TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الكأس الخاوية

الكأس الخاوية

نشر في: 10 نوفمبر, 2015: 09:01 م

تعثّر جديد في مسيرة اتحاد كرة القدم لم يَحسِب تبعاته التي أصابت خططه بمقتل لاسيما وهو المسؤول الأول عن اللعبة ويتحمّل نتائج أي فشل بحجم انسحاب 7 أندية حتى الآن من بطولة الكأس التي ولِدَت ميتة بقرار غير مدروس ولا يتناسب مع الحالة المادية المضطربة التي تعيشها الأندية في الظرف الراهن.
أي تبرير يدعو الاتحاد للتعامل مع القطب الثاني لتوازن مسابقات العراق الكروية "الكأس" بعد "الدوري" بهذه الصورة المتدنية من ناحية عدم إلزامه الاندية سواء الممتاز أم الأولى للمشاركة ومراعاته ظروفها مع توعده لها بالعقوبات في حال كررت انسحابها في نسخة العام المقبل ، أحقاً أنكم مقتنعون بسياستكم هذه تجاه تصاعد عدد الاندية المنسحبة؟!
وصل عدد الاندية التي اعلنت انسحابها حتى ظهر أمس الثلاثاء الى 7 والرقم مرشح للزيادة وسط عدم اهتمام الاتحاد بالأمر وكأنه لا يعنيه طالما أنه أشعر الجميع بأن كأس هذا العام خاوية من أية فائدة تذكر باستثناء تنفيذ وعد اطلقه رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود في حملته الانتخابية أيار 2014 بإعادة إحياء بطولة الكأس وإذا بنا نراها مشلولة وعاجزة عن استعادة ماضيها وقوة منافساتها يوم كانت اندية المقدمة والوسط ترى فيها فرصة لرد اعتبارها بشراسة إذا ما أخفقت في معارك الدوري.
كل المؤشرات تدلل على فشل الاتحاد في تنظيم هذه المسابقة وكان حرياً به أن يؤجلها الى العام المقبل عندما تجد الأندية خلاصاً من سلاسل الأزمة المالية التي تكبلها وتعيق حركتها للمشاركة في مسابقة فاعلة وليست هامشية، وكذلك عدم دراسة لجنة المسابقات واقع "الكأس" من جميع النواحي الإدارية والفنية والمالية والظروف المحيطة التي تؤثر على إقامة أدوار الدوري بالتتابع ، هذه مُسلّمات رئيسة لابد أن يقف عندها الاتحاد قبل تورطه بإطلاق المسابقة.
ولعل تصريح عضو الاتحاد يحيى كريم باستمرار المسابقة حتى بمشاركة فريقين فقط يلعبان مباشرة مباراة النهائي يعني أن البطولة لا تحظى بأهمية ستراتيجية في أجندة اتحاده وكأنها مفروضة عليهم، وكنت أترقب تصريحاً من أحد اعضاء الاتحاد يُعلن خيبة الأمل بعدم القدرة على تنظيم المسابقة أسوة ببقية الاتحادات في العالم لما ينطوي هذا التصريح من شجاعة واعتراف ينسجم مع واقع الاتحاد، لكن الاستمرار بصياغة مفردات وردية وتحدي الجميع بهذه الطريقة الفجّة لن تزيد الاتحاد إلا خسارات جديدة في رصيد الثقة لدورته الانتخابية!
الكأس الخاوية كان يمكن ان نضعها بأيدي الشباب لنجعل منها مناسبة لإختبار المواهب الغضّة ممن تستفيد منهم كرتنا مستقبلاً، بحيث تشارك الاندية "إستثناءً" هذا الموسم بفرق الشباب مع السماح بمشاركة أربعة لاعبين محليين من الفريق الأول "من غير المحترفين"، وتكون البطولة عِوضاً عن بطولات الفئات العمرية التي لم ترَ النور حتى الآن ، هكذا تخطيط يكون ناجعاً ويُصبّ في مصلحة الاتحاد والأندية من دون تعريضها الى الإحراج واضطراها الانسحاب طواعية والذي يعني ضِمناً "تمرداً علنياً" على إحدى مسابقات الاتحاد الرسمية وليست التنشطية كما تبدو من خلال تقليل تأثير المنسحبين منها!
إن تراجع الاتحاد عن قراره بإقامة المسابقة ليس عيباً ،بل درس بليغ يتيح له مراجعة قراراته التنظيمية التي تشكل ركناً اساساً من عمله في تطوير اللعبة، ولتكن انتقادات الإعلام مع رسائل انسحاب الأندية السبعة مبرراً منطقياً يدعوه لإيقاف نزف الجهد والمال، ثم التفكير بتروٍ في أية خطوة تُحسب تبعاتها عليه وسط سُخط جماهيري كبير - كما نلاحظ - من تلكؤ الاتحاد في إدارة اللعبة على الصعيدين المحلي والدولي!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram