اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > زخات مطـر أولى كشفت المستور ..نعم .. تكررت المأساة وغرقت أحياء بغداد !

زخات مطـر أولى كشفت المستور ..نعم .. تكررت المأساة وغرقت أحياء بغداد !

نشر في: 31 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

في العام الماضي أشرنا إلى معاناة المواطن جراء الأمطار والفيضانات التي تسبب الإرباك والأضرار ليس للدولة ومؤسستها فقط، بل حتى المواطن الذي بات ينظر الى المطر من زاوية التخوف من الأضرار التي تُلحـَق به. ولا بأس بهطول الأمطار حتى لو كانت لأيام في حال توف

في العام الماضي أشرنا إلى معاناة المواطن جراء الأمطار والفيضانات التي تسبب الإرباك والأضرار ليس للدولة ومؤسستها فقط، بل حتى المواطن الذي بات ينظر الى المطر من زاوية التخوف من الأضرار التي تُلحـَق به. ولا بأس بهطول الأمطار حتى لو كانت لأيام في حال توفر الخدمات وخاصة المجاري وشبكات الصرف الصحي والمضخات والكوادر المهنية التي تعمل تحت إشرف إداري مهني علمي، يعمل لأجل الوطن والمواطن، لكن وهذه (الكن) ستبقى تدور معنا، مثلما سيبقى التحذير يتكرر كل عام خاصة مع زخات المطر الأولى التي تُعلـِن بــدء فصل الشتاء أو فصل الغـرق كما يُسميه الناس!

 

الاستعدادات جاهزة 

أمانة بغداد وعبر المتحدث الرسمي لها أوضح في تصريح سابق جاهزية دوائر البلدية لموسم الامطار. وقال مدير إعلام الأمانة حكيم عبدالزهرة لـ(المدى) إن الأمانة استعدت مبكراً لموسم الأمطار، من خلال توجيه دوائرها البلدية كافة لتنظيف مسالك المجاري وتهيئة المحطات وتوفير الوقود اللازم لها، مشيراً إلى أن الأمانة قامت بمعالجة التخسفات الموجودة في بغداد، وتأهيل الكثير من المحطات خاصة في منطقتي الشعب والحبيبية تلافياً لأيِّ طارئ. 
واضاف عبدالزهرة: إن الأمانة نفذت خلال السنتين الماضيتين أكثر من 25 خطاً للطوارئ خاصة بالمجاري، فضلاً عن تلك الستراتيجية المنتشرة بجميع مناطق العاصمة، مبيناً أن تلك الخطوط ستسهم بسحب مياه الأمطار والسيول. (المدى) وأثناء تساقط الأمطار عصر يوم الاربعاء رافقت بعض الكوادر العاملة في دائرة بلدية الأعظمية حيث عرفنا أن امانة بغداد هيأت العديد من المحطات للصرف الصحي في بغداد اضافة الى تهيئة العشرات من الآليات المتخصصة بشفط مياه الأمطار .
 
أحيـاء غرقت بالكامل ! 
أقل من ثلاث ساعات غرقت أحياء بالكامل في بغداد مثل حي الشماسية والنعيرية وبعض مناطق الكرادة داخل وخارج وأحياء أخرى من جانب الكرخ مما أثـار الرعب والقلق للعديد من المواطنين! منير محمود موظف في وزارة الكهرباء يوضح لـ(المدى) في منطقة الشعب: دخلت مياه المجاري والأمطار الى الكثير من البيوت مما أدى الى تلف الأثاث وحاجيات أخرى كثيرة، متسائلا: هل سنبقى نعيش مأساة سنوية بسبب الأمطار، وأين الإجراءات والوعود؟
 
مسجلة بالعقاري
مع بداية أولى زخات المطر التي تسقط على بغداد تخشى المواطنة رسمية سكران والمعروفة بأم صلاح التي تسكن حي الشماسية محلة 324 من غرق دارها سنوياً، اذ تشير ام صلاح لـ( المدى) في كل مطرة يغرق العديد من الدور السكنية في المنطقة التابعة لدائرة بلدية الأعظمية، موضحة: ان الدور مسجلة في دائرة التسجيل العقاري وليست هي تجاوزات او (حواسم) كي يكون العذر أنها خارج نطاق البلدية! 
اما عبدالرزاق احمد فقال لـ( المدى ) بدأت أتخوَّف من الموسم الشتوي في حال تساقط كميات كبيرة من الأمطار التي يصفها مسؤولون في الدوائر الخدمية عبر وسائل الإعلام بأنها ( كميات غير متوقعة ولم تشهد العاصمة من قبل تساقط كميات من الأمطار) إضافة الى إنغمار الشوارع بالمياه سواء بسبب الأمطار أو بسبب الإنسداد الحاصل في شبكات المجاري.
سائق الأجرة أثير حبار البهادلي من مدينة الصدر قال لـ( المدى) ليس لي ثقـة بأي مسؤول ونتوقع الأسوأ خلال الموسم الحالي، موضحاً: إذا نريد أن نناقش مخاوف الفيضانات، فأنا لم أرَ أي عامل يقوم بتنظيف المجاري في منطقتنا والمناطق ألأخرى وليس هناك عمل حقيقي وجدِّي في هذا الموضوع . 
 
بغـداد تتصدر 
تصدرت العاصمة بغداد بقية المدن والمحافظات الاخرى في كميات الامطار التي سقطت الى أكثر من 50 ملم. وقالت هيئة الأنواء الجوية إن بغداد تصدرت المدن والمحافظات الأخرى في كميات الامطار. واضافت الهئية في بيانها ان معدل الامطار في العاصمة بلغ 50.3 ملم تليها حلبجة بـ42.4 ملم والطوز ثالثا بـ34.2 ملم، والنجف رابعا بـ30.2 ملم.
فيما أعلن رئيس لجنة الخدمات والإعمار النيابية النائب ناظم الساعدي أن كمية الأمطار التي هطلت في العاصمة بغداد بلغت “63” ملم، مبيناً أن هذه الكمية تفوق قدرات محطات سحب المياه، ومشيراً: إن كمية الأمطار التي سقطت بلغت 63 ملم وهذه نسبة غير منطقية وكبيرة لا تستوعبها محطات مياه الأمطار والثقيلة، لافتاً إلى أن بعض المحطات تعمل على الديزل (المولد) لانقطاع الكهرباء عنها بسبب العواصف الرعدية التي ضربت المحطات الكهربائية .
 
غـرق مستشفيات
الى ذلك استنفرت وزارة الصحة إمكاناتها لسحب مياه الامطار من المستشفيات، داعية امانة بغداد الى دعمها حيث دعا الناطق الإعلامي لوزارة الصحة والبيئة د. احمد الرديني كوادر امانة العاصمة بالمساعدة بسحب مياه الامطار التي دخلت بعض المستشفيات، مبيناً: ان الوزارة وجهت مدراء دوائر الصحة والمستشفيات بالتواجد واستنفار كل الإمكانيات لسحب مياه الأمطار من المستشفيات، اذ تعرض العديد من المستشفيات الى الفيضانات جراء تساقط الامطار ومنها مستشفى زايـد للطوارىء.
وأضاف الرديني: ان المستشفيات غرقت نتيجة عدم تصريف المياه في شوارعها وان الفائض من ارتفاع منسوب المياه تحول من الشارع الى المستشفيات، مبيناً: حسب المعلومات التي وصلتنا فإن المستشفيات التي غرقت هي: مستشفى الشيخ زايد واليرموك وغازي الحريري، مشيراً الى ان وزير الصحة والبيئة أوعزت بحل هذه المشكلة ومعالجة الضرر، اضافةً الى تشكيلها فرق طبية ستخرج يوم غــد لمعالجة المرضى في مخيمات النازحين.
 
منخفض جــوي 
الى ذلك اعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية عن تأثر البلاد بمنخفض جوي مصحوباً بكتلة هوائية باردة جداً مسبباً تساقط امطار، وفيما أشارت إلى أن هطول الأمطار يستمر حتى ظهر يوم امس، كما توقعت أن تصاحب تساقط الأمطار حدوث عواصف رعدية وتساقط الثلوج. الهيئة اوضحت أن العراق تأثر ابتداءً منذ الاربعاء بمنخفض جوي مصحوباً بكتلة هوائية باردة جداً، مبيناً أن هذا المنخفض تسبب بتساقط امطار معتدلة الى غزيرة على الأقسام الغربية ثم تمتد الى بقية الأقسام من العراق مع انخفاض درجات الحرارة في المنطقتين الوسطى والشمالية لتكون أقل من معدلاتها العامة بدرجات عـــدة.
 
الضعف وعـدم التأثير
من جهته اتهم مجلس محافظة بغداد، أمينة بغداد، ذكرى علوش، بـ"الضعف وعدم التأثير" على الدوائر البلدية، وقال عضو مجلس محافظة بغداد، غالب الزاملي، في حديث لـ(المدى) إن الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة يومي الاربعاء والخميس وصباح الجمعة، أدت إلى غرق الكثير من مناطقها وقطع مكونات الشبكة الكهربائية، عازياً ذلك إلى عدم وجود طاقة استيعابية كافية لدى الدوائر الخدمية لسحب مياه الأمطار.
وأعرب الزاملي، عن خيبة الأمل بوعود أمانة بغداد التي أكدت قيامها بتأهيل بعض شبكات المجاري وخطوط الطوارئ، من دون أن يلمس المواطن شيئاً من ذلك على أرض الواقع، متهماً: أمانة بغداد بأنها لم تنظف مشبكات المجاري بنحو صحيح، وعدم معالجة التخسفات لاسيما مع وجود 150 منها غير مكتملة!
وأبدى عضو مجلس محافظة بغداد، خشيته من تفاقم غرق العاصمة إذا ما هطلت كميات أخرى من الأمطار، في ظل غياب المعالجات الحقيقة للمشكلة، مستغرباً: من إنفاق أمانة بغداد موازنات مالية ضخمة على المشاريع، وحديثها عن إقامة خطوط ستراتيجية للمجاري، من دون أن يلمس المواطن شيئاً منها على أرض الواقع.
ورأى الزاملي ان العاصمة تحتاج لإدارة قوية، لأن الحالية ضعيفة وعديمة التأثير في الدوائر البلدية، الأمر الذي أدى إلى خلل كبير في أغلب قطاعاتها وملفاتها ومن أهمها النفايات والمجاري، داعياً: إلى ضرورة تعيين أمين لبغداد بالأصالة يمكنه حسم الأمور بسرعة ضماناً لعدم تفاقم المشاكل والأزمات.
 
مضخات السحب والكــاز
أهالي منطقة النعيرية أُصيبوا بالدهشة حين شاهدوا غرق الشوارع ودخول المياه لبعض البيوت، حيث اكد حسن القريشي صاحب مكتب بيع وشراء الدور والارضي أنها المرة الاولى التي تغرق الشوارع في منطقة النعيرية، موضحا: برغم شدة امطار العام الماضي لكن ما هي إلا دقائق واختفت المياه عبر المجاري او محطات الصرف الصحي . كرار الصبيحاوي صاحب أسواق لبيع المواد الغذائية اشار الى حجم الماء الذي وصل الى محله وما سببه من ضرر مادي كبير، مبيناً: ان مضخة سحب مياه الامطار على مقربة منهم لكن العامل علل الامر بعدم توفر مادة الكاز وانقطاع الكهرباء، مضيفا: لكن بعد ضغط الناس عليه قام بشتغيل المحطة وسحب المياه حيث لم يستمر الأمر سوى ساعةٍ أو أكثر بقليل.
 
استعدادات ومضخات حديثة
الى ذلك أعلنت أمينة بغداد الدكتورة ذكرى علوش عن تشكيل غرفة عمليات للإشراف على تصريف مياه الإمطار مؤكدة جاهزية جميع المحطات الرئيسة والفرعية للعمل بطاقاتها القصوى .
ونقلت مديرية العلاقات والإعلام عن امينة بغداد قولها خلال زيارتها عدداً من محطات المجاري الرئيسة في العاصمة بغداد ومنها الحبيبية والقدس والرشيد والدورة وT1 و TC4 ومشروع معالجة مياه الصرف الصحي في الرستمية رفقة الوكيلين الفني والبلدي والمديرين العامين التي تقع ضمن قواطع عملهم هذه المحطات أن غرفة عمليات برئاسة امينة بغداد تضم في عضويتها الوكيلين الفني والبلدي وعدداً من المديرين المعنيين باشرت عملها للإشراف على عمليات تصريف مياه الامطار عبر الشبكات والخطوط الناقلة المنتشرة في عموم مناطق العاصمة بغداد ومتابعة جهود وأعمال الدوائر البلدية ودائرة مجاري بغداد في هذا الإطار .
وأضافت ان الدوائر البلدية الأربع عشرة بجانبي الكرخ والرصافة استنفرت جميع آلياتها التخصصية وملاكاتها البشرية والتواجد الميداني لمديريها العامين ومعاونيهم والعاملين بمعيتهم تحسباً لهطول أمطار غزيزة على العاصمة لضمان سرعة السيطرة عليها ونقلها بشكل آني ومنع حصول طفح مياه الامطار في الشوارع،.مبينة: ان جميع محطات المجاري البالغة نحو (280) محطة تعمل بطاقاتها القصوى وبالتنسيق مع وزارة الكهرباء لضمان استمرار التيار الكهربائي الوطني المجهز لهذه المحطات الى جانب تهيئة مولدات كهربائية تحسباً لحدوث أيِّ طارئ. 
 
استجواب وشحة الأموال
فيما أكدت لجنة الخدمات النيابية ان سبب غرق العاصمة بغداد هو الفساد المستشري في مشاريع الصرف الصحي والمجاري، مؤكدة ان اللجنة ستستجوب أمينة بغداد ومدراء عامين في الامانة.وقال عضو اللجنة محمد المسعودي في تصريح صحفي ان الفساد هو السبب الرئيس لغرق بغداد لوجود فساد في مشاريع الصرف الصحي والمجاري وضرورة محاسبة الجهات المقصرة بذلك ، مؤكدا ان لجنته ستستجوب امينة بغداد ذكرى علوش ومدراء عامين في الامانة بسبب غرق بغداد!
من جهتها حمّلت النائبة د. إقبال عبدالحسين، الأمينين السابقين لأمانة بغداد (صابر العيساوي ونعيم عبعبوب) مسؤولية ما يجري في بغداد من طفح للمجاري ومياه الامطار.
واوضحت عبدالحسين، ان انابيب مجاري العاصمة مثل قشرة البصل وهي منهية الصلاحية منذ 30 عاما وان الامانة في فترتي العيساوي وعبعبوب استلمت الملايين من الاموال ولكن لم يتم التصرف بها بشكل يليق باسم العاصمة بغداد داعية النزاهة والجهات الرقابية الى معرفة مصير تلك الاموال!! مبينة: أن الأمينة الحالية ذكرى علوش لا تتوفر لديها أية أموال من أجل تغيير الوضع الحالي الى الأحسن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram