اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > 9000000 فقط !!

9000000 فقط !!

نشر في: 27 أكتوبر, 2015: 09:01 م

يعرض الكاتب ما يدور حوله من احداث، وما يعتقد انها توقعات، وكم نحن معشر سكان هذه البلاد مساكين لاننا لانستطيع ان نتوقع اي شيء. باستثناء معركتنا على الماضي، لاشيء من المستقبل يقلقنا، نحن بلاد تنفي وتستنكر فقط، منذ أن أصدر نوري المالكي موسوعته الكبيرة عن السيادة ونحن ننفي أن البلاد مقبلة على الخراب، وكل عام يزداد عدد المهجرين ومعهم القتلى وها هو وزير الخارجية يعلن، ببلاغة لا مثيل لها، أن هروب الشباب ليس نهاية العالم. يا سيدي لم نطرح عليك سؤالا في الفلك، ولكننا نريد ان نعرف ببساطة الى اين تريدون المضي بنا؟ .
المواطن يعرف قبل غيره أن ما نكتب عنه ونكشفه هو اقل بكثير مما يدور في غرف السياسيين المغلقة، لأن الخطر اكبر من تصوراتنا والخراب أعم وأشمل، ولا يعرف أحد على وجه الدقة حجمه وأبعاده، خصوصا أن هناك جهات سياسية تسعى لـ"لملمة" كل شيء، حالة الخراب السياسي اليوم تزيد من انتشار ظاهرة (الفهلوة) السياسية، واعرف جيدا أننا كصحفيين نؤذن في مالطة ونحن نواجه سياسيين مصابين بالفساد والعطب، واعرف ان البعض ممن دخل السياسة يستحقون الرمي في البحر الميت.
فمنذ أن دخلت عبارة "الديمقراطية" قاموس الحياة العراقية اليومية شاعت كلمات مثل المحسوبية والانتهازية آلاف المرات ونفذت الجهات السياسية عمليات إعدام بالجملة لكل مفاهيم الديمقراطية الحقيقية في إطار سياسة تجفيف منابع الخطر، بل إن من التشريعات الحكومية ما يجرم كل من يطلق صرخة غضب ضد الفاسدين والمدلسين والمزورين.
ننظر الى هذا العالم من حولنا ونخجل، انظروا إلى دبي وبكين وسنغافورة والى ماليزيا، لن تجدوا سوى ارقام التنمية والرفاهية والعدالة الاجتماعية، ارقامنا نحن من نوع آخر.. تسعة ملايين عراقي بحاجة الى مساعدات انسانية.. رقم لم تصل اليه فلسطين ولا حتى كمبوديا كنا نقرأ في الصحف ان مجازر الخمير الحمر هي الأكثر غرابة ووحشية ، ولما وصل ساستنا إلى السلطة ومعهم آيديولوجيا الخراب، دمروا كل شيء.. نحو خمسمائة الف قتلوا في كمبوديا ومثلهم ماتوا جوعا، لم يصل الرقم الى خانة الاصفار الستة..هل نحتاج الى ارقام اخرى؟ تقرير الامم المتحدة الجديد يقول ان عدد الذين تركوا منازلهم منذ حزيران 2014 وحتى هذه الايام بلغ ثلاثة ملايين واكثر من ثلثمائة الف.
سنوات مرت ولم نسمع ان مسؤولاً قال بصوت عال : سامحوني فقد اخطأت ، ولاننا نتحدث عن مفردة تعد من الاوهام في قاموس البعض من السياسيين عندنا، ولاننا ما زلنا نعيش عصر المسؤول المنزه عن الخطأ، فانني اطالب باسم الناس المساكين ان لا تغفروا لهم.. ارجوكم لاتسامحوهم.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    الشعوب التى تنظر الى الوراء فقدت الطموح لكى شعوب الطماح تتقدم وتنظر الى الامام----الشعوب المتقدمه مثل بلدان اوروبا وامريكا الشماليه واليابان فانها تنظر الى الامام بثقة النفس وتفاؤل ---هناك برامج مرسومه للمستقيل------وعند انتهاء مدة البرنامج يريدون ان يعر

  2. مصطفى

    اخي العزيز الذي نرجوه منك ومن كل خير ان يدلنا على الحل وكيف السبيل اليه لقد يئسنى من ان نرى او نسمع او حتى نحس ببصيص امل في الافق كنا نامل في حكومة العبادي النجاة بل العكس وقعت المصيبه فوق رؤوسنا ونجى منها المخربون افتونا ايها المثقفون والكتاب والسياس

  3. د عادل على

    الشعوب التى تنظر الى الوراء فقدت الطموح لكى شعوب الطماح تتقدم وتنظر الى الامام----الشعوب المتقدمه مثل بلدان اوروبا وامريكا الشماليه واليابان فانها تنظر الى الامام بثقة النفس وتفاؤل ---هناك برامج مرسومه للمستقيل------وعند انتهاء مدة البرنامج يريدون ان يعر

  4. مصطفى

    اخي العزيز الذي نرجوه منك ومن كل خير ان يدلنا على الحل وكيف السبيل اليه لقد يئسنى من ان نرى او نسمع او حتى نحس ببصيص امل في الافق كنا نامل في حكومة العبادي النجاة بل العكس وقعت المصيبه فوق رؤوسنا ونجى منها المخربون افتونا ايها المثقفون والكتاب والسياس

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram