TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مقترحات لمهرجان المربد الشعري المقبل

مقترحات لمهرجان المربد الشعري المقبل

نشر في: 27 أكتوبر, 2015: 09:01 م

مع اقتراب فعاليات مهرجان المربد الشعري السنوي لهذا العام واشتغال الوزارة والاتحاد العام للأدباء والكتاب- المركز العام- بغداد وفرعه في البصرة على وضع الخطط الأولية له، يحدونا الأمل بأن نجد مهرجانا شعريا مختلفاً عن غيره، متميزا وناجحا، تجاوزت فيه الهيئة العليا المنظمة عثرات السنوات السابقة. ولا نظن ذلك بمستحيل عليهم، فقضية إنجاح فعالية ثقافية لم تعد من المهام الصعبة والمستحيلة إذا ما اعتمد القائمون على المهرجان آلية مختلفة تهدف قبل أي هدف إلى إظهار البصرة والثقافة العراقية في أجمل صورها.
ولأن إنجاح الفعالية هذه لا يعني جهة ما او يخص شخصا بعينه، إنما هي مسؤولية مشتركة نسعى لتعميقها مجتمعين، فقد كنت اشرت مع الزملاء في الاتحاد العام ببغداد وفرعه في البصرة إلى جملة آراء مستقاة من مشاركاتنا في مهرجانات عربية ودولية ومن خلال معاينات هنا وهناك. فقد تحدثت مع الأستاذ الناقد فاضل ثامر والصديق الشاعر كريم جخيور وزملاء آخرين بوجوب خروج المهرجان من طبيعته الاحتفالية الواسعة إلى فضاء اقل صخباً وإرباكاً، إذ ليست القيمة المبتغاة من مهرجان شعري كهذا في كثرة الحاضرين من الشعراء وأصدقائهم إنما القيمة المبتغاة تكمن في ما سيتحقق من جودة في القصائد وجـدَّة في الآراء واكتشاف للمواهب، والخروج بفعالية عالية التهذيب تمنح المواطن الآخر صورة اخرى للمدنية والتحضر.
ونرى أن الزيادة في عدد المدعوين تربك القائمين على إدارته، ذلك لأننا لا نمتلك فريق عمل قادراً على تنظيم الفعاليات الثقافية على وفق المعايير الصحيحة، ثم ان القضايا اللوجستية مثل النقل وإدارة الجلسات وتهيئة القاعات والاضاءة والصوت والمنام والطعام وقضايا أخرى غالبا ما نجدها تعرقل او تسيء لسمعة القائمين عليها وبما يضيع عليهم الجهد والنوايا الحسنة، ثم أننا رأينا أن تقليص عدد الشعراء الذين يقرؤون في الجلسات الشعرية إلى (خمسة ) كحد اعلى سيمنح الشاعر والناقد والمستمع الفرصة الأكبر لمعاينة المنجز الشعري للشاعر. ولا نجد في ذلك صعوبة حيث سيكون بمقدور اللجنة جعل القراءات الشعرية في أكثر من منصة وفي أمكنة مختلفة، لكي لا تضيع على أحد فرصة سماع الشاعر الذي يحبه ولا يُقهر أحدٌ على سماع شاعر لا يُحبه، وبذلك نكون قد حققنا فرصة متميزة، ثمينة للجميع.
ووجدنا ان قراءة الشعر في القاعات المغلقة لا تؤدي غرضا ثقافياً فهي تبخس حق المستمع التقليدي، لأنه قد لا يجد القاعة التي سيقرأ فيها الشاعر الذي يحبه أو انه في نقطة بعيدة عنها، لذا فقراءة الشعر في المقهى او المطعم او الحديقة أو المدرسة ووسط المدينة عملية ممكنة لإخراج الشعر من ظلمات القاعات الى الناس، بل ولإشاعته كحدثٍ ثقافي في وقت تتضافر جهود اخرى تدعي الفعل الثقافي او غيرها اقل شأناً على حشد الجمهور واستمالته في مسعى سياسي او ديني ضيق. وقد رأينا ما يشبه ذلك في مهرجانات مختلفة ووجدنا الفائدة كبيرة فيها.
ولأن إدارة المهرجان من أصعب ما تواجه اللجان المنظمة عادة نقترح فتح باب التطوع لطلبة الجامعة أو أية جهة مثل منظمة مجتمع مدني فالشباب قادرون على صنع ما ليس بمقدور زملائنا الادباء على صنعه والقيام به، على أن يكون دور الادباء في اللجنة دوراً إدارياً علوياً، أما بقية التفاصيل فالشباب أجدر على القيام بها، وسيكون ذلك تقليداً سنويا ومساهمة منهم في التقرب من الشعراء والتعرف على واقع الثقافة والتجارب الشعرية لكبار الشعراء والمثقفين.
وأخيرا على إدارة المهرجان ان تجعل من المناسبة هذه فعلا يُعنى به جميع سكان المدينة وليس حصره بين طبقة المثقفين فقط، من خلال طبع آلاف النسخ من الفولدر الخاص به والحرص على وجوده في المطاعم والمقاهي والمكتبات والاماكن العامة، شريطة ان تُدرج فيه مواعيد الجلسات الشعرية وأسماء الشعراء المشاركين واماكن القراءات كما إن طباعة كتاب مختارات لمقاطع من القصائد التي قُرئت في المرابد السابقة مع صور الشعراء والجلسات الشعرية في الامكنة التي أُقيمت فيها الجلسات تلك سيمنح الشعراء والجمهور فرصة انتشار أوسع تعميماً ودعماً لفعل الثقافة التي باتت خارج التداول الشعبي. وهناك أكثر من رأي وأكثر من فعل وأكثر من ممارسة كلها ستصب في صميم إنجاح مهرجان المربد الشعري الذي نسعى جميعاً لإنجاحه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram