TOP

جريدة المدى > تحقيقات > لم تكتفِ بتعطيل الحياة وإغراق العاصمة..الأمطار تدمـِّر المخيمات وتشـرِّد النازحيـن !

لم تكتفِ بتعطيل الحياة وإغراق العاصمة..الأمطار تدمـِّر المخيمات وتشـرِّد النازحيـن !

نشر في: 31 أكتوبر, 2015: 09:01 م

لا يتجاوز عمرهما الست والثماني سنوات يرتديان ملابس رثـة يقفان قرب إحدى الخيم وأنظارهما متوجِّه إلى مَن حولهما من الناس والأطفال وهم يتسابقون للحصول على مساعدات حملة (ناسنا) لإغاثة النازحين التي أعدَّت برنامجها مؤسسة المدى للثقافة والإعلام والفنون. ال

لا يتجاوز عمرهما الست والثماني سنوات يرتديان ملابس رثـة يقفان قرب إحدى الخيم وأنظارهما متوجِّه إلى مَن حولهما من الناس والأطفال وهم يتسابقون للحصول على مساعدات حملة (ناسنا) لإغاثة النازحين التي أعدَّت برنامجها مؤسسة المدى للثقافة والإعلام والفنون. الطفلان فقدا عائلتهما بالكامل بعد أن قصف الإرهاب الداعشي منزلهم بالصواريخ لكن القدر وحده هو مَن أنقذهما من الموت، حيث أصبحا جزءاً من عائلة أخرى تعيش في المخيم فقدت هي الأخرى منزلها. الطفلان اليتيمان لا يملكان أوراقاً تُثبت نسبهما واسم عائلتهما بعد أن فُقدت كل أوراقهما الثبوتية، تُرى أي مستقبل هذا الذي ينتظرهما وأية حياة تلك التي سيعيشانها هذان الطفلان في ظل وضع البلد الذي لا يستقر على حال؟! 

هذه القصة وقصص أخرى حزينة ومؤلمة تعيشها قرابة (60 ) عائلة في (100) خيمة بعد ان فقدوا الأمان والراحة وكل ما يمكن أن يتمتع به الإنسان من حقوق في بلده.

 

التجارة استلام المواد من الوكيل 

وزير التجارة وكالة محمد شياع السوداني أكـد لـ(المدى) أن وزارة التجارة شكلت غرفة عمليات طارئة لتقديم المساعدات للنازحين في كل مكان بالعراق وتقديم المساعدات الغذائية لهم من أربع مواد أساسية إضافة الى تشكيل لجان لمتابعة الحالات الطارئة التي يمكن من خلالها لأي نازح القدوم الى مقر الوزارة او الاتصال بالمكاتب التابعة لوزارتنا للحصول على المساعدات من النازحين، مشيراً الى انه تم احصاء أعداد النازحين في إقليم كردستان وتزويدهم بالمواد الغذائية كما ذكرت آنفاً، اضافة الى ان أي نازح يمكن ان يذهب الى اي وكيل مواد غذائية ويطلب تجهيزه ما ان يقدم له المستمسكات الثبوتية وجميع كوادر وزارة التجارة هي الآن على استعداد كامل لمساعدة النازحين في أرجاء العراق كافة.
كرفانات بـدل الخيـم
مخيم بزيبز يُبعد عن غرب العاصمة قرابة (20) كم، إلى منطقة صدر اليوسيفية، أكثر من (60) عائلة نازحة من محافظة الأنبار يعيشون وضعاً مأساوياً ليكتمل مع سقوط الامطار وغرق الخيم في المخيم الذي يفتقد للكثير من مستلزمات العيش الحياتية الضرورية من مياه صالحة للشرب الى حمام وتواليت، إذ توجد في المخيم اربعة حمامات مشتركة يكون استخدامها بالتتابع بين النساء والرجال والأطفال. النازح احمد الأنباري قال لـ(المدى) إن العوائل النازحة لمنطقة صدر اليوسيفية تخشى الأسوأ مع قرب حلول فصل الشتاء، مناشداً: الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية المعنية بضرورة إقامة كرفانات للعوائل النازحة لحمايتهم من البرد والأمطار، بدلاً من الخيم المتهالكة الحالية التي تضررت بالأمطار وحالنا صعبٌ جداً.
النازحة أم زمن قالت: ان المساعدات الإنسانية التي تقدمها مؤسسة المدى تسهم في تخفيف معاناة العوائل النازحة وتعيد البسمة لأطفالها، لاسيما في ظل الإهمال الذي تعانيه من قبل الجهات الرسمية المعنية التي لم تكلـِّف نفسها تفقد أحوالها وتقديم أبسط المساعدات لها.
بانتظار الولادة
الحالات الحرجة والخطرة تنتظر دورها الواحدة تلو الاخرى ومنهن إحدى النسوة كانت في شهرها الأخير من الحمل وبحاجة الى متابعة صحية مستمرة لأن وضعها الصحي غير مستقر ولا بــدَّ من إجراء عملية ولادة قيصرية وأقرب مستشفى يقع في منطقة اليوسيفية ولا توجد فيها غرفة عمليات متكاملة لإجراء العمليات خاصة بالولادة القيصرية. المرأة خائفة ومتعبة نفسيا جراء وضعها الصحي ووضعها العام وما تعانيه اضافة الى افتقادها المال لإجراء العملية وشراء الدواء بعد الولادة وما يرافقها من مصاعب ربما تنعكس على وضعها الصحي او وضع الوليد!
الخيم والإجراءات الروتينية
حوَّلت الأمطار المخيمات إلى ركام ، وأجبرت النازحين على ترك خيامهم وممتلكاتهم واللجوء إلى المدارس لحماية الأطفال والنساء والمرضى، ما دفع عدداً من الشباب إلى تشكيل فرق إنقاذ لنقل النازحين وإيوائهم وتقديم العون والمساعدات لهم، خاصة ان اغلب هذه العوائل تبيت في اماكن تفتقد لأغلب مستلزمات الحياة.
عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، بشرى العبيدي، ذكرت في حديث لـ(المدى) إن النازحين يشتكون دائماً من عدم عدالة توزيع المساعدات عليهم، مشيرة إلى أن المفوضية تلقت العديد من شكاوى النازحين بشأن طريقة توزيع المساعدات عليهم أو جهة التوزيع أو مبلغ المنح المخصص لهم.
واضافت العبيدي أن هناك شكاوى أخرى تتعلق بعدم تسلم النازحين خيماً يقيمون بها مما اضطرهم للبقاء في الشارع، مضيفة: أن المشكلة تكمن في عدد النازحين الكبير جداً والإجراءات الروتينية القاتلة الخاصة باستيعابهم، حيث فاق عددهم المليون و800 ألف شخص يتوزعون على أكثر من منطقة، لكن التواجد الأكبر لهم في إقليم كردستان.
وتوضح عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أن الروتين المتعلق بإثبات الهوية يشكل مشكلة كبيرة سواء في توزيع المساعدات المقدمة من منظمات الأمم المتحدة أم الحكومة،لاسيما أن وضع النازحين لا يتحمل أي تأخير، وتلفت إلى أن الكثير من النازحين لا يمتلكون أية مستمسكات ثبوتية رسمية، إما لعدم تمكنه من جلبها معه أو لأن تنظيم داعش سلبها منهم.
لا توجد احصائيات دقيقة 
المتحدث الرسمي لوزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز في حديثه لـ(المدى) ذكر أن الاهتمام بأمور النازحين وكل ما يتعلق بهم مسألة مهمة جدا وخصوصا نازحي مخيم بزيبز الذي له خصوصية من أكثر المناطق المنكوبة، مبينا: ان الوزارة تعمل على توفير الاحتياجات الضرورية بالتعاون مع الوزارات كافة التي تشترك في لجنة مشتركة تحت اشراف اللجنة العليا برئاسة وزير الهجرة والمهجرين لشراء المواد الضرورية لفصل الشتاء مثل الاغطية والمدافئ اضافة الى توفير الوقود من قبل وزارة النفط والمواد الغذائية من وزارة التجارة. 
بحسب آخر تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن عدد العراقيين الذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية ارتفع ليصل إلى (8.6 ) ملايين شخص، منهم (3.2 ) ملايين نازح، فرّوا من ديارهم، منذ كانون الأول من عام 2014.
وبشأن أعداد النازحين والاحصائيات الخاصة بمن عاد منهم أوضح نوروز: الوزارة تفتقر لإحصائية دقيقة بعدد النازحين بعد أحداث العاشر من حزيران 2014، منوها: أن الوزارة لا تعتمد الإحصائيات التقريبية التي تتحدث عنها المنظمات الدولية والمحلية.
مساعدات وإغاثة ولكـن!
واشار الناطق الإعلامي باسم وزارة الهجرة والمهجرين: أن العديد من مخيمات النازحين في بغداد والأنبار تعرضت للغرق جراء موجة الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها البلاد خلال اليومين الماضيين مما تسبب بأزمة انسانية حقيقية لتلك الأُسر. وأوضح ان الوزارة تواصل ارسال مساعدات الإغاثة للأُسر النازحة المتضررة. 
ودعا نوروز الجهات الخدمية المعنية الى تفادي الأزمة بشكل فوري من خلال الإسراع بسحب المياه من المخيمات المتضررة للعمل على إعادة تأهليها، مطالبا: المنظمات الدولية العاملة في العراق إلى التدخل العاجل وتقديم ما يمكن تقديمه لإنهاء معاناة النازحين.
التدريس والجوامع
المتحدثة الرسمية لوزارة التربية هديل العامري أوضحت لـ(المدى) ان الحصة الاكبر من العام الحالي لبرنامج الوزارة هي امكانية تسهيل قبول الطلبة النازحين ودمجهم في المدارس والمجتمع من اجل استعادة مستواهم الدراسي والتكيف مع زملائهم الطلاب، مضيفة: والأمر يشمل الكوادر التعليمية ايضا واتاحت فرصة التدريس في المدارس القريبة من اماكن نزوحهم.
مدير إعلام ديوان الوقف السني حارث الجنابي ذكر بتصريح صحفي : إنه تم فتح كل المساجد وجوامع الوقف أمام النازحين في عموم العراق، لإيوائهم بعد غرق مخيماتهم بالكامل.
وذكر الجنابي أن 12 مخيماً للنازحين في العاصمة العراقية، غرقت بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، يوم الأربعاء الماضي. مشيرا إلى أن عشرات آلاف العوائل النازحة واجهت الغرق في المخيمات، لافتاً إلى تشكيل لجنة لمساعدة العوائل في منطقة بزيبز وعامرية الفلوجة بغرب العراق، لعدم وجود أي مسجد قربها.
1000 عائلة و500 خيمة
الى ذلك اعلن رئيس مجلس عامرية الفلوجة بمحافظة الانبار شاكر محمود العيساوي عن تدمير 500 خيمة نتيجة الامطار في الناحية، وقال العيساوي: ان الامطار التي ضربت مخيمات النازحين في ناحية العامرية ادت الى تدمير 500 خيمة. وأضاف العيساوي، إن جميع المواد الغذائية داخل الخيام اتلفت بشكل كامل نتيجة الامطار، داعيا وزارة الهجرة والمهجرة الى توفير المساعدات الغذائية للنازحين. مضيفا: انه تم انقاذ (1000) اسرة نازحة في الناحية اجتاحت سيول الامطار مخيماتهم، مناشداً الحكومة المركزية والمنظمات الدولية بتوفير المساعدات لتلك الأُسر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Hassan Ali

    كل الشكر والتقدير لكاتبة التحقيق المحترمة جازاها اللة خير الجزاء لدي طلب اذا ممكن ان نقدم المساعدة للأطفال الأيتام ارجوا التواصل معي على الايميل والخير من عند اللة بارك اللة جهودكم

  2. Hassan Ali

    كل الشكر والتقدير لكاتبة التحقيق المحترمة جازاها اللة خير الجزاء لدي طلب اذا ممكن ان نقدم المساعدة للأطفال الأيتام ارجوا التواصل معي على الايميل والخير من عند اللة بارك اللة جهودكم

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram