اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دور الفرد في العملية السياسية بين التهميش والحاجة لنمط مواطن جديد

دور الفرد في العملية السياسية بين التهميش والحاجة لنمط مواطن جديد

نشر في: 11 يناير, 2010: 05:02 م

فالح الحمرانيتدخل إشكالية دور الفرد في العملية السياسية ضمن القضايا الحيوية التي لم تجد بعد في علم السياسة الأجوبة الشافية لها. وأولى الفلاسفة والمؤرخون والادباء وعلماء الاخلاق والاديان والنفس اهتماما بالغا بهذه المشكلة. وتندرج المشكلة في علم السياسة ضمن القضايا التي لم تجر دراساتها بعد بصورة كافية.
 ووفقا لمختلف المعطيات فإن عدد الأعمال التي كُرست لهذه القضية تاتي في المرتبة الاخيرة ضمن لائحة الاصدارات التي تتناول جوانب علم السياسة، ويرصد الكثير ان ذلك مرتبط بسعي علماء السياسة للالتزام بالموضوعية واهمال العامل الذاتي.ولذلك وضعوا الفرد خارج قوس العملية إما لأنهم يعتبرون تأثيره على الأحداث السياسية محدودا للغاية، او انهم لم يمتلكوا لحد الان مناهج البحث اللازمة التي تتيح لهم الاخذ بنظر الاعتبار خصوصية الفرد ومواصفات شخصية اؤلئك الذين يصنعون السياسة. وثمة مؤشرات على ان الوضع بات في السنوات الاخيرة، يتغير ببطء في علم السياسة المعاصر ومع تطور علم النفس السياسي.ويعترف غالبية علماء السياسة اليوم بأهمية دراسة عامل الفرد سواء الفاعل او المواطن العادي، في سير العملية السياسية. ان عدم قدرة المنهج المؤسساتي((Institutional approach في علم السياسة على التنبؤ بالتحولات الجذرية التي شهدها العالم في بداية عملية البناء البيريسترويكا في الاتحاد السوفياتي السابق، أصبح احد الأسباب لاهتمام علماء السياسة بدراسة هذه الظاهرة. وكان الكثيرون قد تساءلوا حينذاك كيف كان يمكن ان تتطور الاحداث في روسيا والعالم لو ان اللجنة المركزية لم تنتخب عام 1985 ميخائيل غورباتشوف وانما اندريه غروميكو الذي شغل لفترة طويلة منصب وزير الخارجية السوفياتية ومن ثم اصبح رئيسا لمجلس السوفيات الاعلى، او رئيس اللجنة الحزبية لمدينة موسكو غريشين سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي السوفياتي.ان جميع المواصفات الشخصية للزعيم السوفياتي كان لها اهمية كبيرة في التغيرات التي حصلت، ما استدعى الكثيرين اعادة النظر في المنهج التقليدي للدراسات السياسية.ان غالبية المواطنين من غير خبراء السياسة يركزون في اطار اهتمامهم السياسي على الافراد الذين يصنعون السياسة، لأن هذا القارئ يود ان يعرف المزيد عن سيرة حياة اؤلئك الذين ساهموا بتغيير وجه العالم.وتحظى باهتمامه  حياتهم اليومية واسلوبها وذوقهم ومحيط عوائلهم واهتماماتهم الرياضية والكتب التي يطالعونها. وليس من المصادفة ان يذهب البعض الى اننا حينما سنفهم السياسي كانسان فتنكشف لنا اسرار تصرفاته السياسية.rnما هو وزن الشخصية؟لقد تشكل توجهان في الفكر السياسي من تأويل مشكلة الفرد. الاولى تضفي على الشخص اهمية حاسمة بتحديد مسارات العملية السياسية وتقلباتها.وغالبا ما يربط انصار هذا الاتجاه المتغيرات السياسية بشخصية الزعماء والقادة والفعاليات الاجتماعية الاخرى.وكان المفكر الفرنسي باسكال قد قال لو ان أنف كليوبترا كان اقصر بقليل او اطول بقليل لكانت هناك صورة اخرى تماما للتاريخ البشري.وفي اطار هذا المنطلق ساهم كبار المفكرين منذ نهاية القرن العشرين في مناقشة الموضوع مثل ليف تولستوي وجيورجي بليخاوف وجيمس وكاريليل.وكان من بين الاعمال التي صدرت عنها دور الفرد لبليخانوف والابطال لكاريليل والبطل في التاريخ لسيدني هوك وعبقريات العقاد.ويبرهن دعاة الموقف الاول على دور الفرد في التاريخ عموما وفي السياسة على وجه الخصوص بالمواصفات التي يتحلى بها  القادة:مثل العبقرية السياسية والمواقف والمعارف والخبرات والمكانة. وكما نرى فإن خصائص الشخصية تحظى بأهمية اكبر مما يحظى الموقف السياسي لهذا الشخص او ذاك. وفي هذا المنحى يعمل علماء السايكولوجية السياسية الذين يعتبرون ان مركب عقد الساسة لا مواصفاتهم هو الذي يكون دافعاً لهم للانخراط في العمل السياسي.ويرون من خلال دراساتهم للشخصيات السياسية ان مركب النقص الذي نشأ نتيجة لإصابات يتعرض لها السياسي في المراحل الاولى من تكوين شخصيته تعبئة لتحقيق منجزات لا تقارن بالمنجزات التي يحققها اقرانه الذين ترعرعوا في ظروف عادية.  أما الموقف الثاني، وعلى العكس من ذلك، يقلل من دور الفرد.وثمة اختلافات بين انصار هذا المنحى. ويرى عدد من علماء الاجتماع السياسي ان الخصائص الفردية تطفئ بعضها البعض الآخر في اطر العملية السياسية. لذلك من المفيد ان لا ندرس القوانين الفردية وانما الجماعية في مسألة تقسيم الأدوار السياسية مثلا. ومن حق الخبير السياسي ان يهمل الشخصية.ويتبنى علماء السياسة الذين يعتقدون ان العامل الفردي لا قيمة له مقارنة بالعامل الاجتماعي، موقفا مغايرا.ويقدم المنظرون الماركسيون العامل الاقتصادي على السياسي باعتباره عاملاً مهيمناً. ويركز علماء السياسة الذين  يتبعون المنهج الوظائفي، على دراسة المكونات الاجتماعية للاحزاب والمنظمات والحركات السياسية.والقاسم المشترك بين الاتجاهين كونهما يضعان الشخصية خارج نطاق العوامل التي ينبغي البحث فيها عن الاسباب التي تلقي الضوء على توجهات العمليات السياسية الكبرى.rnالفرد العادي بيد ان الاتجاهين المذكورين يركزان على دور الفرد غير العادي.وتدور اغلب السجالات بينها حول دور ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram