اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البطاقة الوطنية.. هل تكون وطنية؟

البطاقة الوطنية.. هل تكون وطنية؟

نشر في: 4 نوفمبر, 2015: 09:01 م

وزير الداخلية محمد سالم الغبان يدعو إلى توعية المواطنين بآلية إصدار البطاقة الوطنية، بحسب ما نقلت عنه (المدى برس) من كلام في آخر اجتماع أسبوعي للجنة العليا للبطاقة الوطنية منذ يومين،وهو لا يدري أن من به حاجة للتوعية هم القائمون على هذا المشروع.
ما هي البطاقة الوطنية؟ ما ضرورتها؟ ما منافع حيازتها والتعامل بها؟
شخصياً، وأنا الصحفي الذي يقرأ في اليوم أكثر من خمس صحف عدا عن صحيفته، ويطّلع على خمس صحف أخرى، ويتابع البرامج الأخبارية لثلاثة أو أربعة من القنوات التلفزيونية، ويبحر في ثلاثة أو أربعة مواقع أخبارية أيضاً فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، ليست لدي من معلومات عن هذا المشروع ما يكفي ليحثّني ويحرّضني على الإسراع بخطاي نحو الدوائر التي تصدر هذه البطاقة، فكيف بالشخص العادي الذي لا يقرأ أي صحيفة ولا يتابع البرامج التلفزيونية الأخبارية ولا المواقع الإلكترونية؟
فضلاً عن هذا فإن التجربة السابقة لا تشجّع.. أعني بها تجربة البطاقة الانتخابية التي أكدت دولتنا مراراً على أنها ستُعتمد في المراجعات الرسمية.. ولم يحصل!.. البطاقة الانتخابية أصبحت غير صالحة للاستعمال وخارج نطاق التغطية بمجرد خروج الناخب من المركز الانتخابي، مع أنه على مدى أشهر ظلت الدعاية الحكومة تؤكد أنها ستكون وثيقة رسمية محترمة ومعولاً عليها.
في دول العالم كلها تقريباً لا توجد غير وثيقة واحدة تعرّف بشخصية المواطن، وتُسمّى في الغالب البطاقة الوطنية، وهي تتضمن كل المعلومات الأساس المتعلقة بالشخص.. في بلدنا وحده اختارت الدولة أن تثقل كاهل مواطنها، الذي ينوء في الأساس تحت أحمال فوق طاقة البشر، بأربع وثائق ما أفسح في المجال واسعاً للتزوير وتسهيل عمليات الفساد الإداري والمالي، وكذلك الاختراقات الأمنية.
ما الذي يتعيّن على وزارة الداخلية فعله الآن لتحقيق ما ترغب فيه، وهو اقتناع المواطنين بالبطاقة الوطنية والإقبال على حيازتها؟
يتوجب أولاً أن تقرر الوزارة أن البطاقة الوطنية ستكون بطاقة إثبات المواطنة العراقية، البديلة عن سائر الوثائق المطلوبة في المعاملات الداخلية الرسمية وغير الرسمية، فلا حاجة معها الى تقديم بطاقة الاحوال الشخصية ولا شهادة الجنسية ولا بطاقة السكن ولا البطاقة التموينية ولا البطاقة الانتخابية... ثم يتعيّن أن تحدّد الوزارة تاريخاً لبدء إصدارها والعمل بها، وأن يُصبح إلزاماً قبول هذه الوثيقة في دوائر الدولة.. ويتعيّن كذلك أن تبدأ وزارة الداخلية، بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية في البلاد، حملة وطنية للتعريف بالبطاقة الوطنية وضرورتها ومميزات استعمالها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    شكراً لك يا استاذ عدنان حسين انك دائماً تشرح لنا تلك الأمور الغامضة وتوضحها لنا وانا لولا صحيفتكم التي ينشر فيها ويديرها كتاب وأدباء مثقفون مثلكم كان ضاعت علية امور كثيرة ولكن بجهود اقلامكم وأفكاركم واخلاصكم ثم نشركم لنا نحن القرّاء وانا من المدمنيين على

  2. بغداد

    شكراً لك يا استاذ عدنان حسين انك دائماً تشرح لنا تلك الأمور الغامضة وتوضحها لنا وانا لولا صحيفتكم التي ينشر فيها ويديرها كتاب وأدباء مثقفون مثلكم كان ضاعت علية امور كثيرة ولكن بجهود اقلامكم وأفكاركم واخلاصكم ثم نشركم لنا نحن القرّاء وانا من المدمنيين على

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram