TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كم يكفيك من هذي الأرض يا بني ؟!

كم يكفيك من هذي الأرض يا بني ؟!

نشر في: 11 نوفمبر, 2015: 09:01 م

قال الذي أشرف على تغسيله وتكفينه وتجهيزه للدفن ،، وصوته راعف بالحقيقة المرة ::
— لفعوه بمترين من الخام ( ارخص انواع القماش ) . لا حرير ولا سندس .
وهيئوا له مقاما لائقا : مترين من الأرض .. وزيدوها — لو تفضلتم — شبرين !
………
يا لذاك الدرس البليغ شديد الدلالة .
آهذا هو كل ما يحوزه إبن آدم بعد الزفرة الحرى والشهيق الأخير؟ بعد تلك المسيرة الشاقة الطويلة وشراسة الصراع ؟
………
حافيا يغادر - إبن آدم - وعلى الرفوف عشرات الأحذية الغالية الثمن .
عاريا يمضي… وطي خزاناته وعلى مشاجبها عشرات الألبسة النفيسة والأربطة الفريدة من حرير وخز ووبر .
وحيدا يرتحل . دون حراس او أهل أو مريدين . او خصوم .
خالي الوفاض . فما من جيوب في بدلة الكفن . ما من محفظة في جيب ، ولا دفتر للصكوك في حقيبة ، وما من ساعة ثمينة تحيط بالرسغ ، وما من خاتم يجلب الرزق او يصد شر الحسد او يدفع الأذى في خنصر او بنصر .
خابي النظرة . مغمض العينين يغادر . كآن لم تفضح نظراته بما كان يخفيه لسانه من خبايا وأسرار …
يا للدرس البليغ .. كأنه ما سهر ، ما أرق ، ما خاف من مغبة عمل ، ما فرح بنوال . كأنه ما ملك ، ما إستملك ، ما إستحوذ ، كأنه لم يكن خزنة اسرار ما باح بها لأحد بعد ،
الدرس في حضرة الموت بليغ يا سادة،،
……….
أقرأ في موقع مرموق عن احد الساسة المسؤولين العراقيين، من الذين كانوا لا يملكون شروى نقير ، يسكنون غرفة مسأجرة في بيت خرب ، ليغدو بين سنة وضحاها مالك أطيان وقصور عديدة موزعة بين العراق ولندن ، و رصيد فخم ضخم ، ولا يكتفي ،، بل يسعى للمزيد !!! وما يدري إن ملك الموت واقف له بالمرصاد .يآتيه على حين غرة . دون ان يحتسب .
درس الموت وعيد ، لا ينبغي ان يمر به إبن آدم مرور الكرام او اللئام ، فهاتوا لنا بمن يتعظ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram