TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نسيان شيعي.. نسيان سني

نسيان شيعي.. نسيان سني

نشر في: 2 نوفمبر, 2015: 09:01 م

كثير من شركاء العبادي يقومون بدور مهم بالنسبة لي على الاقل، وفي اعتقادي فان ادوارهم تساعد في الاحتفاظ بآخر ما تبقى من هيبة الدولة، في مواجهة نفوذ متصاعد لشباب مقاتلين بلا خبرة سياسية، يقاتلون داعش ويقاتلون هيبة الدولة في الوقت نفسه.
ان الشركاء في التحالف الوطني غير مرتاحين للعبادي، وليس هؤلاء حالة نادرة، فمعظم الشارع يسخر من الحكومة ورئيسها، لولا ان الناس ترى ملامح "جناح كاظم الصيادي" المتربص، فتتمسك برئيس الوزراء وتمنحه وقتا اضافيا.
ولكن الى اي حد يمكنني ان استغرق مع شركاء العبادي في القول بأن "رئيس الحكومة يتنصل عن التزاماته" ويصبح متفردا ولا يستشير؟ ان شركاء العبادي يحاولون تذكيرنا بأن العبادي كان لا يميل للتوافق، لانه كان منتشياً بالدعم الشعبي والديني لاصلاحاته.
لكن العبادي الذي يحاول نسيان التزاماته مع القيادات الشيعية، سبق وان نسي التزاماته مع القيادات السنية مثلا. ولا احد من القياديين الشيعة اخبرنا لماذا تنصل العبادي وكل احزاب الشيعة، عن الاتفاقات مع القادة السنة؟ مع ان هذه الاتفاقات كانت حاسمة لتخفيف الاحتقان واستعادة الثقة ولبناء جبهة وطنية متكاتفة ضد داعش. لكن الحكومة تنصلت وتنكرت. وشركاء العبادي لم يعترضوا على ذلك. بل كانوا مرتاحين احيانا لان العبادي نسي الالتزامات مع السنة، وربما خلصهم من حرج مع طهران. وهم الان يعاتبونه لانه نسي الالتزامات الاخرى مع القوى الشيعية؟
ان النسيان امر لا يتجزأ. فالقوى الشيعية تقول ان تجاهل العبادي للاتفاقات، يمكن ان يعيدنا الى ظاهرة الفريق الحكومي الارتجالي الذي يتخذ قرارات متسرعة تؤدي الى غرق السفينة. وانا معهم في ذلك، ولازلت قلقا لان العبادي نكث بوعده ولم يحصل على مصادقة نيابية على كبار القادة العسكريين طبقا للدستور، ولم يتخلص من التعيين بالوكالة مثلا. لقد استبدلنا المالكي بهدف معافاة الحياة السياسية في العراق، فلماذا نفشل منذ سنة وبضع شهور؟
هناك اذن نسيان للالتزام مع السنة بات مقبولا، وهناك غضب بسبب نسيان الاتفاقات مع الشيعة. ولكن هل ثمن النسيان الاول اكبر من ثمن النسيان الثاني؟ ان نسيان الالتزام مع السنة، يعني فشل العراقيين في بناء جبهة موحدة ضد داعش. ويعني ان الشيعة لوحدهم تقريبا سيحاربون داعش شمال غرب بغداد. وهذه كارثة داخليا ودوليا. فلماذا سمحتم بهذا الانتكاس الكارثي، بحيث توقف الحوار السني الشيعي؟
لقد سمحتم للعبادي بتعليق وتأجيل التزامه مع القوى السنية. وبناء على المبررات نفسها، سيطلب العبادي منكم ان تسمحوا له بنسيان التزاماته مع الحكيم والصدر. وها نحن نوافق على ان يصبح نقض العهد قاعدة عمل في سياستنا. وفي هذا الاطار لا تصبح المشكلة مجرد: هل نسامح العبادي ام ننقلب عليه. بل: في ظل غياب قواعد عمل جيدة، ما قيمة تغيير الرأس اليوم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. د. شيرزاد

    العراق كدوله في طريقها الى الاندثار والسبب هو وجود مليشيات مسلحه بشكل كبير جداً ويقودها أشخاص ابعد مايكونون من اي شي يسمى دوله، طيموقراطيه او مشاركه وهي الان مشغوله بالحرب ضد داعش وهذه الميليشيات سوف تسبي العراق كدوله وتصبح مجموعات تحارب بعضها البعض على ا

  2. ابو سجاد

    ياسيد سرمد علينا اولا التخلص من التبعية وبهذا نستطيع ان نتخذ القرارات التي من خلالها نقوم ببناء الوطن هل يستطيع العبادي ان يتخلص من التبعية الايرانية او ان يقف ضد تدخلاتها وهل تستطيع الاحزاب الشيعة التخلص من تلك التبعية ايضا وهل تستطيع الاحزاب السنية

  3. مهند محمد البياتي

    العبادي خائف من عدم وجود دعم صلب له، فالمسلحين المدعومين من الساسه الشيعه اقوياء عسكريا و اقتصاديا، و الجيش لا يزال ضعيفا و هنالك تكتلات طائفيه و قوميه قويه في داخله اضافه للفساد بكافه اشكاله، و نفس الشئ بالنسبه لقوى الداخليه، و يعتمد على دعم مرجعيه السي

  4. د. شيرزاد

    العراق كدوله في طريقها الى الاندثار والسبب هو وجود مليشيات مسلحه بشكل كبير جداً ويقودها أشخاص ابعد مايكونون من اي شي يسمى دوله، طيموقراطيه او مشاركه وهي الان مشغوله بالحرب ضد داعش وهذه الميليشيات سوف تسبي العراق كدوله وتصبح مجموعات تحارب بعضها البعض على ا

  5. ابو سجاد

    ياسيد سرمد علينا اولا التخلص من التبعية وبهذا نستطيع ان نتخذ القرارات التي من خلالها نقوم ببناء الوطن هل يستطيع العبادي ان يتخلص من التبعية الايرانية او ان يقف ضد تدخلاتها وهل تستطيع الاحزاب الشيعة التخلص من تلك التبعية ايضا وهل تستطيع الاحزاب السنية

  6. مهند محمد البياتي

    العبادي خائف من عدم وجود دعم صلب له، فالمسلحين المدعومين من الساسه الشيعه اقوياء عسكريا و اقتصاديا، و الجيش لا يزال ضعيفا و هنالك تكتلات طائفيه و قوميه قويه في داخله اضافه للفساد بكافه اشكاله، و نفس الشئ بالنسبه لقوى الداخليه، و يعتمد على دعم مرجعيه السي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram