TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وعودبعين الحسود

وعودبعين الحسود

نشر في: 2 نوفمبر, 2015: 09:01 م

على خلفية اللقاء الاخير بين مجموعة تمثل المتظاهرين ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، نقلت شبكة التواصل الاجتماعي آراءً متباينة، عبر اصحابها عن وجهات نظرهم، فمنهم من اعترض لقلقه المشروع من احتواء الحركة الاحتجاجية، وآخرعد اللقاء اعترافا حكوميا صريحا بمطالب المتظاهرين، تبنى النظرة التفاؤلية وابدى استعداده لتوزيع "خبز العباس "بين المتظاهرين في ساحة التحرير احتفاء بحرص الحكومة على تطبيق الاصلاح.
على الرغم من تباين الآراء والمواقف تجاه اللقاء الاخير، تبقى حسنته الوحيدة متمثلة باستماع من بيده القرار الى صوت المتظاهرين، هذا التحول لم تشهده الساحة العراقية سابقا، فالتظاهرات بنظر "السلف الصالح" من اصحاب القرار كانت مجرد فقاعة، تقف وراءها دول خارجية للإطاحة بالتجربة الديمقراطية، ومن اتخذ من سطح المطعم التركي القريب من ساحة التحرير لمراقبة التظاهرات في سنوات سابقة رفع تقاريره الى اسياده تتضمن الاشارة الى ان جميع المتظاهرين من فلول النظام السابق يسعون لتنفيذ مخطط امبريالي صهيوني.
المحتجون المطالبون بالإصلاح لم يتوقفوا عن تظاهراتهم، اتخذوا من التظاهر السلمي اسلوبا وطريقة لإيصال اصواتهم الى من يرغب في سماعهم،استمرار التظاهرات يعني رفض الإذعان للحكومة استجابة لرغبتها في الكف عن ازعاجها في ظل الاوضاع الامنية الراهنة، وتحديات الازمة المالية كما يعتقد آخرون، بل هو خيار يهدف الى اعادة تصحيح شامل للحياة السياسية يمكن ان يفضي الى نتائج إيجابية شريطة استمرار الحراك الشعبي، مع البحث عن اساليب وطرائق اخرى للتظاهر قادرة على استيعاب المزيد من المحتجين،وهم لا يمثلون كتلة نيابية او طرفا مشاركا في الحكومة الحالية، على مدى الاشهر الماضية استطاعوا فرض حضورهم في المشهد العراقي، وربما سيمتلكون قدرة وقوة في تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق، هذا الدور يتطلب مراجعة دقيقة، تقع على عاتق المتظاهرين ليحددوا المسار نحو تحقيق أهدافهم.
خلال السنوات الماضية القوى السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة انشغلت بنظريتها المتعلقة بالحصول على المزيد من المكاسب والمغانم، وباعتماد نظام انتخابي فصّل على مقاسات قوائم شكلت على قاعدة الاصطفاف الطائفي والمذهبي، شغلت مقاعد في مجلس النواب، ثم حصلت على حقائب وزارية بعضها سيادية، في ضوء ذلك تراجع الاداء الحكومي، فضاعت فرص اقامة دولة تلبي تطلعات شعبها نحو مستقبل افضل، تلغي تركة ثقيلة خلفتها السنوات العجاف الماضية، استمرار اطلاق اصوات المتظاهرين سيضمن في اقل تقدير الحاجة الملحة لتحقيق اصلاحات جذرية غير خاضعة لمجاملات، وحسابات الاطراف المشاركة في الحكومة.
معظم المتظاهرين لديه حساسية من الحكومة لا يثق بوعودها، يرفض الانضمام الى جوقة المصفقين لإنجازاتها الوهمية، يريد تحديد موعد ثابت لتلبية مطالبه، لن يتخلى عن ساحة التحرير، كل العراق ينادي وين الوعد ياعبادي؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram