اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الوطن مؤسسات ، لا شرطة اداب

الوطن مؤسسات ، لا شرطة اداب

نشر في: 25 أكتوبر, 2015: 09:01 م

يقول تقرير نشر مؤخرا عن المنتدى الاقتصادي العالمي ، ان العراق في ذيل القائمة الخاصة بجودة التعليم، قد يكون متقدما على الصومال او بموازاة افغانستان، لكن اذا كان معدل الامية قد ضرب ارقاما قياسية في السنوات الاخيرة، فهذه كارثة، واذا كان الفقر والتهجير احد الاسباب فالكارثة اعظم، وهناك ما هو اشد واعظم ان يعتاد العراق على أن هذه الارقام هي الطبيعية، او ان الامبريالية العالمية تتآمر علينا وتضعنا دائما في آخر قائمة الدول السعيدة.
الجزء الأكبر من أخبارنا مؤسف ان لم يكن مضحكا، وما بين الضباط الاسرائيليين الذين عثرت عليهم حنان الفتلاوي في الحويجة ، ونظرية رئيس لجنة الامن النيابية حاكم الزاملي عن قادة داعش الذين انقذتهم اميركا ، طبعا النائبان المحترمان كل منهما يمتلك وثائق وادلة وصوراً ومعلومات تؤكد نظريتهما العظيمة، واتمنى ان لايسألني احد لماذا لا يكشف الزاملي والفتلاوي هذه الوثائق "المهمة"؟ انا مثلكم اسأل وانتظر ان ارى هذه الوثائق.
وسط هذه العواجل المقلقة، أطل علينا خطيب بغداد السيد عادل الياسري
ليطالب الدولة بتفعيل قانون شبيه بقانون " خال الحزب والثورة خير الله طلفاح "، عندما تصبح الحريات الشخصية هي العدو، يعني اننا في ازمة كبيرة، سيتهمني البعض انني احاول تحريف كلام الشيخ، وسيقولون ما لك يارجل ، الم يتحدث الخطيب عن الفساد وسلم الرواتب، لكن ياسادة هل الدول تبنى بشرطة الامر بالمعروف ام بمؤسسات مستقرة ومستقلة.
حين تغيرت المانيا الشرقية قبل ربع قرن، لم تذهب الى الفوضى لان ساستها ارادوا لها ان تعيش في هدوء دولة المؤسسات، ستقولون كان هناك هلمت كول، بينما نحن عشنا ولانزال مع مسؤولين لم يبلغوا سن الفطام السياسي .
لماذا يتصور الخطيب ومن معه ، اننا جنس مضاد للديمقراطية، محصن ضد الدولة المدنية؟ لماذا يصر مسؤولونا على تنظيف مؤسسات الدولة من الكفاءات؟ ولماذا العودة إلى نظام اهل الثقة وليس اهل المعرفة والعلم؟
توضع القوانين لا شرطة الامر بالمعروف من أجل حماية حقوق الناس، وتصبح مرجعاً نهائياً لنزاعاتهم وخلافاتهم، وبالقانون لا بالنهي عن المنكر يبنى الاستقرار والتنمية وتنشأ الدول.
أليس من المؤلم أن يكون قدرنا موكولاً لمثل هذه الافكار والنظريات؟ موكولاً لثقافة ترى في نفسها انها ظل الله على الارض، ثقافة لا تخفي حنينها لحملة القائد الضرورة الايمانية، نحن نفقد البصر والبصيرة حين نسيء استخدام العقل، ويصبح الجهل شعار المرحلة ،
ياسادة عندما يدمّر السياسي، مؤسسات الدولة، بدلا من تطويرها على أسس ديمقراطية، فهو يهين الدماء والأرواح التي قدّمها العراقيون على مدى عقود طويلة من أجل أن يتنفس أبناؤهم هواء الديمقراطية الحقّة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    القوى العظمى تخطط وتنفد اهد افها بالقوة او دبلوماسيا والعقوبات-ولكن هدالا يعنى ان كل شىء يحدث من شغل الامبرياليه على سبيل المثال ما يحصل فى الحويجه او الرمادى ليس من صنع الامريكان--ولكن انقلاب 8 شباط ولد امريكيا واسقط امريكيا-------وكدلك انقلاب زاه

  2. د عادل على

    القوى العظمى تخطط وتنفد اهد افها بالقوة او دبلوماسيا والعقوبات-ولكن هدالا يعنى ان كل شىء يحدث من شغل الامبرياليه على سبيل المثال ما يحصل فى الحويجه او الرمادى ليس من صنع الامريكان--ولكن انقلاب 8 شباط ولد امريكيا واسقط امريكيا-------وكدلك انقلاب زاه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram