TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صواريخ حنان الفتلاوي

صواريخ حنان الفتلاوي

نشر في: 31 أكتوبر, 2015: 09:01 م

كان المشهد شديد التناقض وموغلا فى السخرية، نواب وسياسيون يحتفلون باطلاق واثق البطاط لخمسين صاروخا باتجاه مطار بغداد، لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بمحاسبة حيدر العبادي لانه سمح للاميركان بانقاذ عدد من رهائن داعش في الحويجة ، وفى صفحات الكذب والدروشة امتد حبل الثرثرة ليقدم لنا نموذجا لسياسيي منتفخ جهلا ، لايفرق بين هيبة الدولة، وبين السخرية من الآخرين لانهم اعترضوا على تجول منصات الصواريخ في بغداد علانية تحت سمع وبصر الحكومة واجهزتها الامنية.
إن هيبة الدولة ليست جملا نتشدق بها، وتلوكها ألسنة الزعيمة حنان الفتلاوي ومريديها، ولا تصنعها هتافات تطالب باعدام كل من تجرأ وقال لا للولاية الثالثة، بل يصنعها ساسة يقيمون الرحمة ويستجيبون لحقوق الناس ومطالبهم.
ويخطئ من يتصور أن هيبة دولة يمكن أن تتحقق دون مراعاة لهيبة القانون وقدسيته، والانتصار لكرامة الوطن والقصاص لكل من ينفذ سياسات دول اجنبية على ارض العراق.
سيقول أحد القراء حتما لمصلحة من تدافعون عن منظمة ارهابية؟، طبعا افهم معنى التساؤل وساقول لصاحبه إننا كتبنا عن ضرورة اخراج كل المنظمات التي تتسبب بالآلام والمآسي للعراقيين، ووقفنا موقفا صلبا من منظمة خلق، لكن اليوم حين يريد البعض ان يحول الوطن الى رهينة لصواريخه، ويصبح امن الوطن على المحك فإننا نطرد من عقولنا قانون الغاب ونصر على قانون البشر.. حين يفرح نائب منتخب ويصفق لصواريخ تطلقها جماعات مسلحة، فاننا حتما امام مشهد لايمكن ان يحصل حتى في الصومال. لم تسأل النائبة نفسها ماذا عن الصواريخ التي لم تصل الى اهدافها وسقطت على معسكرات الجيش؟.
للاسف البعض يطالبنا بان نسمع ونطيع، فقد تصورت النائبة حنان الفتلاوي أننا مجموعة من أسرى لصواريخها الفسبوكية، ليس مطلوبا منا سوى الاستماع إلى تعليماتها و تنفيذ ما تأمر به، وأن نقول لها بصوت واحد: سمعاً و طاعة يا زعيمتنا.. أعطنا يدك لنقبلها، وبدلا من ان نقرأ منشورات تدين العنف ونهب ثروات البلد، والفشل السياسي، نجد الجميع يخطط لتحويل العراق إلى إمارة يحكمونها بصواريخ الكاتيوشا .
اليوم بدلا من ان يطالب النواب باجابات شافية على سؤال محيّر: كيف استطاعت هذه الصواريخ ان تنتقل في احياء بغداد السكنية بكل خفة ورشاقة والطريق مزروع بمئات السيطرت؟ نراهم يهرولون صوب الفضائيات يطلقون خطابات تطغى عليها لغة العنف وسلوك العنف ، ويُسخر اصحابها انفسهم لثقافة الموت ، مدعين أنهم بذلك يُنقذون العراق
هل تريدون أخباراً جديدة؟ الوقفان الشيعي والسني يصمتان ازاء محنة النازحين، فهم منشغلون بتقاسم الأوقاف، لكنّ ذلك المواطن المُهجّر قسراً، والمطارد في الطرقات ليس من اهتماماتهم، ربما نقرأ تصريحاً خجولا هنا، وشجباً بسيطاً هناك، لكنّ عيون وأفئدة مسؤولينا "الأكارم" معلّقة بصواريخ تطلق في سماء بغداد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. بغداد

    هؤلاء المقبورون في المنطقة المحرمة الدولية ( الكرين زون) العصابات القذرة الذين سلطتهم قاذورات المحتل بأن يكونوا أولياء وسلاطين ذئاب على رؤوس الشعب العراقي بالقوة وما الانتخابات وصناديق الاقتراع الا اكاذيب وخدع اشترك بها طاقم اعلامي مأجور بلا حس وطني ولا ث

  2. د عادل على

    الظاهر ان صدام دخل فى عقول وقلوب كثير من العراقيين------الدى رمى الصواريخ على ايران وعلى اسرائيل له جنون المسدسات والقتل من صباه وهدا الجنون كان سببا لطلقه فى دراع عبدالكريم قاسم ولحرب ايران ورمى الصواريخ على اسرائيل---الدوله العبريه استفادت كثيرا من ص

  3. خليلو...

    أفضل وصف يمكن وصف العراق به في ظل حكم الذين تحب أن تسميهم بالأشاوس :إنه مسرح تعرض عليه كل يوم بل كل ساعة مسرحية من فصلين واحده ترجيديا محزنه وآخره كوميديا سوداء أبطال الفصلين أشاوس ك المكروهون ..وسيكون هذا العهد العتيد عهدا يؤرخ به الناس حينما يتذكرون

  4. بغداد

    هؤلاء المقبورون في المنطقة المحرمة الدولية ( الكرين زون) العصابات القذرة الذين سلطتهم قاذورات المحتل بأن يكونوا أولياء وسلاطين ذئاب على رؤوس الشعب العراقي بالقوة وما الانتخابات وصناديق الاقتراع الا اكاذيب وخدع اشترك بها طاقم اعلامي مأجور بلا حس وطني ولا ث

  5. د عادل على

    الظاهر ان صدام دخل فى عقول وقلوب كثير من العراقيين------الدى رمى الصواريخ على ايران وعلى اسرائيل له جنون المسدسات والقتل من صباه وهدا الجنون كان سببا لطلقه فى دراع عبدالكريم قاسم ولحرب ايران ورمى الصواريخ على اسرائيل---الدوله العبريه استفادت كثيرا من ص

  6. خليلو...

    أفضل وصف يمكن وصف العراق به في ظل حكم الذين تحب أن تسميهم بالأشاوس :إنه مسرح تعرض عليه كل يوم بل كل ساعة مسرحية من فصلين واحده ترجيديا محزنه وآخره كوميديا سوداء أبطال الفصلين أشاوس ك المكروهون ..وسيكون هذا العهد العتيد عهدا يؤرخ به الناس حينما يتذكرون

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram