أحد القرّاء عاتبني لأنني تركت أهوال وأحوال وادي الرافدين، وخصصت هذه الزاوية للحديث عن بلاد تضم مهاجرين من كل بقاع الارض . والحاكم فيها، ليس الشاب ترودو، ولا مجلس النواب الذي يذهب أعضاؤه الى قبة البرلمان بالدراجات، الحاكم فيها التوافق على احترام حقوق الآخر، قبل المطالبة بحقوقك، على قيم العدالة والتسامح، وعندما سأل رئيس وزرائها الوسيم، ما هي خطته للحكم قال ثلاث كلمات فقط :" الاحترام، أولاً وأخيراً "، لا يتباهى المواطن الكندي بان بلاده مهد الحضارات، وصاحبة اول مسلة للقانون، ولا يرفع شعار " يلاونه لو بيهم زود " الشعار الوحيد المسموح به هو الاتقان في العمل والاخلاص وإشاعة فرص الرفاهية امام الجميع،، فقط اردت ان أقول لقراءة الأحوال المشابهة لأحوالنا، أدوات كثيرة، منها العودة الى تجارب الشعوب، وما تفرضه هذه التجارب من المقارنات حتى وان كانت قاسية .
اليوم نشاهد العالم يسير بخطى سريعة بينما نعيش نحن في مدن اللاعدالة والقهر، كم مثير للاشمئزاز أن الساسة الذين كانوا يطالبون بالحرية نراهم اليوم يمارسوننفس الاستبداد الذي مارسه القائد المؤمن من قبل، في مدن اللاتسامح تغيب العدالة وتصبح الديمقراطية مجرد واجهة لسرقة أحلام الناس ومستقبلهم، ساعود الى تجارب الكتب واخبرك ان فرنسا تحتفل هذه الايام بذكرى مولد النقيضين ديغول وكامو .
كتب كامو إلى ديغول "إياك أن تظنّ أن الديموقراطية تعني التسلط لمجرد حصولك على الأكثرية، الديمقراطية الحقة تقضي أن يكون الحاكم ضامناً مصالح جميع المواطنين بغض النظر عن توجهاتهم ومعتقداتهم ".
ظلّ كامو يرفع شعار لا لجميع أنواع الطغيان، فقد ولد الإنسان حرّاً ليس من أجل أن يصبح رهينة لأمزجة أناس حمقى
قبل ثلاثة وأربعين عاما نفى ديغول نفسه إلى قرية في الجنوب كي يكون بعيدا عن مجرى الأحداث وليكتب هذه الجملة المؤثرة في مذكراته “لاشيء أهم من فرنسا مستقرة“، كان لا يملك اكثر من أن يمازح الفلاحين حول محاصيلهم، ويجلس يحدثهم عن الأمل بفرنسا أكثر تطورا وعافية.
لماذا الكتابة عن ديغول وكامو اليوم؟ ما الجديد في الأمر؟ لا شيء. لكن وأنا أعيد قراءة اعمالهما، شعرت بأن أكثر ما جمع بين الرجلين، هو أن كليهما كان، أولا وأخيرا، فرنسياً خالصا، لم يقبل ان ترفع أعلام دول الجوار في ساحات مدنه حتى وهي محتلة من هتلر، فما بالك وهي تعيش عصر التغيير تحت اكثر من راية وشعار ؟!الفارق عزيزي القارئ بين من اكتب عنهم، ومن ذهبت لتنتخبهم لانهم من طائفتك، هو درس الوطنية الذي غاب عن مدارسنا .
الفارق في مفهوم الوطنية فقط
[post-views]
نشر في: 9 نوفمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
البير كامو ولد في الجزائر من أسرة فقيرة ثم اصبح من اشهر الفلاسفة والمفكرين ابدع في فكره الثوري الأنساني قاوم الاحتلال الهتلري لألمانيا هكذا هم الرجال حقاً الذين يمتلكون الغيرة في الدفاع عن اوطانهم بالرغم من شهرته فلم يصيب كامو الغرور لا بل قاوم الجيش الأ
بغداد
البير كامو ولد في الجزائر من أسرة فقيرة ثم اصبح من اشهر الفلاسفة والمفكرين ابدع في فكره الثوري الأنساني قاوم الاحتلال الهتلري لألمانيا هكذا هم الرجال حقاً الذين يمتلكون الغيرة في الدفاع عن اوطانهم بالرغم من شهرته فلم يصيب كامو الغرور لا بل قاوم الجيش الأ