TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بغداد من دون خطب "فخامته"

بغداد من دون خطب "فخامته"

نشر في: 30 أكتوبر, 2015: 09:01 م

كنت انوي اليوم ان أكتب عن ذكرى رحيل فكتور هيجو صاحب البؤساء، هذه الرواية التي ما زالت تُقرأ بشغف، وما برح أبطالها حاضرين يذكروننا بالبؤس الذي تتسع رقعته في بلاد الرافدين، يوما بعد آخر بفضل سياسي فاشل يريد الانتقام من الناس لانهم لايصدقون انه زاهد في المنصب، ، لكن اياكم والاقتراب منه والا سيحولكم جميعا الى ابطال لرواية البؤساء العراقية .
ستقولون ، لقد صدعت رؤوسنا باحاديثك العجيبة عن الكتب، وعن اصرار سارتر على اسقاط ديغول، رغم ان الرجل حرر فرنسا من النازية، ولم يتفاخر بان شوارع باريس امتلأت في عصره بالسيارات الحديثة ، وان حكومته استطاعت ان تجعل البلاد تحقق الاكتفاء الذاتي من الخضروات .
لم يُقبِل الفرنسيون على بؤساء هيجو حال صدورها، فالحياة كانت تعج بالبائسين، لكن بعد عقود تصبح هذه الرواية نموذجا للادب الانساني وتتجاوز مبيعاتها المئة مليون نسخة، كتب هيجو الى امبراطور فرنسا ان "الحقائق التي تقدم لجلالتكم ما هي الا اكاذيب يحاول المحيطون بك ان ينشروها على انها حقائق" يحزنني ياسيدي الاديب الفرنسي ان اخبرك ان مقربينا يعتقدون ان غرق شوارع بغداد ما هو الا مؤامرة امبريالية يقودها اوباما لمعاقبة هذا الشعب الذي يرفض تواجد الجنود الاميركان على ارضه، فيما الحقيقة واضحة وتؤكد ان بغداد ليست وحدها التي غرقت ، فما جرى ويجري يعبر عن حالة الفشل التي نعيشها منذ سنوات، او ما يطلق عليه بالمصطلح الحديث "العبعبة" التي كان صاحبها يعتقد انه سيلقن دبي درسا لن تنساه لانها مدينة من زرق ورق، فارجوا ان تنظروا الى وجوه ساستنا وهم يتحدثون عن المؤامرة التي لم تسمح لهم بالإعمار والبناء والخدمات "الهائلة" التي كانت في الخيال، لان الواقع امر آخر استطاع اصحابه ان يحولوا مدينة صغيرة مثل دبي كانت قبل عقود قليلة، مجرد ميناء صغير يبحث صيادوه عن العيش والرزق في البحر، واليوم يأتي إليها ويمرّ بها ملايين الزوار، وليس فيها نهر ولا جبل، ، لكن المهم ليس فيها مجلس محافظة يتكون اعضاؤه من 57 عضوا اكثرهم ليسوا من اهل العاصمة.
للاسف يعاني ساستنا من مشاكل عميقة في السمع والبصر، فهم رغم ما يبدون عليه من شطارة في الكلام و "فهلوة" الفضائيات، لا يبدو أنهم يسمعون ما يقوله الناس، لذلك يخرجون عن النص، الم يخبرنا المالكي انه اعاد الكهرباء وعمر البلاد، وينسى وهو يشرح لمقدم البرنامج ان اكثر من 500 مليار اهدرت على مشاريع وهمية، وان خيام العراقيين ضربت رقما قياسيا وسط ساسة تجاوزوا عالم سن الرحمة ومخافة الله، لايريدون هذا الشعب ان يغادر عالم البؤساء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    شدوا بديل غراب امة ظلمت--------تطير ان طار او تهوى ان وقعا-------ونحن ما نحن قطعان بمدابة-------------تساقطت فى يدى رعيانها قطعا--------------الغراب الاول ومعه بعثه الدين حكمونا لمدة اربعين سنه سقطوا بيدى رعيانهم الامريكان فى 9نيسان المبارك 2003-----

  2. بغداد

    العجيب بغداد غرقت وبقية المحافظات ودخلت المياه الى كثير من بيوت اهل بغداد وباقي المحافظات ومنها ديالى ووقعت الخيم على النازحين المهجرين المظلومين وماتوا كثير من المرضى والأطفال والى اخره من مأسي تشبه مأسي فلم البؤساء او كتاب البؤساء بل على افضع شناعة من ا

  3. د عادل على

    شدوا بديل غراب امة ظلمت--------تطير ان طار او تهوى ان وقعا-------ونحن ما نحن قطعان بمدابة-------------تساقطت فى يدى رعيانها قطعا--------------الغراب الاول ومعه بعثه الدين حكمونا لمدة اربعين سنه سقطوا بيدى رعيانهم الامريكان فى 9نيسان المبارك 2003-----

  4. بغداد

    العجيب بغداد غرقت وبقية المحافظات ودخلت المياه الى كثير من بيوت اهل بغداد وباقي المحافظات ومنها ديالى ووقعت الخيم على النازحين المهجرين المظلومين وماتوا كثير من المرضى والأطفال والى اخره من مأسي تشبه مأسي فلم البؤساء او كتاب البؤساء بل على افضع شناعة من ا

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram