في منتصف الطريق الى المتحف البريطاني الذي يقيم معرضاً بعنوان – مصر: الايمان بعد الفراعنة. نواجه ونجد شيئاً يوجز نوع المعرض، انه تمثال نصفي من البازلت لجيرمانيكوس (ابن خال اوغستوس) والجنرال المحبوب الذي كما يبدو تم نحته بعد زيارته مصر، قبل فترة

في منتصف الطريق الى المتحف البريطاني الذي يقيم معرضاً بعنوان – مصر: الايمان بعد الفراعنة. نواجه ونجد شيئاً يوجز نوع المعرض، انه تمثال نصفي من البازلت لجيرمانيكوس (ابن خال اوغستوس) والجنرال المحبوب الذي كما يبدو تم نحته بعد زيارته مصر، قبل فترة قصيرة من وفاته في أنتيوج في سنة 19 بعد الميلاد.
وبالنسبة للتمثال، فهو أملس ومصقول جيداً: وهو يعبر بشكل جيد ويعبر عن الكلاسيكية الرقيقة للفن آنذاك، في خلال حكم سلالة جوليو – كلوديان، في القرن الاول بعد الميلاد.
مع ذلك، هناك ايضاً تمثال مذهل وجميل لرأس برونزي، حيث يبدو للزوار في بداية المعرض، إنه يمثل جيرمانيكوس، في وضع مشوّه وكان هناك شبيه لاوغستوس، وهو الذي كان في الجبهة الجنوبية، وقد تم اسره في البلاد جنوب مصر، والذي يسمى حالياً "السودان" وتمثال جيرمانيكوس، على العكس، عانى من مصير وحشي، إذا انه وبعد وقت طويل من سيطرة جوليو – كلوديان، على مصر تم السيطرة عليه من قبل منافسه الكوشيي ودفن في السودان.
وشهد تمثال جيرمانيكوس، على العكس، عانى ابشع مصير وحشي. بعد زمن طويل من فقدان سيطرة جوليو – كلاديانس على مصر. وقد عبث، احدهم بأنف جيرمانيكوس وخدشه،حافراً صليباً على جبهته.
وهذه التماثيل عانت من العصبية الدينية وتم خدشها عمداً.
إن رد فعل الزوار يختلف من واحد الى آخر ورد الفعل بالنسبة لآخر، ولكن المعروضات في المتحف، مع قدمها، تثير لدى الزائرين مشاعر مختلفة، تجاه الحياة قبل ألوف الاعوام.
ويجد الزوار في المعرض إعمالاً فنية جميلة وتؤثر في النفوس، وكانت تخص الطبقة الراقية، ومنها رأس من المرمر لقس ذو لحية ويدعى سيرابيس. ولايمكن نسيان سيرابيس، وكان من الآلهة المئة، والذي كان يتوجه اليه الرومان في مصر ويصلون ويتذرعون اليه، اما توتو الاله الحامي وله جسد أسد، يحمي الناس وهناك ايضأ الاله البشع، إضافة الى الاله القزم بيس، الذي يساعد النساء الحوامل، ويشيع المرح في المكان.
ويفخر المعرض بتمثال رائع من المرمر لبيس، تم العثور عليه في روما، وهو الآن ضمن مجموعات متحف فيتز وليام في كيمبردج ويعود تأريخه الى القرن الثاني بعد الميلاد ويظهر امام الالهه، ويدعو الى دوام النجاح.
مرحباً بالعصر المظلم، عندما بدأت الخلافات بين الناس، وكل واحد يدعو الى عبادة الالهة بالتاكيد نحن قد اعتدنا معارض عن مصر القديمة حيث كل شيء يبرق متألقاً ، وممارسة طقوس الدفن وكذلك النصوص السرية والغموض حيث كل واحد له إلاه يعبده.
لقد اعتاد الناس على معارض ترتبط بمصر القديمة والتي تقدم للناس مظاهر وافكار المجتمع المصري القديم.
وتلك الحضارة اندثرت مع كليوباترا قبل 30 سنة من الميلاد.
وتحت قيادة او كتافيان (تغير اسمه الى اوغستوس) واصبحت مصر اقليماً تابعاً للامبراطورية الرومانية، وفي هذا المعرض نجد أكثر من 200 قطعة اثرية تحكي ما جرى بعدئذ، وتلاشت معتقدات قديمة وجاءت بعدئذ، الايمان بالمعتقدات الابراهيمية اليهودية، المسيحية والاسلام.
وهذا المعرض ينتهي ويتوقف عند القرن الثاني عشر (1171)، مع سقوط الخلافة الفاطمية.
 عن: الغارديان