وما أوْحى للعرقِ أن يكونَ ملْحًا
فلا يخْشَ الصّباح
إمْلاق رزْقٍ لا يأتي به المَساء
بلادُنا
سندْخلكِ مدْخلَ عشْقٍ
لنخْرجَ معكِ في بساتينِ صدْقنا
ما عليْكِ سوى رسْمِ طريقٍ
يخْلو من سلْطانٍ لا يكون وليًّا جائرًا
تلْكَ أرْواحُنا إن سألْت عنها
زُهقت كثيرا
حتى صارت أجْنحةُ الموْتِ تهبّ الرّياح
حروفُنا
تسْتفزّنا.. حين تخْجلُ من روحِها
تتصبّبُ عرقًا
فتغْرقُنا في صمْتها
فلا تدْعونَ أحدًا غيْرَنا
صرْنا لا نخْشى
أسْماءَ الطواغيتِ
وحْدها قمْصاننا نسْري بها
ونعَرّجُ بالحمْدِ حين نكون
فكوني شريكًا لنا
لحْظةَ نخْتمُ على وجْهِ السّماء
صراخَنا