يدرس العراق مع دولة الامارات بالتعاون مع شركة الجسر العربي، إمكانية تنفيذ مشروع مد خط ملاحي ينطلق من ميناء جبل علي في الامارات الى ميناء أم قصر في البصرة جنوبي العراق ويتوقع مختصون انه سيغير مجرى الخطوط الملاحية العربية التي تربط شرق آسيا بأوروبا.وقا

يدرس العراق مع دولة الامارات بالتعاون مع شركة الجسر العربي، إمكانية تنفيذ مشروع مد خط ملاحي ينطلق من ميناء جبل علي في الامارات الى ميناء أم قصر في البصرة جنوبي العراق ويتوقع مختصون انه سيغير مجرى الخطوط الملاحية العربية التي تربط شرق آسيا بأوروبا.
وقال المتحدث باسم شركة الموانئ العراقية أنمار الصافي في حديث الى (المدى برس)، أنه "بعد العام 2003 انفتح العراق بشكل تدريجي على محيطيه العربي والعالمي فشهد حركة تجارية عبر موانئه يمكن وصفها بالجيدة ما دعانا الى أن نعيد تأهيل وبناء الأرصفة والبنى التحتية الأخرى لتكون جاهزة للزخم الكبير الذي سجل أعلى معدلاته بعد العاشر من حزيران العام الماضي حينما أغلقت المنافذ الحدودية في الشمال والغرب من العراق".
وأضاف الصافي أنه "ولأهمية موقع العراق البحري الستراتيجي بالنسبة لدول المنطقة، طرحت لشركة الجسر العربي للملاحة، فكرة انشاء خط ملاحي يربط احدى دول الخليج بالعراق مباشرة ويكون نافذة بحرية على العالم"، مبيناً أن " الاختيار وقع على دولة الامارات العربية كونها اليوم المركز التجاري والناقل للبضائع من دول شرق آسيا الى اوروبا من أجل اختصار الطرق التي كانت تمر بقناة السويس ورأس الرجاء الصالح وغيرهما.
وتابع الصافي أن "الاتفاق بين الشركة والامارات والعراق خلص الى مد خط ملاحي مباشر من موانئ الامارات الى موانئ العراق جنوباً، كما أن هناك اتفاقاً جارياً الآن مع أيبل ترانسبورت الاماراتية وتم عقد أكثر من لقاء مع وفد الشركة الذي زار موانئ البصرة واطلع على امكانياتها التي كانت محل ترحيب عند الجميع"، مرجحاً أن يتم خلال العام المقبل تفعيل هذا الخط الملاحي بعد تهيئة كل الاجراءات اللازمة لإنجاحه.
وأوضح المتحدث باسم شركة الموانئ العراقية أن "الخط سيتم فيه استخدام سفن شركة الجسر العربي إضافة الى سفن الشركات والدول الأخرى حيث سيتم تحميل البضائع من موانئ الامارات وتحديداً من ميناء جبل علي متوجهة الى ميناء أم قصر الذي اختير لأنه من الموانئ الأكثر عدداً بالنسبة للأرصفة وأكبر عمقاً من بقية الموانئ العراقية".
ولفت الصافي الى "تحديد أحد الأرصفة في ميناء أم قصر ليكون جاهزا لذلك المشروع، ومن بعدها يتم تفريغ تلك الشاحنات التي ستكون عبارة عن (شاحنة مملوءة بالبضاعة خالية من مركبة القيادة) ومن ثم يتم ربطها بمركبة قيادة مباشرة وتتجه صوب الاردن أو تركيا ومن ثم الى دول الوطن العربي وأوروبا".
وشركة الجسر العربي للملاحة هي نتاج الاتفاق بين حكومات (الأردن، مصر، والعراق) تم تأسيسها في تشرين الثاني من عام 1985 برأسمال مدفوع قدره (6) ملايين دولار مقسمة بالتساوي بين الدول الثلاث المؤسسة، وقد تمت زيادة رأس المال عدة مرات ليصل في العام 2013 الى 100 مليون دولار.
من جانبه ، قال القبطان البحري المتقاعد خليل خوسه البصري في حديث الى (المدى برس)، إن " تفعيل الخط الملاحي المزمع اقامته بين العراق والامارات سيكون له الاثر الاقتصادي على البلدين لأن فيه اختصاراً للزمن والقيم المالية المدفوعة للنقل، مشيراً الى أن الدول والشركات وحتى المستهلك يبحث اليوم عن طرق سهلة ورخيصة وسريعة لنقل بضاعته وهذا عادة يتم عبر الشحن الجوي لكن تلك فيها مبالغ كبيرة، لذا فاللجوء الى البحر هو آخر الحلول."
وأضاف البصري أن "انشاء هذا الخط سيغير ملامح ومجرى الطرق البحرية المعتادة وستكون هنالك حركة ملاحية وتجارية كبيرة ويمكن أن نتخيل انه سيؤثر نوعاً ما في بقية الموانئ في مصر وإيران وبقية الدول الممتدة عبر البحر الأحمر والابيض المتوسط."
ولفت البصري، الى أن "الموانئ العراقية الأربعة في محافظة البصرة استقبلت خلال العام الماضي 2602 وحدة بحرية (باخرة) وبحمولة تجاوزت الـ15 مليون طن، ما وفر مبالغ للدولة العراقية زادت على الـ 55 مليون دولار، وهي نسبة جيدة."
ورجح البصري أن "يوفر تشغيل الخط الملاحي مع الامارات اكثر من 110 ملايين دولار في العام للدولة العراقية."
بدوره ، قال مروان رشيد صاحب شركة الطلاسم لإدارة الموانئ (شركة خاصة) في حديث الى (المدى برس)، إن "ميناء أم قصر بات يستقبل معظم واردات العراق من الدول المجاورة ومن أوروبا لاسيما بعد أن تحولت البضائع من المنافذ الغربية والشمالية الى الجنوب جراء ما تشهده تلك المناطق من عمليات مسلحة"، مبيناً أن "هذا التحول لم يمنع أو يبطئ العمل في ميناء أم قصر أو الموانئ الأخرى بسبب حجمها الكبير والتوسع الذي طرأ عليها خلال السنوات الثلاث الماضية."
وأشار رشيد الى أن "ميناء أم قصر وحسب بياناتنا، حصلت فيه زيادة في عدد السفن المقبلة اليه بنحو 18% خلال الأشهر السبع الماضية ما يسجل ملاحظة جيدة على مدى استيعاب هذا الميناء" ، مؤكداً أن تشغيل خط (الامارات – العراق) الملاحي سيكون طفرة نوعية لشركات الشحن البحري والمستوردين بسبب انه سيوفر لهم مبالغ ووقت كبيرين."