اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: بفيديوهات وصور ساخرة ..العراقيون يجابهون غـرق مدنهم!

ريبورتاج: بفيديوهات وصور ساخرة ..العراقيون يجابهون غـرق مدنهم!

نشر في: 9 نوفمبر, 2015: 12:01 ص

لم تتوقف سارة عن الضحك وهي تتابع مقطع فيديو حمل في وقت سابق على إحدى صفحات الفيسبوك التي يظهر فيه بطل الفيديو الشاب وهو يعوم بزورق بلاستيكي داخل زقاقه السكني، حيث تبادل التعليقات مع أصدقائه حول مقطع الفيديو والوضع الذي يعيشه الناس بعد موجة الامطار ال

لم تتوقف سارة عن الضحك وهي تتابع مقطع فيديو حمل في وقت سابق على إحدى صفحات الفيسبوك التي يظهر فيه بطل الفيديو الشاب وهو يعوم بزورق بلاستيكي داخل زقاقه السكني، حيث تبادل التعليقات مع أصدقائه حول مقطع الفيديو والوضع الذي يعيشه الناس بعد موجة الامطار الاخيرة التي تسببت بغرق ما يقارب نصف أحياء بغداد السكنية! 

فرح كريم طالبة جامعية اضطرت الى ان تلازم المنزل بسبب غرق اغلب احياء العاصمة وكذلك الاضراب المستمر لاساتذة الجامعات بينت لـ(المدى): ما ان بدا اول ايام الامطار حتى بدأت مقاطع فيديو تنتشر على صفحات المواقع الاجتماعية وبطريقة السخرية عن الوضع البائس الذي يعيشونه. مضيفة: حتى هذه اللحظة وبعد مرور اسبوع على الامطار أبحث عن هكذا مقاطع تمنحنا بعض الفرح والضحك في ظل الواقع الذي المزري الذي نعيشه.
تفاعل وتواصل
مصطفى سعد مدوّن شاب حرص على نشر بعض الصور ومقاطع الفيديو الساخرة على صفحته الشخصية في الفيسبوك يقول لـ(المدى): الفديوهات الساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي تلقى رواجا كبيرا خصوصا من جمهور الفيسبوك الذي يكون اغلب رواده هم ما بين ١٨ -٣٠ عاما. مبينا: ان هذا الجمهور دائماً يبحث عن الحدث كما هو واغلب المتواجدين على شبكات التواصل الاجتماعي هم باحثون عن التفاعل والتواصل والبحث عن اصدقاء جدد. ويضيف: ان التفاعل مع الحدث الذي ينشر الفيديو يحقق لهم التواصل وارسال فديوهاتهم لصفحات اخرى او من خلال نشرها حتى عبر صفحاتهم الشخصية حيث تنال الإعجاب والتعليقات، معتقدا: هذا ما دفعهم ان يصوِّروا الحدث بشكل ساخر خاصة في فيضان شوارع بغداد مؤخرا وبطريقة غير مسبوقة.
وتابع المدون مصطفى: ان موضوع الفديوهات الساخرة والمضحكة ناتجة عن يأس المواطن بحكومته من جهة وبنفسه من جهة اخرى فكان لجوؤه للسخرية هو الباب الاخير للخلاص من الوضع المزري والضغوط اليومية التي يعيشها المواطن.
النقــد الساخر والأمطار
الشاب علي عبد الحسين من سكنة حي اور التي تأثرت كثيرا بالامطار والسيول وغرقت معظم منازل ساكنيها يعيد نشر المقاطع الساخرة على صفحته الشخصية ويقوم بالرد بتعلقات اكثر سخرية ذكر لـ(المدى): السخرية والضحك هما الطريق الوحيد لكي نتقبل الضغوط اليومية التي نعيشها، موضحا: على الرغم من غرق منازلنا لأيام عـدة لم يكن بيدنا أي حل سوى تصوير وتسجيل مقاطع الفيديو التي تسخر من هذ الواقع وتبين حجم المعاناة بطريقه فكاهية ساخرة!
ربة البيت نهى كاظم تسكن محافظة البصرة قالت لـ(المدى): اتابع المقاطع التي تنشر عن مناطق العاصمة واستغرب حجم السخرية والفكاهة التي يعبر بها المواطنون عن معاناتهم الخاصة. متابعة: موضوع الامطار ليس الوحيد الذي يتناول بطريقة ساخرة فأي ظرف او مأساة أصبحت تمر على المواطنين نجدهم يلجأون للضحك والفكاهة للترفيه عن أنفسهم او نقــد الموضوع بشكل ساخر.
صحافة المواطن الساخرة
اما الصحفي إياد الملاح فأوضح: تُعــد حركة التدوين واحدة من اهم المتغيرات التي طرأت على المنظومة الإعلامية وتوصف بأنها الإعلام الجديد او ما يطلق عليها بصحافة المواطن التي تستثمر مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعبير عن الرأي. مستدركا: لكن هنالك الكثير من المحاذير المهنية في هذا النوع من الإعلام، إذ انه يفتقر الى الموضوعية او المعايير المهنية المتفق عليها دوليا في وسائل الاعلام التقليدية.
واضاف الملاح الذي اعتمد على تسجيل بعض مقاطع الفيديو عن الأمطار والسيول في حيـِّه السكني : غالبا ما يكون تناول او استهداف قضية مجتمعية معينة عن طريق الافلام القصيرة او الفيديوهات التي لا تعبِر بشكل واضح عن حجم المشكلة الا انها تصور جانبا منها بشكل ساخر وناقد. مبينا: هنالك جانب آخر في الموضوع وهو ان المجتمعات التي تصل الى مرحلة من الإحباط واليأس غالبا ما تلجأ إلى الفكاهة او السخرية في مواجهة المشاكل كردة فعل تجاه المشاكل المجتمعية واعتبار ذلك واحدة من آليات الدفاع النفسي التي تحاول من خلالها تلك المجتمعات التخلص من الآثار الجانبية لتلك المشاكل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram