ما طعمها؟ السلطة؟؟
ما سر السحر الغامض الخفي الكامن بين ثناياها؟
لحسة العسل تلك التي يستبسل السياسي ــ عموما ــ ليذوقها، ويستقتل للحفاظ على التلمظ بحلاوتها - لو تحقق إنجاز —ويستعذب مرارتها، لو تلبدت السماوات بالغيوم وأنذرت برعود وبروق،
لا جدال.. إن كرسي السلطة - أية سلطة - ملغوم، ملغوم، حشيته من شوك وعاقول مغلفة بالقطيفة! مسانده من إبر ومسامير مزنرة بخشب الصاج والصندل.
ما هو السر؟؟ ها..
يقولون: الحصول على الثروة هو المهماز الرئيس المحرك للمتسابقين في لعبة الكراسي.. لا شك انه ادعاء مدحوض، فما بال فاحشي الثراء يشاركون في لعبة الكراسي وهم في غنى؟؟
يقولون: ابتغاء النفوذ.. ان تأمر فينفذ أمرك في الحال.
يقولون: الجاه والأبهة والهيبة التي يضفيها الكرسي على الجالس عليه!!
يقولون: الاحتماء بخيمة السلطة ابتغاء حصانة وعدم مساءلة عما كان، درءا لما سيكون.
يقولون: الشعور الطاغي بالتفوق والامتياز على من حول الحاكم من رجال الصف الثاني.
يقولون الرغبة الحقيقية العارمة بالإصلاح ورتق ما تفتق في جلباب الوطن ونفوس المواطنين … قيل، وقيل، اقاويل كثيرة، وكثير من الحقائق تدحض وتفند تلك الأقاويل،،
أسراب الذين تذوقوا عسل السلطة وغصوا بمرارته. اكثر من أن يضمها مقال في صحيفة، منذ أقدم الأزمنة ولحد اليوم، منذ زمن الإسكندر المقدوني ويوليوس قيصر، وعهد نيرون، مرورا بهتلر وغاندي وإنديرا وراجيف وضياء الحق والشيشكلي والملك فيصل الأول وحفيده فيصل الثاني ومن توسط العقد، الملك غازي، وملك الأردن عبد الله، ونوري السعيد، وعبد الكريم قاسم وصدام حسين والسادات،وعبد الناصر. و…و…
……….
أستحضر من الأرشيف، مقابلة قديمة اجراها صحفي عربي مع الراحل رفيق الحريري،قبل مقتله إثر التفجير الذي اودى بحياته :
— ماذا تبغي من تسنم السلطة، وقد ملكت المال الوفير والأسرة والولد والنفوذ و،،و
فوجئ الصحفي بجواب على هيئة سؤال : — هل جربت يوما الجلوس على عرش السلطة؟
أجاب الصحفي مأخوذا:— لا.
رد عليه المرحوم الحريري: — جرب الجلوس على كرسي الحكم ـ زمنا - بعدها اتحداك لو جئت لتسألني نفس السؤال!!
مذاق العسل المر !!
[post-views]
نشر في: 28 أكتوبر, 2015: 09:01 م