اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جيمس بوند العراقي ينتقم

جيمس بوند العراقي ينتقم

نشر في: 28 أكتوبر, 2015: 09:01 م

لم يُثر ضابط البحرية الانكليزي آيان فليمنج الكثير من الاهتمام والمتابعة عندما نشر روايته الاولى من سلسلة جيمس بوند، ولهذا قرر ان يقتل البطل في الجزء الثاني من السلسلة لولا ان رسائل الاعتراض انهالت عليه لتعيده الى منضدة الكتابة ليسارع بنسج قصص جديدة من الخيال عن صاحب الرقم السري 007 ، ومات فليمنغ وهو يحصد ثمار الشهرة والنجاح، لكن الناس واصلت شغفها بالعميل السري وحكاياته، ولهذا لايهم ان يتولى كاتب ثان نسج هذه الحكايات، ليأتي بعده آخر وآخر، حتى وجدنا امس العائلة المالكة البريطانية تكسر البروتوكول وتحضر افتتاح العرض الاول لجيمس بوند الجديد لكن هذه المرة المؤلف اميركي اسمه شارلي هجسون.
منذ سنوات ونحن نعيش في اجواء سلسلة مثيرة من روايات الجريمة الغامضة، وكان العراقيون يظنون ان ازالة تمثال صدام ستجعلهم
يعيشون عصرا جديدا من الامان والرخاء ولم يكونوا يتوقعون أن عرى البلد ستتفتك ، وان الناس ستتفرق شيعا واتباعا بفضل حكايات ابطال رواية جيمس بوند العراقية الذين لم يتوقفوا منذ يومها عن اتحافنا بكل ما هو فاشل وارتجالي. إذا افترضا أنه لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة للمالكي وبعض مقربيه لأنهم مصرون على إبدال ملفات مثل مواجهة داعش والتنمية والصحة والتعليم والبطالة والسكن بملف آخر اسمه اعتذار حيدر العبادي، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد ماذا سيقول المالكي اليوم؟ ليلحقه سؤال آخر، وهل ننتظر الى ان يقرر المالكي ان اللعبة القديمة انتهت؟ وليجد الجميع أنفسهم أمام لعبة جديدة اسمها لعبة المالكي ومقربيه والتي حتى هذه اللحظة لا يعرف احد كيف ستنتهي.
أكاد أن اجزم أن السيد المالكي ومعه بعض مقربيه يضحكون كل صباح وهم يتابعون انشغال الناس بقضية اعتذار العبادي عن مقولة "القائد الضرورة "، فالجميع يعلن بصوت واضح أن الخدمات والأمن وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة متوقفة على ورقة اعتذار يكتبها العبادي بدمه. تخيلوا معي، لو أن المالكي ومعه دولة القانون تصالحوا مع شعبهم، بدلا من اندفاعهم غير المعقول في معارك المصير، سأضمن لهم في هذه الحالة، أن يجدوا لانفسهم غطاء يسترهم ويعفيهم من مهانة الوقوف عراة تحت أنظار العراقيين جميعاً.
السيد المالكي ومن معه يعتقدون ان بامكان العراقيين ان ينتظروهم الى حين انتهائهم من اولوياتهم العاجلة: بقاء " الحاج " في منصب نائب رئيس الجمهورية، غلق ملفات الفساد، اسدال ستار النسيان على ملف الموصل، الخ، المهم ان يعيش العراقيون جميعا مجرد ارقام على طريقة المستر جيمس بوند.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    بسم الله العلى العظيم المالكى والعبادى من ابناء بلادى------العبادى من عباد الله الصالحين والمالكى من عباد السلطة والاظطهاد------- لعرب وسنة واكرادى------نورى وما ادراك من نورى-------انه فلتة الدهور------الدى اسرى به ربى من تهرونى------------الى دائرة ال

  2. د عادل على

    بسم الله العلى العظيم المالكى والعبادى من ابناء بلادى------العبادى من عباد الله الصالحين والمالكى من عباد السلطة والاظطهاد------- لعرب وسنة واكرادى------نورى وما ادراك من نورى-------انه فلتة الدهور------الدى اسرى به ربى من تهرونى------------الى دائرة ال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram