كاظم الجماسيليس من خلاف على أهمية تعدد مصادر الدخل القومي لكل بلد من بلدان العالم، وتأسيسا على ذلك راحت دول العالم تسابق الزمن من اجل تحقيق تلك الغاية، سيما في ميدان الاستثمار السياحي، الذي يعد من الميادين العالية المردودات المالية فضلا عن كونه يعكس الصورة اللائقة والمشرقة لتراث أية امة من أمم الأرض.
والعراق ارض الحضارة البكر في تاريخ البشرية، يكاد لا يخلو شبر من بقاعه الممتدة شمالا أو جنوبا، شرقا او غربا، من اثر حضاري يختزن ذاكرته التي ما عادت ذاكرة يختص بها العراقيون وحدهم، بل أصبحت ذاكرة مشتركة لكل بني البشر. وقد عانت ثروتنا الاثارية- السياحية إهمالا وسوء تدبير من قبل كل السلطات المتعاقبة على البلاد والتي جهلت او تجاهلت الاهمية القصوى لتلك الثروة في تعضيد الهوية الوطنية للعراق بين أمم العالم، لتكتمل صورة خرابها بعد التغيير المفصلي في 9/4/2003، حيث تعرضت للسلب والنهب الواسع النطاق، فضلا عن الأضرار البليغة التي لحقت بها جراء العمليات العسكرية المتواصلة منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا. والصورة التي التقطتها عدسة الزميل مهدي الخالدي، تثير في نفوسنا الغصة، على بؤس وخراب اثر تاريخي مهم من اثار ارض وادي الرافدين الحافلة بارث عريق يؤشر المحطات الأكثر تأثيرا في ذلك التاريخ، فبعد ان طالت يد الإهمال (طاق كسرى) الاثر المعماري والتاريخي البارز ، أجهزت على جزء مهم منه قذيفة هاون، فجعلت منه اثرا مشوها، في الوقت الذي كان على الجهات ذات العلاقة الاهتمام بترميمه وصيانته من اثر عاديات الزمن والمناخ.. هي دعوة أذن إلى من يهمه الأمر بالإسراع للحفاظ على ما تبقى من ملامح هويتنا الوطنية قبل ان يصل الحال بنا إلى عض أصبع الندامة ساعة لا يفيد الندم.
خرائب طاق كسرى
نشر في: 11 يناير, 2010: 05:12 م