وان كنت على ثقة من ان زوبعة البارحة حول سحب دولة القانون "تفويضه" للعبادي سينتهي اليوم بنكران وتكذيب، لكني أرى انه فرصة أخرى لنا وللعبادي كي ننهض من جديد. الإصلاحات لم تأت منّة من أي ائتلاف سياسي. انها صرخة شعب سئم من حاله المزرية فلم يجد غير ان يشّق زيجه ويصيح: بعد بسّ. واخذت الصرخة طريقها للمرجعية العليا فصارت هذه المرة مختلفة عن كل الصرخات.
ما شأن دولة القانون بالإصلاحات وهو الذي حكم ولايتين وما زال يلعب بالساحة وكل الفساد حدث بمعرفته وتحت إمرته؟ اسمعتم بأحد يسحب رصيدا من بنك وهو لا يملكه؟ سيثلجون القلب لو انهم تنصلوا عن موافقتهم الظاهرية على الإصلاح.
على شنو دك ومدكوك جماعة "المختار" في تسريباتهم الأخيرة حول شغلة التفويض؟ بالعباس انه من اجل إعادة منصب النائب للمالكي. الموال هو "سلم الرواتب". أما "البستة"، التي هي بيت القصيد، فهي ان العبادي خالف الدستور. شلون؟ لان طلع المالكي فورا. على الهريسة بكاؤهم يا سيد الشهداء.
انها فرصة لنا نحن الشعب المظلوم ان نخرج عليهم لنقول لهم اسحبوا تفويضكم ان كنت قادرين. ليتكم تبتعدون عنا أنتم وقائدكم الضرورة الذي أفلس الميزانية وتركها مطلوبة لشركات النفط. كما وأنها فرصة للعبادي ان لا يتأخر دقيقة واحدة ليخرج للشعب يكشف لهم عن المستور الذي لم يعد مستورا.
ان كانت السياسة لعبة فالسياسي المحترف من يلعبها جيدا. والفساد لعبة أيضا وان كانت قذرة لكن الفاسد المحترف يعرف أيضا كيف يلعب. أتذكرون تلك العراقية التي وصفت الدنيا كيف تتحرك ضدها وتهددها في كل لحظة، فقالت عنها انها:
مثل ام نغل وياي اس لا اطلعه
هكذا سيظل امراء الفساد والحرامية.
لم استغرب أي تصريح خال من الفعل والمعنى من قبل أي صنف يعين الفاسدين والاغبياء. لكني استغرب بمرارة من بعضنا الذي حالما سمع بسحب التفويض شمت بالعبادي. انفعال غاب عنه العقل كما يبدو. نعم رافقت مسيرة استجابة العبادي لمطالب الناس طسّات كثيرة. لكنه على الأقل منحاز للناس وفي صف المتظاهرين ولم نسمعه دافع عن مفسد حد اللحظة. كل حديث عن سحب تفويض الإصلاحات، تحت اية ذريعة ومن أية جهة، معناه نصر للفاسدين. ولو كان العبادي منهم لما هاجموه. فعلام نهاجمه نحن ولمصلحة من؟
ليسحبوا تفويضهم .. خفّةً وراحة
[post-views]
نشر في: 28 أكتوبر, 2015: 09:01 م