TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أصدقاء السرّ

أصدقاء السرّ

نشر في: 4 نوفمبر, 2015: 09:01 م

هذه الاشعار والامثال التي تسمعونها حول معنى الصديق واوصافه لم تأت من فراغ. انها نتاج حس عفوية البسطاء التي نادرا ما تخطئ. عندما يغني الجنوبي العراقي "صاحب صحيبك سنه وبعد السنة جرّبه"، او "لكن ألف يا حيف ما تعرف كدر صاحبك" فيها وجع ينبئ عن اكتشاف عدو بثياب صديق. ليس الامر جديدا فأرسطو قالها من زمن ابعد "يا أصدقائي لم يعد هناك صديق". ويقال انه قال "يا أصدقائي انني لا صديق لي". المعنى ببساطة هو ليس كل من ادعى صداقتك صادق في ادعائه.
الذي سحبني لهذه المقدمة لوم قاس وصلني من قريب لي، من اهل الله، قال فيه "ما كان عليك يا ابن عمي ان تعارض نظامين لأنك في هذا خسرت مصالحك وناسك .. انك مثقف وعقلك نيّر فشلّك ابهالعداوات؟". ولأنه من اهل التجارة ولا علاقة له بالثقافة اكتفيت بشكره. عندما راح جلست الليل اتفكر فيما قاله. قطعا ما كان يقصد ايذائي بل انا متأكد انه يحرص علي لأنني من دمه ولحمه كما يقول.
لم اقل له ما دمت انك أسميتني مثقفا، فان صح وصفك لي، فهذا قدري اذن. لم اقلها لأن الرجل بعيد عن هذا الهم. ولمن يسمع منكم بتعريفات الغربيين للمثقف فكلها مسحت ولم يبق غير تعريف واحد هو انه المعارض الدائم للسلطة. باقي التعريفات التي يتفلسف البعض بذكرها ما عاد لها مكان هناك.
راجعت نفسي بجد وقسوة أيضا فاكتشفت فعلا ان اغلب الذين كانوا أصدقاء، او حسبتهم كذلك، قد انفضوا من حولي بعد ان وصلوا الى قناعة تامة بان من يصادقني سيحرج في مصلحته امام من بيده رزق السلطة وخبزتها. بعض أعلن عداوته لي بفعل طائفيته، او محاباة لأصحاب القرار في التعيين او المكرمات. اشكرهم لأنهم أصدق من كثيرين اكتشفت مؤخرا انهم يحتفظون بصداقتي بالسر.
لا أرحب بصديق اكتشف بالصدفة انه يضع اسمي في قائمة تلفونه تحت اسم مستعار او حركي. او انه إذا احتاجني يبحث عن زاوية مظلمة يتصل منها علي خوفا من أن يسمعه أحد "النجوم" او "المتنفذين" بشؤون السكن والولائم الذين قد أكون كشفت عيوبهم ذات عمود او لقاء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سدير

    صباحك ورد جوري والله كلامك جدا صحيح استاذ هاشم المحترم ولكن اقول الحاجة لك بصديق يتملق الحاكم والسلطة لأجل مصلحة فأنت لديك من القراء اصدقاء حقيقين والسهولة من قول الحق وأولهم انا..مع فائق احترامي وتقديري لك

  2. ابو سدير

    صباحك ورد جوري والله كلامك جدا صحيح استاذ هاشم المحترم ولكن اقول الحاجة لك بصديق يتملق الحاكم والسلطة لأجل مصلحة فأنت لديك من القراء اصدقاء حقيقين والسهولة من قول الحق وأولهم انا..مع فائق احترامي وتقديري لك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram