اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دموع المالكي والبرلمان على الدستور " العتيد "

دموع المالكي والبرلمان على الدستور " العتيد "

نشر في: 2 نوفمبر, 2015: 09:01 م

أرجو ان لا تسيئوا الظن بخادمكم ويأخذكم الشك بما اكتب وتتصورون أنني اقصد الدستور الذي وضع ديباجته الخبير القانوني موفق الربيعي ، اوالدستور الذي قال عنه المالكي ذات يوم " ممطر " انه بني على أساس قومي وطائفي، وانه تضمن ألغاما بدأت تتفجر وليس حقوقا ، و لا هو الدستور الذي طالبنا سليم الجبوري بان ننتفض ونغيره لأن : " الكثير من فقراته التي اثبت الواقع انها لاتتلاءم مع الظرف الحالي ويجب تغيرها بما ينسجم وتطلعات الشعب " طبعا تطلعات الشعب بالنسبة للسيد رئيس البرلمان هي ان يكون الدستور سيف يشهره بوجه كل من يعارض البرلمان وقراراته " القراقوشية " ، وايضا ليس هو الدستور الذي كان النجيفي يعتبره عائقا امام الديمقراطية العراقية الوليدة .. ، بل هو الصرح " الشامخ " الذي يجب ان نذرف الدموع من اجله كلما حاول احد ان يقترب من امتيازات ومكاسب القوى السياسية ، هؤلاء الذين تذكّروا ان لدينا دستور فجأة، وان مخالفته ستفتح نار جهنم على البلاد ، هم نفسهم جمهور " كلها منه " مع الاعتذار للمنلوجست الراحل عزيز علي
تأملوا ياسادة صورة العراق الجديد بعد 10 سنوات من وجود برلمان منتخب ، خرائب في وسط المدن ، فوضى امنية ، كوميديا سياسية ، نواب يرفعون اعلام دول الجوار في تظاهرات لدعم البحرين ، يملأون الفضائيات صخباً وضجيجاً اذا احد حاول ان يقترب من امتيازاتهم ، وبات أعضاؤه يشكلون اليوم مصدر رزق للعديد من البرامج التلفزيونية، بحيث لا يمر يوم دون أن تشاهد عددا منهم يردد كلاماً واحداً وجملا انتهت صلاحيتها.
للأسف نعرف جيدا ان مفهوم البرلمان للدستور أتضح في قول احد نواب رئيس الجمهورية " المنصب وقندرتي " وترجمها نائب سابق لرئيس الوزراء في عبارة اكثر تعبيرا :" كل الذين يتهموني بالفساد سأضعهم تحت قدمي " ..هذه هي ديمقراطية ساستنا الأفاضل اما ان يكون الدستور الى جانبهم واما فلا مفر من الحرب الاهلية ، اما ملايين الشعب فهم مجرد فقاعات ، لاحاجة لنا بها سواء خرجت تطالب بالاصلاح أم خرجت تهتف بالروح بالدم .
كلما تحدث برلماني عراقي أتذكر حكاية رئيس مجلس اللوردات البريطاني الذي قدم اعتذاره واستقالته للشعب لان هناك شبهة فساد تتعلق بأحد اقاربه . وكلما مضت البلاد نحو الخراب، أتذكر حكاية المواطن الكوري الجنوبي
الذي صفع رئيس وزراء بلاده متهما إياه بالتقصير في حادث غرق عبارة راح ضحيته 138 شخصاً ، ، وكلما تذكرت الستمائة مليار دولار التي نهبت خلال الفترة الذهبية لحكم المالكي، اردد مع نفسي، ما كان أغنانا عن حكايات " الدستور"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    علم ودستور ومجلس امة--------كل عن المعنى الصحيح محرف-----لقد صدق الشاعر الرصافى وينطبق شعره على زمان الملكية وزمان الجمهورية العراقيه الثانيه------الدستور يحتاج الى ممارسة ديمقراطية حقيققيه ويحتاج الى كتاب لم تتلوث عقولهم بالممارسات البعثيه من 1963 الى 20

  2. د عادل على

    علم ودستور ومجلس امة--------كل عن المعنى الصحيح محرف-----لقد صدق الشاعر الرصافى وينطبق شعره على زمان الملكية وزمان الجمهورية العراقيه الثانيه------الدستور يحتاج الى ممارسة ديمقراطية حقيققيه ويحتاج الى كتاب لم تتلوث عقولهم بالممارسات البعثيه من 1963 الى 20

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram