عادت كرة الحظر لتدور في الساحة العراقية بعدما دحرجها الاتحاد الدولي لكرة القدم على خط تماس بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي ستشهد مشاركة ناديي نفط الوسط والقوة الجوية في نسختها المقبلة ومطالبته نظيره القاري بالتقصّي عن مدى جاهزية ملعب فرانسو حريري بنادي أربيل عبر لجنة تفتيش تلخّص زيارتها بتقويمه لغرض ابداء الموافقة على تضييف الفرق الزائرة.
فرصة كبيرة ينبغي استثمارها من جميع المعنيين بشؤون الرياضة ولا تقتصر المسؤولية باتحاد كرة القدم، فملف الحظر شغل اوساط الرياضة سنين طوالاً بقي رهينة التعامل الازدواجي لفيفا في فرضه على اتحاد دون غيره، وآن الأوان أن تنتهي معاناة كرتنا بإبداء أقصى التعاون مع الاتحاد ونادي أربيل اللذين تتجه الانظار اليهما لانجاح مهمة لجنة التفتيش القارية من جميع النواحي.
واذا كانت هناك اولويات محددة في منهاج وزارة الشباب والرياضة لمتابعة ظروف رياضتنا في جميع مدن العراق، فمن المفترض أن تضع قضية رفع الحظر ضمن تلك الأولوية لاسيما بعد تعيين وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان لأحد رموز اللعبة الكابتن حسين سعيد مستشاراً له في إقليم كردستان ما يحتم على الوزير أن يؤدلج عمل المستشار بورقة متكاملة لتتواءَم مع اهداف زيارة اللجنة وتحضيرات الاتحاد والنادي بشأن مستلزمات رفع الحظر الجزئي عن ملعب أربيل باعتبار ان قضية الحظر ليست شأناً كردستانياً فحسب ، بل تمثل تطلعات كل العراقيين الراغبين برؤية فرقهم تتبارى في كردستان أو بغداد أو البصرة أو غيرها.
نأمل في تكليف الوزير عبطان لمستشاره سعيد ليكون طرفاً مهماً يمثل القرار الوزاري في اجتماعات لجنة التفتيش مع ممثلي الاتحاد ونادي أربيل لأن ذلك يمنح ملف الحظر دعماً وطنياً شمولياً ويُضفي الحُجج المنطقية والاعتبارات الانسانية والموجبات الاقتصادية والابعاد الستراتيجية على الملف استناداً الى الخبرة الدولية التي يمتلكها سعيد بفضل علاقاته المتوازنة مع جميع لجان الاتحادين الآسيوي والدولي تسهم في تدوين اللجنة لتوصيات جدية تتبنى السماح لممثلي العراق خوض مباريات الإياب في كأس الاتحاد الآسيوي على ملعب أربيل وكذلك بالنسبة لمنتخبنا الوطني إذا ما حالفه الحظ بالتأهل الى الدور الثالث في تصفيات المونديال وأمم آسيا ليستفيد من دعم الجمهور في ملعبنا.
الوزير عبطان مُطالب بالتفاعل مع أي جهد مخلص يصب في خدمة العراق تحت أي مسمى، ونتمنى أن تكون خطواته ناجعة لدعم الاتحاد ونادي أربيل قبل وأثناء زيارة لجنة التفتيش الآسيوية ، فالمرحلة الراهنة تستوجب الانفتاح مع الجميع وإزالة أية موانع غير رياضية تصعِّب مساعي الوزارة في تذليل مشكلة الحظر، وليكن ملعب حريري أملنا في عودة أنديتنا ومنتخباتنا لتستعيد حقها المشروع في تضييف المنافسين العرب والأجانب لجميع البطولات، كما نتمنى ألا تكتفي الوزارة ببيان معنوي، بل تخصص جزءاً مما تبقى من ميزانيتها لعام 2015 لدعم الجهود الساعية لإظهار ملعب حريري متكاملاً ومستوفياً جميع الشروط الدولية رداً لمبادرة رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بتأهيل ملعب الشعب الدولي عام 2009 من خلال تبرّع مالي بمبلغ 3 ملايين و966 الف دولار دعماً للرياضة العراقية.
مهما احتدمت الأزمات في بيتنا الكبير، فلا حظر في العلاقات الرياضية لانها تستلهم مبادىء التعايش من قانون الرياضة نفسه "الفوز والخسارة معادلة طبيعية داخل روحية المتنافس ليكتشف أسرار النجاح ويتفادى فخاخ الفشل".
أملنا في حريري
[post-views]
نشر في: 31 أكتوبر, 2015: 09:01 م