TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حوار تفكيكي

حوار تفكيكي

نشر في: 1 نوفمبر, 2015: 09:01 م

في صالة الانتظار بمطار العاصمة الاردنية عمان، التقى اربعة عراقيين بأعمار متقاربة جمعتهم الرغبة في الهجرة الى الخارج في محاولة للحصول على اللجوء الانساني في دولة اوروبية، ضابط الجوازات الاردني اثناء توجيه اسئلته الى المسافرين الاربعة بصوت مرتفع كشف عن انتماءاتهم المذهبية والقومية، المسيحي مع زميله الإيزيدي، اتخذا ركنا منزويا في صالة الانتظار فيما تبادل الشيعي والسني نظرات تعبر عن نفور متبادل سرعان ما تحول الى حديث بين الطرفين انتهى بتدخل رجل بريطاني من اصول عراقية، دعا الشابين الى الالتزام بالهدوء وعدم إثارة قضايا خلافية كانت السبب في خراب البلاد والعباد، في لحظات التأمل لاسترجاع الاحداث السابقة القريبة والبعيدة، ربما يتوصل من رجح الحكمة الى حقيقة اكيدة ان الدفاع عن الانتماء يجب ان يكون في الاطار الانساني الشامل، في لحظة اطلاق صوت انثوي يدعو المسافرين الى التوجه نحو الطائرة، تعاون الشابان في حمل حقائبهما، المشهد الاخير ألغى كل الصور المعتمة بتحقيق مصالحة شخصية.
في سنوات العنف الطائفي دعا الملك السعودي اطرافا عراقية الى زيارة المملكة لتوقيع وثيقة شرف عرفت باسم "وثيقة مكة" لتحريم سفك الدم العراقي ، احد الاعلاميين العاملين في مكتب فضائية اجنبية في بغداد، كان مرافقا للوفد قال لزملائه ان الموقعين على الاتفاقية تبادلوا الشتائم بعد دقائق من تحليق الطائرة.
المشكلة العراقية على حد وصف احد المهتمين بنظريات ما بعد الحداثة،تحتاج الى حوار تفكيكي لا يخضع لشروط مسبقة تمنع الاشخاص والجهات من حضور مؤتمر مفترض برعاية الامم المتحدة مع دول كبرى تكون مسؤولة عن مراقبة توصيات ومقررات المؤتمر، بخلاف ذلك سيظل فتيل المشكلة العراقية ينذر باندلاع ازمات تنعكس تداعياتها على الاوضاع الامنية والسياسية فتضيع فرص بناء دولة تضمن مستقبل الاجيال المقبلة، صاحب نظرية الحوار التفكيكي طرح رأيه امام احد اعضاء مجلس النواب، فاجابه النائب، فكك روح اجدادك.
في عقد الثمانينات من القرن الماضي ظهر مذنب هالي في السماء العراقية، فاثار المخاوف والقلق من "النجمة ام ذويل" لاعتقاد الكثيرين بانها مصدر شؤم، ظهورها يعني حصول كوارث حاولت السلطة وقتذاك عبر اعلامها الرسمي ان تفكك المشكلة بالسخرية فوجهت بعض رسامي الكاريكاتير على تناولها بأعمالهم للتخلص من شر ام ذويل.
على قاعدة تطبيق التفكيك في التعاطي مع القضايا المصيرية، وصل الشابان الشيعي والسني الى فنلندا. حاليا يقيمان في كمب للمهاجرين بغرفة واحدة يبعثان يوميا لأصدقائهما في بغداد بصور مشتركة مع تمنياتهما بزوال مخلفات نجمة ام ذويل بعقد اجتماع بين كبار الزعماء السياسيين لتفكيك المشكلة العراقية.
وثيقة مكة وغيرها وقعتها اطراف عراقية امام كاميرات الفضائيات، قبل ان يجف حبر التوقيع تصاعدت لهجة تبادل الاتهامات حتى اضطرب المشهد السياسي بمواقف المتفككين، اللهم فكّكهم بالدنيا والآخرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram