اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الشهر.. عنف الأطفال فـي المدارس: الأسباب والعلاجات

قضية الشهر.. عنف الأطفال فـي المدارس: الأسباب والعلاجات

نشر في: 2 نوفمبر, 2015: 12:01 ص

تعددت النظريات بشأن عدوانية الأطفال، فبعضها يلقي اللوم على التربية المنزلية، في حين يرجع آخرون هذا الأمر إلى البيئة المحيطة من أصدقاء وأقارب. والآراء حول المسألة تجمع على أن الأطفال العدائيين لم يولدوا بهذه الحال.
 
وأكثر من يدعم هذه النظرية ه

تعددت النظريات بشأن عدوانية الأطفال، فبعضها يلقي اللوم على التربية المنزلية، في حين يرجع آخرون هذا الأمر إلى البيئة المحيطة من أصدقاء وأقارب. والآراء حول المسألة تجمع على أن الأطفال العدائيين لم يولدوا بهذه الحال.

 

وأكثر من يدعم هذه النظرية هم معلمو الأطفال، الذين غالباً ما يقضي الأطفال معهم أوقاتاً طويلة. ويؤكد المعلمون أن هذا الأمر يكاد يكون واضحاً، إذ إن سلوك الأطفال العدواني يكاد يختفي إذا عولجت المشكلة السلوكية من جذورها.
ويؤكد الطبيب النفسي كينيث شور في كتابه "حل مشكلات الانضباط في المرحلة الابتدائية" أن الطالب الذي يسبب القلق والخوف لزملائه يستحق الاهتمام، لأن سلوكه يدل على أنه طفل مثقل بالمشكلات، ما يجعله منبوذاً بين أقرانه، الأمر الذي قد يزيد من عدائيته.
ولا شك في أن الأطفال "العدائيين" يمثلون تحدياً حقيقياً لمعلميهم داخل المدرسة، فهم يشيعون جواً من الخوف داخل الفصول الدراسية، ويثيرون القلق والإزعاج لبقية زملائهم، وتعد هذه العدائية نذيراً لظهور مشكلات في حياة هذا الطفل خلال مرحلتي البلوغ والمراهقة.

أسباب العنف
ويرد اختصاصيو التربية أسباب وقوع الأطفال ضحايا العنف الى عوامل عدة؛ أبرزها تغير نمط الحياة. فوسائل الرفاهية الزائدة التي أصبح الأهل يوفرونها للطفل بسخاء، لا سيما اذا عاش الأب أو الأم حرماناً في فترة من فترات حياتهما. وهذه الرفاهية المقرونة بالحماية المبالغ بها تضر بمناعة الطفل النفسية وصلابة شخصيته وتحدّ من قدرته على مواجهة الحياة.
ويضيف الاختصاصيون أن أسلوب الحياة الحالي يحول الطفل الى كائن هش مقارنة بالماضي، حيث كان يخرج في الشارع مع أقرانه أو في المناطق الريفية ليلعب ويركض، الأمر الذي يمنحه قوة بدنية وقدرة على مواجهة المجهول في المدرسة. كذلك تسهم الرعاية الزائدة والسعي لتجنيبه الألم في تحويله الى كائن اتكالي عاجز عن الشعور بمسؤوليته لحماية نفسه ومواجهة مشاكل الحياة.
• غياب السلطة الأبوية
ويزيد الأمر سوءاً إذا كانت السلطة الأبوية غائبة عن المنزل، سواء بسبب سفر الوالد، أو لأن الوالد عاجز أو مريض أو ضعيف أو عاطل عن العمل. وغياب هذه السلطة يؤدي الى إحساس الطفل بنقص في بنيته النفسية واستقراره، فيسهل على رفاقه الإيقاع به واستخدامه كضحية لفرض تسلطهم وسطوتهم على غيره.
ولكن من يرتكب العنف تجاه هذه النماذج الطفولية؟ قد يأتي الولد الوحيد والمدلل على رأس القائمة لأنه تعود تأمين متطلباته كافة بشكل مبالغ فيه، حيث يتحول الى كائن أناني بشع ولا يتورع عن أذية رفاقه من دون أي شعور بالذنب أو الندم. فهو يعتبر أن كل شيء مباح له ومسموح به وهو دائماً على حق، لا سيما عندما يرتكب الأخطاء ويجد من يبررها له ويلبي رغباته في الحصول على كل شيء مهما كانت الوسيلة.. كذلك يشكل التلميذ الفاشل في دراسته نموذجاً للعنف، ذلك أن التقصير المدرسي يؤدي غالباً الى احتمالات ثلاثة؛ أولها الهروب الى اللامبالاة وتهميش الحضور، وثانيها الخضوع لوضعه ككسول وضعيف، والثالث اللجوء الى العنف والمشاغبة ليلحق الأذى بالتلميذ الهادئ والمجتهد. وفي هذه الحالة ينبغي للأهل والمدرسة متابعة وضعه لأنه يعاني من اضطرابات نفسية يمكن معالجتها قبل أن تتحول الى أمراض مستعصية تنسف مسيرته الدراسية .
• كيفية المعالجة
أما عن كيفية المعالجة، فالأساليب متنوعة. أولاً ينصح الاختصاصيون بمعرفة وضع الطفل الذي يقبل بالتحول الى ضحية عنف، كذلك معرفة وضع الطفل العنيف الذي يفتري على رفاقه، وذلك من خلال دراسة متأنية لأوضاع النموذجين والاطلاع على الماضي والحاضر وعلى المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للبيئة، حيث يعيش كل منهما لضبط مؤشرات كل ما يتعلق بهما في مستقبله.
واللافت أن علاج الحالتين يتشابه ويتقاطع، ويتطلب تنمية مواهب الطفل ليشعر بقيمته ويطرح وجوده بشكل مغاير في محيطه من خلال مساعدته على التأقلم والتخلص من الشعور بالنبذ أو القبول بالتخلي عن صفات "السلطة" و"القوة" و"الترهيب" التي تصنع له هالته، ومساعدته في هذا الإطار ليعبر عن نفسه ويقدمها بشكل جيد يزيد من رصيده ويشجعه على الاستمرار وينتشله من الشعور باللامبالاة والهروب الى وسائل تضره وتضر غيره. ومن هذه الوسائل اكتشاف مواهبه الفنية أو الرياضية أو الفكرية وإشراكه في نشاطات المدرسة خلال المعارض والمباريات وما شابه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram