تابعت الأخبار المصورة — كما الآلاف غيري —بكثير من آمل وتأمل . والمشاهد لأكثر من ستة ملايين زائر يتوافدون على المراقد المقدسة في كربلاء ، استذكارا لمعركة الطف الدامية ، وتداعياتها المأساوية على ما تلاها من أحداث .
مراقبة الحشود المليونية المتقاطرة نحو فضاءآت كربلاء — عراقيين وغير عراقيين — مختلفي الأمزجة والمشارب والأمصار ، حدث تاريخي بحق .
يلتقون على ألفة وتواد وتراحم ، فلا تزرع بين حشودهم مفخخة ، ولا ينفجر بين ظهرانيهم صاعق ، ولا يثور بينهم شجار عقيم .
صورة وضاءة لا بد لها ان تؤرخ للمناسبة بكثير من الإعجاب بل الفخر ، بل الشكر لكل من سهر على مرور المناسبة بأمان وسلام .
……..
ها قد مرت أيام الزيارة الحسينية كما الحلم ، ولسوف يعود كل زائر لمثابته ، وممارسة عمله ، مكتفيا من الزيارة بـ.. ( الثواب ) وجملة ذكريات عزيزة مدموغة على جبين الضمير قبل استحضارها عبر جدار الذاكرة .
ولكن لا ….
لا تكفي الزائر عودة مجردة إلا من ذكرى عطرة ، وسبحة بمئة خرزة وتربة للصلاة من أرض الشهادة .
……….
أكثر من ستة ملايين زائر ، خبر ورقم لا ينبغي لهما ان يمرا دون حسبان ،، لا بد من استثمار المناسبة بما ينفع الناس ويمكث في الأرض .
كيف ؟؟ !!
أتمنى لو استبقت الزيارة — للعام القا دم —إرادة صلبة نزيهة ، لنفر من المخلصين ، باختيار ارض فضاء متروكة - وما اكثر الأراضي الأميرية المهملة في ارض الرافدين - واستصلاحها وتهيئتها للزرع والغرس . واستنفار من يرغب بالعمل ، مجانا او بإجور رمزية ، وتحضير ملايين الشتلات ( المعمرة ) ، من فسائل نخيل بالغ الجودة ، وأعناب وحمضيات وتوت وتين وزيتون ،، إلخ ، والتفكير الجاد بوسائل الري الحديثة ( التنقيط ) كما هو متبع في معظم دول الخليج …. ودعوة زوار الحسين — بعد انتهاء مرا سيم الزيارة. — لزيارة الأرض الخلاء ، المحروثة والمخصبة بالسماد ، والمهيأة للاستنبات ، وتقديم شتلة او اكثر لغرسها ، وإمكانية نقش الاسم والتاريخ على الجذع او الساق الغض .
إنها مناسبة فريدة لزوار الحسين ، لتوثيق الزيارة ، ففيها تتجسد العلاقات الإنسانية بين شعوب الأرض ، علاوة على ثمارها الحلوة تكون طعاما هنيئا على موائد الزائرين .
دعوة عساها مستجابة
[post-views]
نشر في: 25 أكتوبر, 2015: 09:01 م