TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دعوة عساها مستجابة

دعوة عساها مستجابة

نشر في: 25 أكتوبر, 2015: 09:01 م

تابعت الأخبار المصورة — كما الآلاف غيري —بكثير من آمل وتأمل . والمشاهد لأكثر من ستة ملايين زائر يتوافدون على المراقد المقدسة في كربلاء ، استذكارا لمعركة الطف الدامية ، وتداعياتها المأساوية على ما تلاها من أحداث .
مراقبة الحشود المليونية المتقاطرة نحو فضاءآت كربلاء — عراقيين وغير عراقيين — مختلفي الأمزجة والمشارب والأمصار ، حدث تاريخي بحق .
يلتقون على ألفة وتواد وتراحم ، فلا تزرع بين حشودهم مفخخة ، ولا ينفجر بين ظهرانيهم صاعق ، ولا يثور بينهم شجار عقيم .
صورة وضاءة لا بد لها ان تؤرخ للمناسبة بكثير من الإعجاب بل الفخر ، بل الشكر لكل من سهر على مرور المناسبة بأمان وسلام .
……..
ها قد مرت أيام الزيارة الحسينية كما الحلم ، ولسوف يعود كل زائر لمثابته ، وممارسة عمله ، مكتفيا من الزيارة بـ.. ( الثواب ) وجملة ذكريات عزيزة مدموغة على جبين الضمير قبل استحضارها عبر جدار الذاكرة .
ولكن لا ….
لا تكفي الزائر عودة مجردة إلا من ذكرى عطرة ، وسبحة بمئة خرزة وتربة للصلاة من أرض الشهادة .
……….
أكثر من ستة ملايين زائر ، خبر ورقم لا ينبغي لهما ان يمرا دون حسبان ،، لا بد من استثمار المناسبة بما ينفع الناس ويمكث في الأرض .
كيف ؟؟ !!
أتمنى لو استبقت الزيارة — للعام القا دم —إرادة صلبة نزيهة ، لنفر من المخلصين ، باختيار ارض فضاء متروكة - وما اكثر الأراضي الأميرية المهملة في ارض الرافدين - واستصلاحها وتهيئتها للزرع والغرس . واستنفار من يرغب بالعمل ، مجانا او بإجور رمزية ، وتحضير ملايين الشتلات ( المعمرة ) ، من فسائل نخيل بالغ الجودة ، وأعناب وحمضيات وتوت وتين وزيتون ،، إلخ ، والتفكير الجاد بوسائل الري الحديثة ( التنقيط ) كما هو متبع في معظم دول الخليج …. ودعوة زوار الحسين — بعد انتهاء مرا سيم الزيارة. — لزيارة الأرض الخلاء ، المحروثة والمخصبة بالسماد ، والمهيأة للاستنبات ، وتقديم شتلة او اكثر لغرسها ، وإمكانية نقش الاسم والتاريخ على الجذع او الساق الغض .
إنها مناسبة فريدة لزوار الحسين ، لتوثيق الزيارة ، ففيها تتجسد العلاقات الإنسانية بين شعوب الأرض ، علاوة على ثمارها الحلوة تكون طعاما هنيئا على موائد الزائرين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram