حكومة صلاح الدين المحلية ، خصصت ثلاثة مليارات دينار لتسوية النزاعات العشائرية بين عشائر جنوبي المحافظة لتأمين عودة النازحين الى مناطق سكناهم في ناحيتي يثرب وعزيز بلد . في الاسبوع المقبل ستعقد الحكومة اجتماعا بحضور مستشار الأمن الوطني فالح الفياض لبلورة اتفاق نهائي لحسم نزاعات عشائرية برزت عقب تحرير مدن المحافظة من سيطرة تنظيم داعش بتقديم تعويضات مالية لذوي الضحايا .
المال مقابل عودة النازحين ، خيار اعتمده المسؤولون المحليون في صلاح الدين، لاعتقادهم بانه ربما يكون عاملا في عودة آلاف النازحين الى مناطق سكناهم، عندما يتخلى المتضررون عن شروطهم ، لكن المشكلة تتعلق بتوفير الاموال . تبلغ موازنة الحكومة المحلية 267 مليار دينار تسلمت جزءا من تخصيصاتها للعام الحالي خمسة مليارات دينار فقط خصصت ثلاثة منها لبرنامج اعادة النازحين.
مشكلة اخرى تواجه حكومة صلاح الدين تتعلق بتجريف القرى العربية في قضاء طوزخرماتو وناحية سليمان بيك ، فهناك جهات تحاول اجراء تغيير ديمغرافي لصالح فئة على حساب اخرى ، هذه المشكلة ولدت من رحم مشكلة اكبر ، عنوانها المناطق المتنازع عليها، تحتاج الى قرار سياسي،من المستبعد في الوقت الحاضر توفر الظروف المناسبة لاتخاذه ، لتقاطع مواقف الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية حول العديد من القضايا المصيرية ، وعلى قاعدة تأجيل حسم الملفات الشائكة ، لن ينفع نظام المال مقابل عودة النازحين .
في برنامج بثته اذاعة دولية لتسليط الضوء على معاناة النازحين الذين شردتهم الامطار الاخيرة من مخيماتهم ، سرد رجل في السبعين من عمره حكاية وجهها الى اصحاب الحل والربط ،يقصد المسؤولين وزعماء القوى السياسية . تفاصيل القصة تتحدث عن شخص كان يمتلك قطيعا كبيرا من الاغنام ، وبعد نفوق كلبه برصاصة لص معروف ، تعرض القطيع يوميا للسرقة ، لان الابناء رفضوا تنفيذ نصيحة ابيهم بملاحقة قاتل الكلب ثم معاقبته ليكون عبرة لمن اعتبر ، فقدان الكلب شجع اللصوص على شن غارات ليلية لسرقة الاغنام ، لم يقف الابناء مكتوفي الايدي فبحثوا عن قاتل كلبهم ، حتى عثروا عليه واقتادوه مربوطا امام انظار الاخرين الى ابيهم ليعترف بفعلته امام الحاضرين ، حتى اصبح الحادث مثلا متداولا يقال لمن يتجاهل معالجة اسباب مشكلة مستعصية .
مشكلة النازحين في العراق ،بمرور الايام تفاقمت واصبحت مستعصية ، ربما تستطيع الاموال ان تحل جزءا من تداعياتها بدعم من الدول المانحة أومن تخصيصات الحكومات المحلية ، لكن فصولها المأساوية الاخرى تحتاج الى تضافر جهود اطراف متعددة ، لديها الاستعداد الكامل للتخلي عن مصالحها الضيقة ان كانت تؤمن بان العراق وطن الجميع .
ملاحقة "قاتل الكلب" حفاظا على القطيع تعني تحقيق انجاز تاريخي كبير، ينال اعجاب الاعداء قبل الاصدقاء ، ويستحق تبادل انخاب النومي بصرة ،العلاج المجرب، لمعالجة النازحين من الدوخة المزمنة ، اصبر يا نازح .
اصبر يا نازح !!
[post-views]
نشر في: 3 نوفمبر, 2015: 09:01 م