الامطاراصطفت الى جانب عوامل اخرى لتضاعف متاعب العراقيين خاصة النازحين من محافظة الانبار في مخيمات الدورة والعامرية وحي الجامعة، حتى اصبحوا مادة تناولتها وسائل اعلام عربية كشفت بالصورة تراجع الخدمات في العاصمة بغداد، رافقها انقطاع التيار الكهربائي والانترنيت وشبكة الهاتف النقال. المدعو مطر زغير غركان ليس مسؤولا محليا او قياديا في حزب متنفذ، انه من ضحايا الامطار الاخيرة نتيجة تعرض "ستوته" الى اضرار كبيرة اثر سقوطها في حفرة اثناء توجهه الى منزله الواقع في احدى عشوائيات اطراف ابو دشير.
اصيب ابن غركان بكدمات ورضوض وجروح تركت اثارها على تجاعيد وجهه، وكبدته خسارة هاتفه النقال، امضى اكثر من ثلاث ساعات ليصل الى مكان اقامته، حال وصوله استقبله اهالي العشوائية باسئلة واستفسارات عن مصير الستوتة، فضل الصمت،و شارك مع الاخرين في اقامة متاريس لمنع السيول من الوصول الى غرفهم، ففشلت محاولاتهم لسقوط السقوف على الرؤوس، اكتمل المشهد الميلودرامي بالمبيت في العراء، فيما ظلت الاصوات ترتفع حتى الصباح تطلب الاستغاثة، لكن لا احد يسمع النداء.
في محاولة لاعادة تنظيم العشوائية قاد ابن غركان الرجال والشباب لمعالجة السقوف لعلها تستطيع مواجهة زخات المطر المقبلة، بطريقة العمل الجماعي استطاع سكان العشوائية تجفيف المياه الى حد معين، كما جفف التحالف الدولي مصادر تمويل الارهاب. الحق يقال ان دور مطر القيادي كان له الاثر الكبير في تدارك سقوط اهالي العشوائية بمنزلق خطيرتدفع نتائج تداعياته الاجيال المقبلة.
حادث الستوتة حفز مطر ليسرد لجيرانه قصة تعرض لها يوم كان يؤدي خدمة الاحتياط في سنوات الحرب العراقية الايرانية ، فهو من مواليد نهاية الاربعينات، عطف على حاله آمر الوحدة فجعله مسؤولا عن "موقع المتروكين" يحتوي على صناديق فارغة، وآليات وادوات عسكرية معطوبة، الموقع عبارة عن ملجأ تحت الارض في بعض الاحيان يكون مزدحما بالمجازين العائدين، والاخرين المتجهين الى مدنهم، يقدم لهم الجندي مطر كل مستلزمات الضيافة من الشاي وسجائر سومر ابو الجيس، ولخدماته الجليلة وكبر سنه نال احترام جنود وضباط وحدته. في احد الايام وصل الى موقع المتروكين ضابط استخبارات اللواء في ساعة متأخرة بليلة ممطرة، مع سائقه الخاص، طلب الضابط من مساعده، والجندي مطر ان يوفرا له النوم بشتى الوسائل، والا سيتعرضان لعقوبة السجن وزيان الصفر، في صباح اليوم التالي ذهب الضابط الى مقر وحدته بعجلة مدرعة، لحظة وصوله اتصل بآمر وحدة مطر زغير غركان لانزال العقوبة بجندي قشمر لا يجيد التعامل مع الآمرين.
انهى حفيد غركان سرد القصة داعيا اهالي العشوائية الى تنظيم تظاهرة سلمية تتوجه الى المنطقة الخضراء لتجدد الولاء لكبار المسؤولين وزعماء القوى السياسية لما حققوه من منجزات ومعجزات، جعلت الاشقاء الصوماليين يرفعون الدعاء الى الباري عز وجل لحفظ العراقيين من الكوارث الطبيعية والسياسية والامنية، فذكر ان نفعت ذكرى علوش.
مطر زغير غركان
[post-views]
نشر في: 31 أكتوبر, 2015: 09:01 م