TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وهل يعرفون معنى الإصلاح ؟

وهل يعرفون معنى الإصلاح ؟

نشر في: 6 نوفمبر, 2015: 09:01 م

خَطَرَ ببالي سؤال: هل كان البرلمانيون يعرفون معنى الإصلاح قبل أن يُفوَّضوا به العبادي ومن ثم يسحبوا تفويضهم؟ أحيانا أشك في فهم أعضاء البرلمان لمعنى البرلمان. الذي جعل السؤال يخطر في ذهني تصريح لعضو مجلس كربلاء وهو "مالكي" أيضا" يقول "بدأنا بإصلاح النظام التربوي في كربلاء". حين مررت على التفاصيل وجدت انه يتحدث عن عشر خطوات جميعها لا علاقة لها بمعنى "الإصلاح"!
حتى لا نكون ظالمين لا بدَّ من القول صراحة إن عدم فهم المعنى الحقيقي للإصلاح لا يقتصر على الساسة العراقيين، بل يشمل عموم العرب. كذلك قد يغيب المعنى عن اغلب الناس من دون استثناء حتى مَن نسميهم "مثقفين".
في مقدمته لكتاب "الكلمات المفاتيح" يذكر الدكتور نعيمان عثمان انه في عام 2004 بمؤتمر عربي بعمّان حول المطالبة "الخارجية!" بالإصلاح قال ولي عهد دبي: "هل لدينا شيء مكسور حتى يصلح؟" هذه كلمة واحدة من منظومة كلمات يقولها العرب ولا يعرفون معناها الدقيق، شأنها شأن مصطلحات كثيرة مثل الحداثة والعلمانية والديمقراطية والمجتمع المدني والحضارة.
المختصون ينظرون الى الإصلاح كمصطلح منشأه الغرب وله معنى مختلف عما نفهمه نحن. وكما تلمسون من قول ولي العهد ننظر اليه وكأن هناك ثلاجة عاطلة ونُريد إصلاحها. معنى ذلك أن الإصلاح الذي نتحدث عنه تقابله في الإنكليزية كلمة Repair وليس Reform والفرق بين الاثنين كبير.
فعندما تبدل الفيوز او تشحن الثلاجة بالغاز فإنها تعود للعمل لكنها ستظل ثلاجة او قد تعيد طلاءها فتبدو لك وكأنها تغيرت لكنها في الحقيقة خوجة علي ملا علي. قال شاعرنا الشعبي:
إلما مصبوغ من طبعه ما ينفع صبغ ويّه
شكد تتعب وتصبغ بيه، مشطّب يرجع المسراه
أما مصطلح Reform فيعني تغيير الشيء من أساسه نحو الأفضل. التغيير نحو الأسوأ لا يسمى إصلاحاً ، بل إنه تخريب.
عودوا لما قاله عضو مجلس كربلاء وستجدون ان كل ما قاله لا يتجاوز معاني الترقيع ولا علاقة له بالتغيير. يكفيني دليل واحد هو أنه لم يمرّ على المناهج التربوية ولو مرور العابرين الكرام. أنسميه اصلاحا تربويا ونحن لم نذكر إصلاح المناهج حتى ولو من باب جب الغيبة عن النفس؟ لا خوش إصلاح!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram