TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مرحباً أيها العقل

مرحباً أيها العقل

نشر في: 2 نوفمبر, 2015: 09:01 م

اليوم عدت لتفاؤلي بانتصارنا على داعش بعد ان كنت قد اجلته الى حين. كثيرة هي الأسباب التي تقف وراء احتلال داعش لثلث او أكثر من أراضينا. كلها واردة في البال لكني أصر على ان كل ذلك ما كان ليحدث لولا استغلال الدواعش زمن حقبة الغباء التي حكمت العراق أيام احتلالهم للموصل واخواتها. أكثر ما كان يدفعني للشعور بالهضيمة هو ان يأتيك متخلف من لحيته حتى سرواله قاطعا آلاف الاميال ليحتل ارضا عراقية. سؤالي الدائم كان: أين اختفى ذلك العراقي المفتّح باللبن وما كان يعبر عليه قرش قلب؟ أأفغاني او شيشاني يغلب ابن الملحة؟ والله هضيمة. قد تروني في قولي متعصبا او مبالغا لا يهمني، فشفيعي هو اعتقادي ان العقل العراقي لو اشتغل لا ينغلب.
الانتصارات الأخيرة في الرمادي وعموم الانبار جعلتني على يقين انه قد قرب اليوم الذي سيكتب فيه ابطالنا على ارض الانبار: ان الدواعش كانوا هنا. كونوا على الثقة ان الهمجية لا يدحرها غير العقل.
كل خبر مفرح حول انكسار الدواعش ليلة أمس كان يطربني. لكن خبرا جاء في "المدى" طيّرني من الفرح: " مناورة إعلامية في الرمادي تفاجئ داعش وتستنزف ترسانة المفخخات والانتحاريين".
تفاصيله تكشف لك بان العراقيين ضحكوا على الافاعي فطلعت من الزواغير فطيّح الابطال حظها بحرفة. هذا هو العراقي الذي نعرفه ويعرفنا جيدا. هذا هو الذي منا وفينا حقا. هذا هو الذي ما كان لينغلب لولا تسلط الاغبياء على قيادته في غفلة من الزمن الأغبر.
لا تصدقوا ان هناك مخلوقا قشمرا مثل هؤلاء الذين صدقوا انهم سيلاقون الحور العين بانتظار خلقهم المقرفة. الله وحده يعلم عدد المرات التي كنت اناجيه فيها صائحا: أترضى يا رب أن مثل هؤلاء الخالية ادمغتهم من خلايا العقل ينتصرون على العراقيين؟
غياب العقل اشد ايلاما من غياب أي عزيز او حبيب. وعودته تثلج الصدر وتفرح قلوب الذين ينشدون الحب والحياة والفرح في كل زوايا الأرض. فمرحبا أيها العقل العراقي وحمدا لله على سلامتك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    لو تسمح لى يا استاد هاشم العقابى عندى لك بعض الاسئلة التى تحتاج الجواب؟؟؟هل اتى جيش داعش من السماء وبهده الاعداد الكبيرة؟؟؟من نقل الاسلحه الثقيله والكثيرة؟؟؟؟هل اتت من السماء؟؟؟هل طفر الداعش من صوفيا وفجاة كان فى الموصل؟؟؟من اين ياتى الطعام لهدا الجيش ت

  2. د عادل على

    لو تسمح لى يا استاد هاشم العقابى عندى لك بعض الاسئلة التى تحتاج الجواب؟؟؟هل اتى جيش داعش من السماء وبهده الاعداد الكبيرة؟؟؟من نقل الاسلحه الثقيله والكثيرة؟؟؟؟هل اتت من السماء؟؟؟هل طفر الداعش من صوفيا وفجاة كان فى الموصل؟؟؟من اين ياتى الطعام لهدا الجيش ت

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram