حديث رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي مع مجموعة من استاذة الجامعات حول الازمة المالية وتداعياتها نتيجة انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية، رسخ القناعة لدي الكثير من العراقيين بانهم سيدخلون في نفق مظلم لا أمل في وجود بصيص ضوء في نهايته.
الحكومة حين تعلن انها تعاني "الاضطراب المالي" ترغب في توجيه رسالة الى ابناء شعبها بان يتحملوا نتائج سياسة خاطئة على مدى اكثر من عشر سنوات ، تسببت بتبديد قرابة الف مليار دولار ، عجزت الجهات الرقابية عن معرفة مصير تلك الاموال . هيئة النزاهة وشقيقتها بالاسم نفسه اللجنة النيابية فضلا عن ديوان الرقابة المالية ، تجاهلت الاشارة الى سراق المال العام من المسؤولين السابقين المقيمين حاليا في دول خارجية ، اجادوا لعبة اشطب واربح ، حين شغلوا مناصبهم ، ثم رحلوا فجعلوا الحكومة تستغيث وتصرخ من اوجاع "اضطراب مالي" .
قبل خوض الانتخابات التشريعية السابقة ، تبنى تنظيم سياسي من قوى التحالف الوطني الاصلاح برنامجا لدفع العملية السياسية ، دعايته الانتخابية مازالت حاضرة في اكثر شوارع العاصمة تتضمن اعلانا موجها الى الناخبين ، يحثهم على شطب مفردات الفساد والمحاصصة والعنف والطائفية ، واختيارالاصلاح ونبذ الارهاب ، على قاعدة اشطب واربح ، وطبقا لنظرية التنظيم السياسي ، سينتقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة تاركا وراءه الصومال الشقيق .
في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها الامة بحسب عبارة الاستهلال المستهلكة الواردة في خطب اصحاب الجلالة والسيادة والفخامة والسمو في مؤتمرات القمة العربية منذ تأسيسها منتصف عقد الاربعينات من القرن الماضي حتى الوقت الحاضر، من المناسب ان يتعاطى العراقيون مع المواقف الحكومية بطريقة اشطب واربح ، بتحويل الاخبار الى نكات تثير ضحك الثكالى ، بيان رسمي يحذر من اضطراب مالي ، حين يشطب احدهم المفردة الاولى سيتوصل الى حقيقة ما جرى ، سيدخل في حيرة من امره : أيضحك ام يذرف الدموع الساخنة حين يسمع نشرة المساء تبدأ بخبر يحذر من "مخاطر اضطراب مالي ."
يوم طرح ياس خضر سؤاله الشهير في اغنية "منين اجيب ازرار للزيجة هدل " فسره العراقيون وقتذاك ، بانه يتضمن تلميحا للإشارة الى الاوضاع السياسية وقتذاك ، منهم من قال ان البحث عن الازرار يعني التعبير عن خيبة الشعب العربي بعد نكسة الخامس من حزيران ، وآخر حصر القضية بالساحة المحلية ، بتنفيذ انقلاب عسكري ، التفسيرات اخذت ابعادا شتى ، لكنها بالمحصلة النهائية لم تصل الى الجواب الشافي ، فظل "الهدل" يبحث عن منقذ يمنحه جزءا من ثروة بلده النفطية .
الخيار الوحيد امام الحكومة الحالية والاطراف المشاركة فيها بلورة موقف موحد لمعالجة الازمة المالية بخطوات مدروسة عبر الاستعانة بخبراء محليين واجانب لعلهم يتوصلون الى تشخيص اسباب المشكلة حتى لايسمع العراقيون صرخة يبوووووووه شبّ حريق في مالي .
اضطراب مالي
[post-views]
نشر في: 30 أكتوبر, 2015: 09:01 م