والصحيح الاقحوانات – بصيغة الجمع – وهوعنوان عمل قصير لمؤلف الأوبرا الايطالي الكبير جاكومو بوتشيني 1858 – 1924) صاحب أوبرات توسكا والبوهيمية ومدام بترفلاي. ألف بوتشيني العمل سنة 1890 بمناسبة وفاة دوق آميديو سافوي الذي كان ملكاً لاسبا

والصحيح الاقحوانات – بصيغة الجمع – وهوعنوان عمل قصير لمؤلف الأوبرا الايطالي الكبير جاكومو بوتشيني 1858 – 1924) صاحب أوبرات توسكا والبوهيمية ومدام بترفلاي. ألف بوتشيني العمل سنة 1890 بمناسبة وفاة دوق آميديو سافوي الذي كان ملكاً لاسبانيا في يوم ما. والاقحوانات (I Crisantemi) الذي يؤديه رباعي وتري أو اوركسترا وترية هو من الأعمال الموسيقية الخالصة القليلة التي كتبها بوتشيني (مثل الكابريتشيو السيمفوني)، مع ذلك نحس فوراً بأنها اغنية اوبرالية من دون صوت بشري ولا كلمات، ولا عجب فهو مؤلف اوبرات بالدرجة الأولى تتألف من حركة واحدة حرة يقترب شكلها من شكل الآريا (أغنية الأوبرا) المسماة آريا دا كابو، وهي شكل ثلاثي أي يتألف من ثلاثة أقسام، القسم الأول قائم بذاته (أي أنه ينتهي بالنغمة الأساس لنفس السلم الأصلي)، القسم الثاني منفصل أيضاً ويختلف عن الأول بسلمه وطبيعته ومزاجه وحتى بإيقاعه في بعض الأحيان. أما القسم الثالث فهو إعادة للقسم الأول دون تحوير أو تغيير، وقد يكتفي المؤلف بكتابة تعبير دا كابو (بالايطالية من الرأس، أي من البداية ليشير للعازفين بإعادة عزف المقطع الأول بالكامل دون الحاجة إلى إعادة كتابة كل المقطع. لهذا كثيراً ما نرى العازفين وهم يورقون مدوناتهم إلى الوراء أثناء العزف عندما يرد هذا التعبير الايطالي.
نسمع المقطع الأول البطيء الجليل بالسلم الصغير، الذي يبدأ مثل أي آريا في الاوبرات التي كتبها، بنفس العاطفة والنفس الدرامي الذي اعتدناه، بحسن بنائها وبألحانها الرائعة ودقّة ورقّة تآلفاتها الموسيقية ومتانة بناء ديناميتها الصوتية. ثم يبدأ المقطع الوسطي النشط قبل العودة إلى تكرار المقطع الأول. وقد أعاد بوتشيني استعمال الألحان المستعملة في هذه القطعة القصيرة الجذابة لاحقاً في اوبراه (مانون لسكو (ألفها في 1893 عند المشهد الحزين للقاء مانون حبيبها عند شباك السجن وفي مشهد اعدامه.