يكادُ الفنّ الروائيّ أن يكون الإشتغال المعرفيّ الوحيد بين الاشتغالات الأدبيّة الذي طاله الارتقاء المتواصل بلا انقطاع إلى جانب فنّ السيرة الذاتيّة الذي يمكن عدّه رواية ذات سماتٍ خاصّة، وربّما كان الفن السينمائيّ وبعض مجالات الفنون الجميلة
يكادُ الفنّ الروائيّ أن يكون الإشتغال المعرفيّ الوحيد بين الاشتغالات الأدبيّة الذي طاله الارتقاء المتواصل بلا انقطاع إلى جانب فنّ السيرة الذاتيّة الذي يمكن عدّه رواية ذات سماتٍ خاصّة، وربّما كان الفن السينمائيّ وبعض مجالات الفنون الجميلة هي المجالات الوحيدة التي نافست الفنّ الروائي في التطوّر الجامح، ولا أحسب التأثيرات التجاريّة واشتراطات السوق ودوافعها بغائبة عن الذهن عند التدقيق في الدوافع التي ارتقت بالفن السينمائيّ وفنّ الرسم والتصوير وبعض الميادين التشكيليّة الأخرى وحتّى في بعض الأعمال الروائيّة (مثل سلسلة هاري بوتر، وسيّد الخواتم) التي استحالت هي الأخرى أعمالاً سينمائيّة حقّقت إيرادات خياليّة، غير أنّ الفنّ الروائيّ يبقى الأكثر تحقيقاً لشروط الأصالة والأكثر إيفاء بِمتطلّبات الشغف البشريّ. لكن لِمَ صار الأمر كذلك؟ ولِمَ توزّع الإبداع الروائيّ على كلّ الجغرافيات البشريّة ولم يقتصر على تلك الموصوفة بالثريّة والغنى الفاحش والتي تحتكر الحقل السينمائيّ وفضاء الفنون الجميلة بعكس الإبداع الروائيّ الذي يعدُّ إبداعاً إنسانيّاً مشاعيّاً إذا جاز لنا توصيفه.