TOP

جريدة المدى > سينما > العهد.. دراما تخفي الكثير من المعاني المستترة

العهد.. دراما تخفي الكثير من المعاني المستترة

نشر في: 4 نوفمبر, 2015: 09:01 م

سبع حبات من التمر كافية لينطق النوى عن حقائق مخفية بدأ بها مسلسل " العهد " اولى حلقاته  بنبوءة على ورق  تعيد قصة الصراعات المحبوكة والقادرة على تخطي الممكن والمستحيل  في تراجيديا تخوض بايحاءاتها سحرا تاريخيا يروي قصصا سمعنا عنها، &nbsp

سبع حبات من التمر كافية لينطق النوى عن حقائق مخفية بدأ بها مسلسل " العهد " اولى حلقاته  بنبوءة على ورق  تعيد قصة الصراعات المحبوكة والقادرة على تخطي الممكن والمستحيل  في تراجيديا تخوض بايحاءاتها سحرا تاريخيا يروي قصصا سمعنا عنها،  وما بين الواقع والخيال يمسك المؤلف بطرفي التناقض الذي تتألف منه الحياة: الشر والخير،  المرأة والرجل ، والانظمة التي نؤلفها لمجرد ارضاء مصالحنا الشخصية وبما يتناسب مع التخيل المبني على المنطق الدرامي الخاص باجواء نعيشها،  لندرك اننا نحيا الصراعات منذ البدء حتى الان.
وما من سبيل الى تصحيحها ما لم نعتمد على انفسنا دون الاحساس بالاحباط او فقدان الشعور بالوصول الى بر الامان بما يتناسب مع وسيلة الحياة ، وهذا الدافع يكفي لخلق بناء درامي يميل الى السريالية في نبذ الاساطير والنبوءات التي يعالجها مسلسل" العهد" بنص درامي ملىء بالتشويق والاثارة والالغاز التي تثير بحلولها احجيات اخرى يصعب الوصول الى مفاتيحها. لانها تجمع التواريخ بتشابه زمني مبني على بنية درامية واكبها المخرج بعتمة متعبة بصريا للمشاهد المتشوق لنهاية القصة التراجيدية التي تزداد كل حلقة من حيث نمو الاشخاص وتعاقب الادوار والعودة الى الزمن في حاضر ترى فيه "استمنوها " كل ما يمكن تصحيحه مع استحالة ربما لا حلول لها لغموض النبوءة التي تتحقق امام المشاهد وكان المؤلف يكتبها في كل حلقة مع المشاهد بسحر بوازي سريالية مهيب وسحر ولكل منهما صفة تتناقض مع الاخر ويحتاجها ليكمل الحياة بطرفين متناقضين . فهل نحن من نبحث عن الموت والحياة ؟
عشاق سلطة وكبير حشاشين وكفر النساء، وعالم من الاجرام السفلي بقتل بارد وشعارات مبنية على الديكتاتورية والقوة، وكل ما يجري في الحاضر هو من مخلفات الماضي الذي تركه الاجداد يسبح مع افعالهم الممتدة عبر الزمن، لتتكون عبر دراما تتشابك مع بعضها البعض بقدرية من صنع الافعال الرديئة لا يمكن ايقافها ما لم تتحد الايادي وتتخذ القرار في ايقاف تراجيديا مبنية على قراءات مصيرية تحدد مسيرة البشر الذين يكتبون كتابهم بايدهم وهم يكذبون ويصدقون الكذبة التي تم اختراعها، لتكون بمثابة الخروج من المعضلة التي نشأت عبر فعل ينمو ويكبر من طمع او جشع او حب نفوذ او قتل او للوصول الى المجتمع الافضل عبر الجزء للانتقال الى الكل بيسر اي بعد تنظيف رواسب الماضي الذي يروى في مسلسل" العهد"، فهل يريد المؤلف ان يرى المشاهد حقائق المستقبل من خلال التاريخ لتكون النبوءة عبارة عن تحليل منطقي يقودنا الى بناء العالم؟
دم مشعل وبداية ثورة تتحدى تصحيح الوجود والخروج الى العلن للمنادة باعلى الصوت بعد كبت وجبروت وتحكم برقاب الناس في الحلقة الثانية عشر حيث بدأت الاحداث تضيف نوعا مضاعفا من الاثارة الملحمية التي تطول كلما قصرت، ليحمل كل حدث الموت والنيران والتعقيد الذي يتشابك في كل حلقة بشكل اكبر، وضمن مجتمع اوجده المؤلف ليحاكي به المجتمعات الاخرى بفلسفة سياسية وجمالية تتصل بفكرة النبوءة واشكاليتها المتعددة بدء من "استمنوها " التي تقرأ النوى وصولا الى العهد الذي تحمله وتحاول انقاذه من الاخرين، بينما هو يتحقق ولا حاجة للناس به. لان الاحداث ترتبط بقدر يسير بنا ومعنا كظل ووجود وحياة لا ندرك سرها. انما نرسمها بافعالنا وننشىء منها الصالح والباطل، لنعالج فيما بعد الاخطاء الواردة في مسيرة الاجداد التي ارتبطت بنا، فهل استطاع المؤلف من خلال الشخصية الحدث وهي الراوي "استمنوها"او الممثلة سلوى الخطاب القديرة في تجسيد هذه الشخصيات الغامضة كما في مسلسل "نيران صديقة" مع القدرعلى بناء شخوصه الاخرى التي تعتمد على الحكاية او على العهد والكلام المباح . ام ان الكلام المباح له وقته وزمنه الذي يتيح للجميع الكلام عن العهد.؟
غزل المخرج " خالد مرعي" المشاهد على عتمة اراد ان ترافق ثيمة الشر والعالم السفلي المظلم دون اللجوء الى صورة حديثة تحاكي بصر المشاهد بجمالية اكبر، لتبدو المهزلة البشرية اشبه بعتمة تنتظر ضوء الخير، لينتصر ويعم السلام بمؤثرات المشاعل الليلية والموسيقى التصويرية التي نجح بها المؤلف الموسيقي "هشام نزيه "بتورية تعيدنا الى اللغة القبطية او نغمة تراتيل "السر العظيم"الدينية للاشارة الى العهد القديم وعودة الانسان الى البداية في الصراعات والبحث عن الوجود وبعبثية ذات تغيرات منخفضة وعالية تلامس الاحاسيس بلحنها السمفوني المترجم للحدث وللانفعالات المصاحبة له ، هذا بالاضافة الى جمالية التتر او الشارة اليصرية والسمعية واسلوبها في رسم المشهد الحسي بسلاسة ونقلات تحاور بعضها البعض مترجمة التحولات بين حلقة وحلقة ومشهد ومشهد وبتجانس وكينونة خاصة.
حالات خضوع وحالات تمرد ورضى يشوبه خوارق تنتمي لاساطير موجودة في انفسنا، نتمناها ونسير خلفها باتباع الشهوات التي تنتمي لانسان يلهث خلف سلطة هي من نسج الخيال نستعين بها، لتجلو الحقائق عكس ما نتوقع او نفترض او بشفرات لها غوامضها وايحاءاتها التي تعكس حالة الانسان الداخلية، ليستكشف المشاهد القيم الحقيقية دون التنكر لسلبيات الحياة وشرورها التي لا تنتهي، وقد تم تقديم كل هذه المفاهيم باسلوب درامي سريالي في رؤيته النفسية قبل التمثيلية فالمؤلف "محمد امين راضي" اخترق المحظور الانساني باسلوب مستتر يحاكي الذهن والوجدان ويترك للخيوط حبكتها في مخيلة المشاهد وساعدت المؤثرات التصويرية في خلق خلفية الكفور وتنوعها كفر النسوان، ونطاط الحيط، وكفر القلعه، وموازينها لتكون بمثابة امكنه لمجتمعات مصغرة ذلل صعابها المخرج " خالد مرعي " الا ان الصورة لم تحمل من المعايير الحديثة ما يجعلها بصرية قوية لتناجي قوة النص وبراعة التمثيل الذي تميزت به الفنانه " سلوى خطاب" والكثير من الوجوه التي احببناها في مسلسل "العهد" الذي ما زلنا ننتظر نهاياته وما تحمله من مفاجآت ومسلسل "العهد" (الكلام المباح)، للمؤلف محمد أمين راضي، والمخرج خالد مرعي، والمنتج "طارق الجنايني " وهو من بطولة بطولة غادة عادل، وآسر ياسين، وآيتن عامر وأروى جودة، وهنا شيحة، وصبا مبارك، وسلوى خطاب، وشيرين رضا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram