على خلفية اللقاء الاخير بين مجموعة تمثل المتظاهرين ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، نقلت شبكة التواصل الاجتماعي آراءً متباينة، عبر اصحابها عن وجهات نظرهم، فمنهم من اعترض لقلقه المشروع من احتواء الحركة الاحتجاجية، وآخرعد اللقاء اعترافا حكوميا صريحا بمطالب المتظاهرين، تبنى النظرة التفاؤلية وابدى استعداده لتوزيع "خبز العباس "بين المتظاهرين في ساحة التحرير احتفاء بحرص الحكومة على تطبيق الاصلاح.
على الرغم من تباين الآراء والمواقف تجاه اللقاء الاخير، تبقى حسنته الوحيدة متمثلة باستماع من بيده القرار الى صوت المتظاهرين، هذا التحول لم تشهده الساحة العراقية سابقا، فالتظاهرات بنظر "السلف الصالح" من اصحاب القرار كانت مجرد فقاعة، تقف وراءها دول خارجية للإطاحة بالتجربة الديمقراطية، ومن اتخذ من سطح المطعم التركي القريب من ساحة التحرير لمراقبة التظاهرات في سنوات سابقة رفع تقاريره الى اسياده تتضمن الاشارة الى ان جميع المتظاهرين من فلول النظام السابق يسعون لتنفيذ مخطط امبريالي صهيوني.
المحتجون المطالبون بالإصلاح لم يتوقفوا عن تظاهراتهم، اتخذوا من التظاهر السلمي اسلوبا وطريقة لإيصال اصواتهم الى من يرغب في سماعهم،استمرار التظاهرات يعني رفض الإذعان للحكومة استجابة لرغبتها في الكف عن ازعاجها في ظل الاوضاع الامنية الراهنة، وتحديات الازمة المالية كما يعتقد آخرون، بل هو خيار يهدف الى اعادة تصحيح شامل للحياة السياسية يمكن ان يفضي الى نتائج إيجابية شريطة استمرار الحراك الشعبي، مع البحث عن اساليب وطرائق اخرى للتظاهر قادرة على استيعاب المزيد من المحتجين،وهم لا يمثلون كتلة نيابية او طرفا مشاركا في الحكومة الحالية، على مدى الاشهر الماضية استطاعوا فرض حضورهم في المشهد العراقي، وربما سيمتلكون قدرة وقوة في تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق، هذا الدور يتطلب مراجعة دقيقة، تقع على عاتق المتظاهرين ليحددوا المسار نحو تحقيق أهدافهم.
خلال السنوات الماضية القوى السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة انشغلت بنظريتها المتعلقة بالحصول على المزيد من المكاسب والمغانم، وباعتماد نظام انتخابي فصّل على مقاسات قوائم شكلت على قاعدة الاصطفاف الطائفي والمذهبي، شغلت مقاعد في مجلس النواب، ثم حصلت على حقائب وزارية بعضها سيادية، في ضوء ذلك تراجع الاداء الحكومي، فضاعت فرص اقامة دولة تلبي تطلعات شعبها نحو مستقبل افضل، تلغي تركة ثقيلة خلفتها السنوات العجاف الماضية، استمرار اطلاق اصوات المتظاهرين سيضمن في اقل تقدير الحاجة الملحة لتحقيق اصلاحات جذرية غير خاضعة لمجاملات، وحسابات الاطراف المشاركة في الحكومة.
معظم المتظاهرين لديه حساسية من الحكومة لا يثق بوعودها، يرفض الانضمام الى جوقة المصفقين لإنجازاتها الوهمية، يريد تحديد موعد ثابت لتلبية مطالبه، لن يتخلى عن ساحة التحرير، كل العراق ينادي وين الوعد ياعبادي؟!
وعودبعين الحسود
[post-views]
نشر في: 2 نوفمبر, 2015: 09:01 م